بقّار حدّة.. الأسطورة المخطوفة تستعاد على الخشبة

بقّار حدّة.. الأسطورة المخطوفة تستعاد على الخشبة

11 اغسطس 2015
(المطربة الجزائرية بقار حدّة في منتصف الستينيات)
+ الخط -

في مسرحيّتها "حدّة يا حدّة" التي تُعرض، مساء غدٍ، في "المسرح الجهوي" لقسنطينة، تحاول المخرجة صونيا تكريم المغنّية الجزائرية الراحلة بقّار حدة (1920 – 2000)، باستعادة سيرتها وتسليط الضوء على نضالها وحلمها بأن تكون أيقونة الغناء البدوي الجزائري.

على مدار أكثر من ساعة، يروي العمل الذي ألّفه الكاتب الشاب جلال خشاب، قصّة تبدأ من مرافقة الطفلة "حدّة" لأمها إلى الأعراس وتقليدها في الغناء، وكفاحها ضد تقاليد جائرة تفرضها القرية.

يشارك في المسرحية كلّ من ليديا لعريني (حدّة) وبشير سلاطنية ومنى بن سلطان وصويلح حسين وممثّلون آخرون.

في حياة بقّار حدّة (اشتهرت باسمها مقلوباً) من المحطّات والمفارقات ما يجعلها مادّة جميلةً لرواية أو فيلم سينمائي. أُكرهت على الزواج من شيخٍ وهي في الرابع عشرة من عمرها بسبب تشوّهٍ في وجهها، لكن ذلك لم يمنعها من شغفها الأكبر: الموسيقى.

وعندما اختطفها "القصّاب" (عازف آلة تقليدية) إبراهيم بن دّباش، وهي تُحيي حفلاً في أحد الأعراس في قرية "مشروحة" في "سوق أهراس" (شرق الجزائر)، لم تنته تلك الحياة الصاخبة في مجتمعٍ محافظ ومغلق، بل بدأت نجوميّتها الحقيقية.

أصبح بن دبّاش مرافقها الوحيد في حفلاتها الغنائية. وعبر مدن الجزائر وقراها، وبصوتها الجبلي ولهجتها "الشاوية" التي ترافقها آلة "القصبة"؛ عبرت حدود منطقة "الأوراس"، إلى العالميّة.

تمرّدت على بيئة محافظة ترى في غناء المرأة عاراً، وأصبحت مطربةً ذات خصوصية وتفرّد طيلة الخمسينيّات والستينيات. وبعد رحيل زوجها سنة 1988، توقّف كلّ شيء، كأن قدرَها الحبُّ والموسيقى معاً، لا يحضر أحدهما في غياب الآخر.

تركت حدّة رصيداً فنّياً كبيراً مجّدت فيه قيم الحب والثورة والحريّة، ومن أغانيها: "جبل بوخضرة جاك الطليان"، و"الجندي خويا" و"هزّي عيونك" و"الحمامة جوزي"، و"روّحت غريبة"، لكن النسيان كان قدراً آخر، هي التي أكملت حياتها وحيدةً ومعزولةً في قبو، إلى غاية رحيلها الذي تمرّ عليه خمس عشرة سنة في أيلول/ سبتمبر المقبل.

المساهمون