بعد فوز ترامب

بعد فوز ترامب

15 نوفمبر 2016
+ الخط -
أثارت الانتخابات الرئاسية الأميركية لغطاً سياسياً واسع النطاق على جميع الأصعدة، ففوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب لاقى سخطآ في أوساط المجتمع والنخب السياسية، ما أشعل جميع مواقع التواصل الاجتماعي التي اكتفت بالمنشورات الساخرة والمؤيدة والرافضة نتائج الانتخابات الأميركية، حيث رأينا اختلاف التحليلات السياسية المتباينة والمتخوّفة والمتوّقعة لمستقبل ترامب في البيت الأبيض، الضوضاء الإعلامية التي أحدثها فوز ترامب، والتخوّف الذي ظهر من قبل النخب الاجتماعية كون ترامب يكن العداء والكراهية للأقليات ومن ضمنها المسلمين، كذلك إظهاره للحب والارتياح لبعض الدول الأوروبية التي لها اليد الطولى في إشعال فتيل الحرب في الدول العربية وتمويل الإرهاب، وعلى رأس هذا الإرهاب داعش.
المراقب يجد أنّنا لا زلنا نغط في نومٍ عميق وطويل وكارثي، ولم نتعلّم حتى اللحظة من أخطائنا وسلبيات غيرنا، وما يثبت كلامي أنّنا لا زلنا نرتهن على الخارج ونعتمد عليه ونتوّقع منه، ونتخوّف من أبسط المتغيرات، لذلك فقد كتب أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في صفحته منشوراً يفسّر ما يجري من لغط، إذ قال: "فاز أبو لهب وخسرت حمالة الحطب".
أعتقد أنّه ليس من صالحنا أن نسّخر كلّ هذا الجهد والوقت لمثل هكذا انتخابات ومرشحين، جميعهم يكنون لنا العداء والبغض، سواءَّ من ترامب أو هيلاري كلينتون، أو حتى مرشحن آخرين.
والأهم هنا، وما علينا الاهتمام به هو التحرّر من الارتباط والاعتماد على الغير، وكيف لنا أن نقود أنفسنا نحو مستقبلنا وننفض الوصاية عنّا، وأن لا نأبه لأيّة أحداث في الدول الأخرى لأننا لسنا إمعاتٍ في قطعانٍ، ترعانا دول متسلّطة وغبية، سواء كانت سلطات محلية أم عالمية.
بعيداً عن التوقعات بما يخص سياسة ترامب تجاه العالم وتجاه أحوالنا، لا أوّد أن أضع سيناريو معيّن للسنوات القادمة بكلّ ما تحمله من خير أو شر ، لكني أرى أنّه قد حان الوقت لنستيقظ من سباتنا وغيبوبتنا وجلوسنا، نتوّقع فوز الآخرين بدلاً من التفكير بما يجب أن نقوم به، لتحسين أوضاعنا وحاضرنا.
21FED83A-CE8B-4769-AE42-E81311C1A2AE
21FED83A-CE8B-4769-AE42-E81311C1A2AE
رمزي مهدي الجديعي (اليمن)
رمزي مهدي الجديعي (اليمن)