الحكومة العراقية قد تتخذ هذه الإجراءات لمعالجة الازدحام المروري

26 نوفمبر 2018
الازدحام المروري في بغداد (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت وزارة الداخلية العراقية في بغداد، اليوم الاثنين، أن رئيس الحكومة الجديدة، عادل عبد المهدي، وافق على جملة من المقترحات قدمت له من قبل مديرية المرور لتخفيف الازدحامات المرورية الخانقة في بغداد، من بينها تغيير ساعات العمل الرسمي من وزارة لأخرى وكذلك العطل الرسمية للدوائر.

وتعاني العاصمة بغداد منذ سنوات طويلة من اختناقات مرورية كبيرة يستمر بعضها نحو ست ساعات في الشارع الواحد، كما تسبب حوادث كثيرة، وتعطل الوصول إلى المستشفيات مع إعاقة عمل الفرق الطبية، إضافة إلى أنها تحولت لمكان يسهل تنفيذ العمليات الإرهابية والاعتداءات بسبب التجمع البشري الذي يكون عادة وسط تلك الشوارع.

ويرجع سبب الازدحام المزمن إلى غلق مئات الطرق في بغداد من قبل القوات الأميركية والحكومة العراقية، واستمر الحال حتى بعد انسحاب الجيش الأميركي من العراق مطلع عام 2011.

وأشار بيان لدائرة المرور العامة في بغداد إلى أن "رئيس الوزراء وافق على عدة مقترحات للتخفيف من الزخم المروري، ومن بين تلك المقترحات تغيير أوقات بداية الدوام الرسمي وجعله متفاوتاً، كأن يبدأ دوام قسم من الوزارات والدوائر عند السابعة صباحا، وقسم آخر عند الثامنة صباحا وآخر عند التاسعة صباحا".

وأضاف "المقترح الثاني هو أن تكون بداية الدوام الرسمي للجامعات والكليات والمعاهد الموجودة في مكان واحد متفاوتة أيضاً، بالإضافة إلى تغيير موعد العطلة الأسبوعية بجعل عطلة بعضها يومي الخميس والجمعة، وبعضها الآخر الجمعة والسبت، أو السبت والأحد، وذلك لتخفيف الزخم الحاصل في الطرق، وفي وصول الطلاب إلى مداخل الجامعات والكليات والمعاهد".

وأكد أنه "سيتم تقليل السيطرات الأمنية وجعل أماكنها بعيدة عن الجسور والتقاطعات وعن مناطق الزخم المروري، مع دراسة إمكانية استبدال بعض السيطرات بدوريات أمنية متحركة للمراقبة والمعالجة الآنية للحوادث الأمنية، والاستمرار في عملية فتح الطرق الرئيسة المهمة المغلقة، ومنها الطريق الذي يربط ساحة دمشق بساحة 14 تموز، وساحة عمار بن ياسر وبالعكس، على اعتباره شريانا حيويا يربط جانب الكرخ بالرصافة وبالعكس".

وتعتبر الإجراءات الحالية هي الأولى التي تعلنها الحكومة رسمياً للتقليل من أزمة الاختناقات المرورية في بغداد منذ عام 2003، والتي شهدت منذ ذلك الحين تضاعف عدد السيارات في البلاد إلى 10 أضعاف.

ولاقت المقترحات التي اعتمدتها الحكومة دون أن تحدد موعد تنفيذها ردود فعل متفاوتة من قبل المواطنين وكذلك الموظفين، معتبرين أن بعض الوزارات يرتبط عملها مع وزارات أخرى ومعاملات المواطنين تتطلب في الأغلب مراجعة أكثر من دائرة أو جهة باليوم نفسه، كما أن تغيير وقت بدء الدوام وإبقاء نهايته في التوقيت نفسه غير مجدٍ كون التأخير الأكبر والاختناق العظيم يكون في ذروته ظهرا مع خروج الموظفين والطلاب.

ويقول الأستاذ في جامعة بغداد سليمان محمود: "خطوة المرور العامة نحو تغيير أوقات دوام الجامعات وبعض الوزارات لا يمكن اعتبارها حلا، بل الحل هو في فتح كل الطرق وتوسيع الأخرى بدلا من الأرصفة الواسعة، فضلاً عن تقليل نقاط التفتيش بالشوارع وتقنين دخول واستيراد السيارات للبلاد بدلا من هذه الفوضى".

ويؤكد الموظف حسن عمر خليل، لـ"العربي الجديد"، أن "الحلول ترقيعية أو أنها لن تنهي المشكلة، والمفروض هو بناء أنفاق وجسور جديدة، فنحن نعيش على بنى تحتية منذ 30 عاما، ولا يوجد أي تطوير أو توسيع رغم زيادة عدد سكان بغداد وزيادة السيارات"، لافتا إلى أنه بالإمكان نقل بعض الوزارات والدوائر التي يراجعها الناس أكثر من غيرها إلى أطراف العاصمة، كون أغلب المحافظات العراقية ترتبط بها ويقصدها آلاف الناس يوميا.