Skip to main content
بغداد تسحب عناصر من الجيش بالأنبار لتعزيز معركة الموصل
أكثم سيف الدين ــ بغداد

أدى اشتداد المعارك في محاور الموصل المختلفة إلى التأثير سلباً على مجريات استعادة باقي مدن محافظة الأنبار، غرب العراق، من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والتي لم يكتمل تحريرها حتى الآن، إذ سحبت الحكومة قطعات عسكرية من الأنبار باتجاه الموصل، ما تسبب بارتباك سير العمليات وتباطؤها بالأنبار.

وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات، لـ"العربي الجديد"، إنّ "سحب قطعات عسكرية من محافظة الأنبار تسبب بتعطيل سير عمليات تحرير ما تبقى من المحافظة"، مبيناً أنّ "القوات العراقية المتواجدة حالياً في الأنبار بدأت بالعمل على إعادة ترتيب صفوفها للتهيؤ لتحرير المحور الغربي من المحافظة".


وأضاف، أنّ "هناك قطعات موجودة في قاعدة عين الأسد وقاعدة حديثة وفي قيادة عمليات الأنبار، فضلاً عن تخرّج دفعة جديدة من مقاتلي العشائر في المحافظة"، مبينا أنّ "هذه القطعات تعمل على تنظيم صفوفها، وستتحرّك قريبا نحو المحور الغربي".

وأشار إلى أنّ "ما تبقى من محافظة الأنبار ولم يحرّر بعد لا يتجاوز الـ20 بالمائة فقط، لكنّ هذه النسبة القليلة من مساحة المحافظة تضم جيوباً خطيرة لداعش، ويجب تحريرها وعدم منح التنظيم فرصة التمدّد في المناطق المحرّرة".

وأكّد بركات أنّ "مناطق غرب الأنبار (عانة وراوة والقائم) هي مناطق شاسعة وكبيرة وتحتاج إلى قوات كبيرة عسكرية وعشائرية لتحريرها وتأمينها من داعش".

من جهته، انتقد القيادي العشائري في الأنبار، الشيخ غانم الشمري، "التحرّك نحو الموصل قبل إنهاء تحرير محافظة الأنبار".

وقال الشيخ، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "عمليات تحرير الأنبار تحرّكت خلال الفترة السابقة بشكل سريع وحققت نجاحات كبيرة، وانهارت صفوف داعش وأجبرت على الانسحاب من معظم المناطق. لكن فتح جبهة الموصل وضعف جبهة الأنبار أثّر سلبا على سير عمليات التحرير، ومنح داعش فرصة التقاط أنفاسه وإعادة تنظيم صفوفه من جديد. واستطاع أن يهاجم بلدة الرطبة ويقتحمها ويحقق نجاحا وإن لم يدم، لكنّه قوى من معنويات التنظيم".

وشدّد على أنه "يتحتم على الحكومة العراقية أن تعيد حساباتها في المحافظة من جديد، وأن تدفع قطعات مقاتلة في الأنبار لإكمال تحريرها بأسرع وقت ممكن، لأنّ التأخير ليس بصالح قطعاتنا".

وأشار إلى أنّ "جيوب داعش في محافظة الأنبار جيوب خطيرة، وخصوصا أنّ التنظيم موجود في الصحراء الغربية للمحافظة، وهي مناطق شاسعة، الأمر الذي يتطلّب قطعات كبيرة لتحريرها، ويتطلب غطاءً جويا للقوات العراقية". وحذّر من "خطورة إهمال جبهة الأنبار، وإضاعة الجهد الكبير الذي بذل خلال عمليات تحريرها".

وانحسر وجود "داعش" بشكل كبير في محافظة الأنبار، بعدما تمكنت القطعات العراقية من تحرير أغلب مساحات المحافظة، قبل انطلاق معارك تحرير الموصل.