بلماضي وزطشي ينهيان الجدل بـ"صورة"

بلماضي وزطشي ينهيان الجدل بـ"صورة"

29 اغسطس 2019
جمال بلماضي مُستمر مع الجزائر (Getty)
+ الخط -
شهدت الأسابيع الماضية جدلاً كبيراً تمحور حول مستوى المشهد الكروي في الجزائر، بسبب الأحاديث المستمرة عن حدوث أزمة بين المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم ومسؤولي اتحاد الكرة بقيادة خير الدين زطشي، وذلك بعد تتويج "المحاربين" بلقب كأس أمم أفريقيا في الدورة التي احتضنتها مصر ما بين 21 يونيو/حزيران و19 يوليو/تموز الماضيين.

وبلغ الأمر إلى حد تداول أنباء على مستوى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن رحيل وشيك لجمال بلماضي عن تدريب المنتخب، قبل أن يظهر أخيراً يوم الثلاثاء الماضي في الجزائر ويُنهي الجدل القائم حول الاتحاد ورئيسه زطشي.

وتداول رواد مواقع التواصل من الجماهير الكروية الجزائرية صورتين ظهر فيهما بلماضي رفقة زطشي، الأولى خلال مأدبة عشاء رفقة بعض أعضاء الجهاز الفني للمنتخب، وأخرى جمعت المدير الفني ورئيس الاتحاد وحدهما وظهرا فيها مبتسمين.

وتم تداول الصورتين على نطاق واسع، خاصة على "فيسبوك"، وأطلقت الجماهير العنان لتعليقاتها وإبداء رأيها حول اللقاء الذي جمع الرجلين، بين مؤكد أن اللقاء الذي جمعهما وقيامهما بأخذ الصور لم يكن سوى لإذابة الجليد بين الطرفين. بينما علق آخرون بأن ذلك يؤكد أنه رسالة منهما لتبديد كل الشكوك التي حامت حول علاقة المدرب مع الاتحاد ومسؤوليه.

وعاشت الجماهير الجزائرية على الأعصاب منذ التتويج باللقب الأفريقي، بسبب ترويج الكثير من الأنباء عن اندلاع أزمة بين بلماضي الذي يحظى بحب وتقدير واحترام وتعلق الجماهير، ومسؤولين في اتحاد الكرة برئاسة خير الدين زطشي، بسبب رغبته في إعادة هيكلة محيط المنتخب و"التخلص" من بعض المسؤولين الذين اشتغل معهم طيلة الفترة الماضي، وتجسّد ذلك عبر استقالة المدير لعام للمنتخب حكيم مدان يوم 20 أغسطس/آب الحالي، وكذلك المكلف بالإعلام في الاتحاد.

وشهد مطلع الأسبوع الجاري وقائع أخرى، أثارت المزيد من الجدل وأضفت مزيداً من الغموض حول مستقبل بلماضي، الذي لم يظهر له أي أثر في الجزائر منذ العودة من مصر باللقب القاري، رغم اقتراب موعد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لإجراء مباريات ودية دولية في الفترة ما بين 2 و10 سبتمبر/أيلول الجاري، قبل أن يظهر في الصورتين مع رئيس الاتحاد يوم الثلاثاء الماضي.

وأعلن اتحاد الكرة الجزائري، في بيان يوم 26 آب/أغسطس الجاري، أن منتخب المحليين الذي أجرى معسكراً إعدادياً انتهى يوم الأربعاء، تحضيراً لخوض مباراتين أمام المغرب في تصفيات بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين المرتقبة في إثيوبيا مطلع العام المقبل، لن يدرّبه جمال بلماضي وإنما المدرب العام الفرنسي لودوفيك باتيلي. والغريب أن بيان الاتحاد كشف أن باتيلي سيشتغل خلال هذا المعسكر، رفقة أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الأول.

وكان الاتحاد قبلها أعلن يوم 19 أغسطس/آب الماضي، أن جمال بلماضي برمج معسكراً للاعبين المحليين في الفترة ما بين 24 و28 من نفس الشهر، في المركز الفني لسيدي موسى جنوبي العاصمة الجزائرية، قبل أن يكشف عن إعلان المدير الفني جمال بلماضي، يوم السبت الماضي، عن قائمة تضم 22 لاعباً ينشطون في الدوري المحلي لنفس الغرض.

وأرفقت القائمة بصورة المدير الفني جمال بلماضي، مع تغيير موعد المعسكر من يوم 24 أغسطس إلى يوم 26 منه، وأثارت القائمة حينها الكثير من الجدل، خاصة أنها ضمت 19 لاعباً يلعب جميعهم في أندية العاصمة الجزائرية دون غيرها من المناطق، كما طرحت تساؤلات عديدة إن كان بلماضي هو من أعد هذه القائمة أو شخص آخر.

ولم يكشف اتحاد الكرة الجزائري أسباب هذا "التغيير المفاجئ" في هوية المدرب الذي يقود منتخب المحليين، إلا أن لقاء بلماضي وزطشي أخيراً قد يُعيد الأمور إلى نصابها مجدداً، حيث سيعود منتخب الجزائر إلى واجهة الأحداث الكروية مجدداً، في شهر سبتمبر/أيلول، بالتزامن مع عودة المدير الفني جمال بلماضي، الذي قام بتحضير قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في المعسكر المقبل لـ"المحاربين"، التي سيتم الإعلان عنها في الساعات المقبلة.

بينما سيجرى المعسكر في المركز الفني لسيدي موسى ما بين 2 و10 سبتمبر/أيلول المقبل، وستتخلله مباراتان وديتان أمام منتخب بنين يوم التاسع من نفس الشهر في ملعب مصطفى تشاكر بمقاطعة البليدة غربي العاصمة. وفيما يخصُّ المباراة الأخرى، فإنها مبرمجة يوم 5 سبتمبر/أيلول، إلا أن هوية المنافس لم تتضح بعد، كون الاتحاد الجزائري يتباحث مع بعض الاتحادات الأفريقية للتوصل إلى اتفاق مع أحدها قصد برمجة مباراة ودية، وأبرزها غانا التي قد تكون منافساً لأبطال أفريقيا.

كما يرتقب أن يعقد المدرب جمال بلماضي منتصف الأسبوع المقبل مؤتمراً صحافياً من أجل الحديث عن المعسكر الذي سيقوده، وكذلك إماطة اللثام عن كثير من المواضيع والقضايا الغامضة التي أثيرت بعد تتويج الجزائر باللقب الأفريقي، وأهمها الأنباء التي راجت حول احتمال انسحابه من منصبه.

المساهمون