بعد مجزرة النجف... الصدر يسحب "القبعات الزرق" من الساحات

بعد مجزرة النجف واعتداءات كربلاء وبغداد... الصدر يسحب "القبعات الزرق" من الساحات

08 فبراير 2020
الصدر يطلق اتهامات مبطنة ضد المتظاهرين (فرانس برس)
+ الخط -
أصدر رجل الدين العراقي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم السبت، بياناً دعا فيه جماعة "القبعات الزرق" إلى الانسحاب من ساحات التظاهر، وذلك بعد يومٍ من تنديد المرجع الديني علي السيستاني بالهجوم على متظاهري النجف، مطالباً قوات الأمن بالتدخل لحماية المتظاهرين. 

ونفذ مسلحون هجوماً دامياً على متظاهري النجف، ليل الأربعاء الماضي، أسفر عن مقتل 13 متظاهراً وجرح العشرات، ليتكرر بعد ساعات في كربلاء هجوم مماثل، أسفر عن مقتل متظاهر وجرح نحو 20 آخرين.

واتهم الناشطون العراقيون جماعة "القبعات الزرق" التابعة للصدر بالوقوف وراء الهجوم، على خلفية هتافات اعتبرت مسيئة لزعيمهم مقتدى الصدر، من قبل متظاهرين، فيما أكدت مصادر أمنية عراقية أنّ المهاجمين من أتباع الصدر.

وفي بيان مطوّل من 18 نقطة أطلق عليه الصدر اسم "ميثاق ثورة الإصلاح"، أمر الصدر أتباعه الذين يطلقون على أنفسهم "فريق القبعات الزرق" المرتبطين بـ"سرايا السلام"، اليوم السبت، بالانسحاب من ساحات التظاهر، وتسليم خيم الاعتصام إلى القوات الأمنية. 

وأطلق الصدر، خلال الأيام الماضية، اتهامات مبطنة ضد المتظاهرين، عبر دعوته إلى عدم الاختلاط وعدم شرب الكحول، وعدم قطع الطرق والإضرار بالحياة العامة ومنع إغلاق المدارس بالقوة، ومنع حمل العصي والسكاكين، وعدم تسييس التظاهرات لجهات داخلية أو خارجية، حزبية كانت أو غير ذلك، وإعلان البراءة من المندسين والمخربين. 

وتأكيداً لتسريبات سابقة حصل عليها "العربي الجديد"، بشأن امتعاض الصدر من لقاءات أجراها رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، مع المتظاهرين، في اليومين الماضيين، وبشأن دراسته سحب الدعم لعلاوي، قال الصدر، في بيانه، إنّه "يجب عدم زجّ الثوار في تشكيل الحكومة المؤقتة".

كذلك طالب بما وصفها "مراعاة القواعد الشرعية والاجتماعية للبلد قدر الإمكان وعدم اختلاط الجنسين في خيام الاعتصام".

وعبّر ناشطون في احتجاجات ساحة التحرير بالعاصمة بغداد عن عدم رضاهم عن تلقي إملاءات من أي طرف كان، معبّرين عن استغرابهم من طلب الصدر من المتظاهرين عدم التدخل بتشكيل الحكومة المؤقتة من خلال التساؤل: "إذا كان هذا الأمر لا يعنينا، فلماذا خرجنا وقدّمنا آلاف التضحيات بين قتيل وجريح؟".

وقال عضو تنسيقيات الديوانية مركز محافظة القادسية محمد العتبي، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "الصدر نصّب نفسه راعياً على التظاهرات، وحشر نفسه فيها، وهو خارج العراق"، متسائلاً "من نصّبه لهذه المهمة؟".

وتابع "على الصدر أن يفهم أنّ التظاهرات تتضمّن كل ألوان الطيف العراقي، وعليه ألا يفرض أحكامه، خاصةً إذا كانت أحكاماً تتضمن اتهامات مبطنة"، واصفاً انسحاب أتباعه من التظاهرات بأنّه "نصر جديد للتظاهرات العراقية، ودليل فشل استراتيجيته في قمعها".


في المقابل، قال المتحدث باسم "سرايا السلام" صفاء التميمي، إنّ الاجتماعات بين قيادات "السرايا" والمتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد "ليست الأولى، لكن المستجد فيها هو مشاركة المستشار العسكري لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أبو دعاء العيساوي، باجتماع ليلة البارحة"، موضحاً، في تصريح صحافي، أنّ الاجتماعات ركّزت على نقاط عدة، من بينها استمرار التظاهرات والحفاظ على سلميتها، وإبعاد "المخربين والمندسين"، وتقوية الأجهزة الأمنية في بغداد لحماية ساحات التظاهر.

يأتي ذلك في وقت يواصل فيه رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي حراكه الرامي لاستكمال تشكيل مجلس الوزراء، قبل انتهاء المهلة الدستورية التي تبقى منها ثلاثة أسابيع.
وقال رئيس ممثلية حكومة إقليم كردستان في بغداد فارس عيسى إنّ علاوي سيزور قريباً الإقليم بهدف التحاور مع الكرد، موضحاً، في تصريح نقله موقع "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أنّ "رئيس الوزراء المكلف بدأ التفاوض مع القوى السياسية من الكرد والسنة والشيعة والحراك الموجود في الشارع، وطلب من الجميع تقديم الدعم له للنجاح في تأدية مهامه".
ورجّح برلمانيون الإبقاء على بعض وزراء حكومة عادل عبد المهدي المستقيلة ضمن تشكيلة علاوي الجديدة.
وتوقع عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان عبد الخالق العزاوي، الإبقاء على وزيري الدفاع والداخلية في منصبيهما، موضحاً، في تصريح، أنّ "رأي النواب هو مع أن يكون وزراء حكومة علاوي من الكفاءات والتكنوقراط".