بهناز شفيعي.. أوّل إيرانيّة تقود دراجات السباق

بهناز شفيعي.. أوّل إيرانيّة تقود دراجات السباق

12 فبراير 2016
كانت تتدرب لوحدها (العربي الجديد)
+ الخط -

كانت بهناز شفيعي صغيرة حين رأت، وللمرة الأولى في حياتها، امرأة تقود دراجة نارية. كانت في رحلة إلى إحدى القرى الإيرانية مع عائلتها، حين رأت هذه المرأة تقود الدراجة. علق هذا المشهد في ذاكرتها، وحاولت تجربة القيادة كلّما أتيحت لها الفرصة. هذا ما تقوله حين تبدأ الحديث عن تجربتها في قيادة الدراجات النارية، وهي الإيرانية الأولى الحاصلة على شهادة لقيادة دراجات السباق النارية، على الرغم من أن هذه الرياضة غير مسجلة رسمياً في الاتحاد الرياضي للنساء.

شفيعي اليوم في السابعة والعشرين من عمرها. تحبّ ممارسة الرياضة بكل أنواعها، وخصوصاً تلك القتالية. ويبدو أن المغامرة تشكل جزءاً لا يتجزأ من غالبية هواياتها. فضلاً عن قيادتها الدراجات النارية، تمارس رياضة الباركور منذ نحو عشر سنوات، بالإضافة إلى النينجتسو. تحب الرياضات القتالية، والتي تحتاج للياقة بدنية عالية وتدريبات مكثفة.

قصّتها مع الدراجات النارية مختلفة، كما توضح لـ"العربي الجديد". منذ سنتين فقط، بدأت تدريبات مكثفة. في البداية، كانت تتدرب لوحدها، إلى أن تعرفت على مجموعة من الأصدقاء، وصاروا يخرجون معاً للتدرب في أماكن مخصصة للدراجات النارية. يقصدون أماكن بعيدة عن الطرقات العامة، والتي تقع بين العاصمة طهران ومدينة كرج القريبة. زادت بهناز من ساعات التدريب حتى أصبحت محترفة، وباتت قيادة دراجات السباق النارية سبب شهرتها الكبيرة.

تتابع شفيعي أن عدد الفتيات اللواتي يقدن الدراجات النارية هذه، ويخضن سباقاتها وإن كانت غير رسمية، إلى ازدياد. هي نفسها كانت تتدرب بداية مع خمس فتيات، وقد وصل عددهن اليوم إلى ثلاثين. تشير إلى أن جميعهن تستهويهن المغامرة، ويردن تحقيق ما يراه البعض مستحيلاً.
وتعزو شفيعي الفضل لإصرارها وعزيمتها في تحقيق ما تحب. وتلفت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في تقريب المسافات، ما ساعدها على تحقيق شهرتها. وتذكر أنها أجرت لقاءً مع صحيفة إيطالية، ودعيت للمشاركة في مسابقة، وهذا زاد من شهرتها خارج إيران.
ومع كل هذه الإنجازات، أنهت دراستها الجامعية وحصلت على شهادة في المحاسبة، وتواصل تدريباتها على قيادة دراجتها النارية بشكل دائم. لكن في إيران، لا يسمح للنساء بالمشاركة في المسابقات الوطنية للدراجات النارية. لذا، فهي تشارك في مسابقات حرة. وفي الوقت نفسه، تستمرّ في التمارين، لكن هذه النقطة جعلتها تسعى لتحقيق هدف آخر، ألا وهو تسجيل هذه الرياضة في الاتحاد الرياضي الوطني، بغية الحصول على تسجيل رسمي لفرع خاص بقيادة النساء للدراجات النارية.

تصف الأمر بأنه معركتها الخاصة والهامة، التي ستخوضها حتى النهاية على الرغم من صعوبتها. هذا سيسمح بإجراء مسابقات على مستوى وطني للسيدات، ويوفر أماكن خاصة لهن للتدرّب؟ كما أنه سيكون خطوة تمهيدية لخروج الإيرانيات ليتبارين في مسابقات دولية يمثلن فيها اسم بلدهن إيران.
ولدى سؤالها عمّا إذا كانت تنوي مغادرة البلاد في حال حصولها على فرصة أفضل في الخارج، تقول إن الأمور قد تكون أسهل في الخارج، إلا أنها لا تريد خوض تجربة من هذا النوع في الوقت الراهن. اليوم، تسعى إلى تحقيق إنجاز جديد. كما تحدّت الجميع واستطاعت أن تكون سائقة دراجات نارية محترفة، ستعمل على تسجيل هذه الرياضة رسمياً وتمنح السيدات الإيرانيات حق خوض مسابقات رسمية، وقيادة دراجات السباق الخاصة بهن بشكل علني وفي أماكن مجهّزة.

مع تكثيف التمارين، تذكر شفيعي أن فتيات كثيرات استغربوا هوايتها هذه، وقد تعرضت لانتقادات كثيرة، وخصوصاً من قبل المحترفين من الرجال. أيضاً، سخر البعض منها ومن قدراتها. مع ذلك، ترى أن هذه التفاصيل كانت سبباً رئيسياً لتقدمها.
أما ما جعلها تنسى مضايقات هؤلاء وسخريتهم، فهو تلقيها دعماً معنوياً من قبل أفراد كثيرين في المجتمع، ولا سيما بعدما حققت شهرة. تقول إنه لا يمكن لأحد أن يمنعها من ممارسة هذه الرياضة، لكن استهزاء البعض بقدرات السيدات هو ما يجعل الأمر مستفزاً بالنسبة لها. فالانتقاص من قدرة المرأة، واستبعاد خيار أنها قادرة على تحقيق ما تريد، جعلها تستمر في طريقها هذا حتى الآن.

ترى شفيعي أن للمجتمع الإيراني عاداته وتقاليده، ويمكن وصف بعض شرائحه بالمحافظة. يستغرب كثيرون ممارسة النساء هوايات تتطلّب جرأة. تضيف: "يجب العمل بجدية لتغيير النظرة إلى المرأة، التي تصر على تحقيق ما يراه البعض ملكاً للرجال. حققت الإيرانيات الكثير على مختلف الأصعدة. ويجب العمل بشكل واع وتوعوي للحصول على دعم المجتمع، الأمر الذي سيساهم بالتقدم في كافة المجالات.

اقرأ أيضاً: الأخوان بصيرتي.. خيّاطا بدلات المسؤولين قبل الثورة الإيرانية وبعدها

دلالات

المساهمون