بعد تعطل الأفران في حلب... صناعة الخبز يدوياً

بعد تعطل الأفران في حلب... صناعة الخبز يدوياً

28 سبتمبر 2016
صار الاعتماد على الخبز اليدوي (روبرت غالب/Getty)
+ الخط -

تزامناً مع الهجمة العسكرية الشرسة التي تشنها قوات النظام السوري بمساندة روسيا على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، يعاني أهالي المدينة المحاصرة والذين يصل عددهم إلى نحو 350 ألف مدني، من انخفاض كبير في إنتاج الخبز في أحيائهم ما يحرم معظم السكان المحاصرين من مصدر الغذاء الرئيسي لهم.

ويوضح عبد الله، وهو عامل في أحد الأفران المتوقفة في حي السكري "معظم الأفران في المدينة توقفت عن العمل، هناك حالة عجز تام بسبب شح المحروقات ونفاد الطحين، إذ وصل سعر جرة الغاز إلى 55 ألف ليرة سورية، وليتر المازوت إلى 1400 ليرة. كما لم تدخل أي كمية إضافية من الطحين منذ بدأ الحصار. لايزال لدى بعض الأفران كمية محدودة من الطحين وهي تستنفده اليوم". 

ويضيف "عزمت أمس على تحضير الخبز لعائلتي لكن سعر كيس الطحين وصل إلى 15 ألف ليرة فلم أشتره".

أما أمّ محمد فتذكر أنها استعاضت عن شراء الخبز بصنعه يدوياً، تقول: "لم تدخل ربطة خبز إلى بيتنا منذ ثلاثة أسابيع، لدي مخزون من الطحين في البيت لذا أصبحت أصنع الخبز والفطائر بيدي، حين كان القصف أهدأ كنا نشعل نار الحطب على سطح المنزل ونخبزه على الصاج، لكن اليوم الطائرات فوق رؤوسنا طوال الوقت، فصرت أصنعه بالمقلاة، بالرغم من أن قارورة الغاز شارفت على الانتهاء".

ويقول مالك، وهو أب لثلاثة أطفال في حلب:"حين يفتح أحد الأفران أبوابه يجتمع كل أهالي الحي أمامه في طوابير، نقف ست ساعات وأكثر ليتسنى لنا الحصول على 5 أو عشرة أرغفة، بعض الواقفين ومعظمهم من الأطفال يبيعون نصف الكمية التي حصلوا عليها ليشتروا شيئاً آخر، بالأمس حصلت على 5 أرغفة بألف ليرة سورية، في اليوم الذي لا نحصل فيه على الخبز نأكل الأرز أو البرغل".


وكانت طائرات القوات الحكومية السورية، استهدفت صباح اليوم الأربعاء، فرناَ محلياً في حي المعادي في مدينة حلب المحاصرة، وتسببت بمقتل 6 مدنيين وإصابة العشرات ممن كانوا ينتظرون دورهم في الحصول على الخبز.

يقول محمد العيدو، أحد أهالي مدينة حلب: "ليست المرة الأولى التي يصل فيها الموت إلى أرواح الواقفين على أبواب الأفران في حلب قبل أن يصل الخبز لأيديهم.  ذنب من ماتوا اليوم أنهم أرادوا إطعام أطفالهم الجائعين. الكل يعلم أن النظام يستهدف الأفران، لكن خطر القصف موجود في كل مكان".

ويضيف "90 بالمائة من المحلات التجارية في المدينة مغلقة بسبب القصف ونفاد المواد، جميع الأهالي يعتمدون على ما تبقى في منازلهم من طعام".

ويعاني أهالي الأحياء المحاصرة إضافة إلى انعدام المواد الغذائية من استمرار انقطاع المياه، إثر استهداف طائرات النظام لمحطة باب النيرب التي كانت تغذي عدداً من أحياء حلب القديمة الخاضعة لسيطرة المعارضة، فحرم نحو 250 ألف مدني من المياه وفقاً لتقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف".

وكانت مديرية الدفاع المدني السوري في حلب، أكدت أن جميع المراكز الخدمية في حلب بما فيها الأفران تشكل هدفاً أساسياً لنيران القوات الحكومية. ووثقت المديرية ما وصفتها "بمحرقة حلب" والتي استهدفت فيها القوات الحكومية المدينة بـ 1700 غارة جوية، قتل فيها 387 شخصا على الأقل بينهم 106 أطفال و78 امرأة وإصابة 1700 شخص.