بشرى شنان تحيل بطش الاحتلال إلى لوحة فنية

بشرى شنان تحيل بطش الاحتلال إلى لوحة فنية

02 فبراير 2015
الفن قادر على كسر الحرب(العربي الجديد)
+ الخط -

تحاول الفنانة الشابة بشرى شَنان (25 عامًا) من بلدة دورا جنوب الخليل في الضفة الغربية المحتلة، إحالة الحياة المأساوية المترتبة على الاحتلال وبطشه إلى لوحات فنية مقاومة تحمل معاني الصمود لدى الفلسطينيين، في كافة أشكال حياتهم اليومية المليئة ببطش الاحتلال ومقاومته.

بدأت الفنانة شنان فكرتها بلوحات فنية تمزج ما بين الصورة الفوتوغرافية والرسم عليها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي، فرسمت لوحات تعبيرية على دخان القصف الإسرائيلي، ودمجت صور الشهداء على ما تشكله سحب الدخان الناتجة عن ذلك القصف، فيما تحاول جاهدة صقل لوحاتها الفنية ما بين انتقاد وتشجيع من زملائها وأساتذتها، حيث تخرجت من جامعة البوليتكنيك في الخليل.

وتعتبر شَنان أن صور الشهداء وصور بطش الاحتلال تتطابق، لتشكل لوحة فنية ذات معنى ورسالة، إذ تظهر لوحاتها مشهدًا مغايرًا لما التقطته صور الصحافيين في قطاع غزة لتلك المجازر، وتجد نفسها أنها أمام واجب فني وطني جديد لم تكن الأولى فيه، بل تحاول أيضًا إيصال البسمة والصمود تارة، وتظهر آلام الفلسطينيين تارة أخرى.

وتستخدم الفنانة الشابة عادة برنامج معالجة الصور "فوتوشوب"، بعد اختيار مجموعة من الصور من ذات المشهد الفلسطيني للحصول على فكرة فنية منها، وتخرج بلوحة فنية جديدة تجمع ما بين الرسم الكاريكاتوري والغرافيك والصورة، تمثل في فكرتها ملحمة يعيشها الشعب الفلسطيني بشكل يومي.

تقول الفنانة شنان لـ"العربي الجديد" إن الحياة الفلسطينية مليئة بأحداث كثيرة كافية لاستيعاب هذا النموذج من الفن، ليس فقط على دخان القصف، بل على أي من معاناة الفلسطينيين في اعتداءات الاحتلال المتواصلة يوميًا، أو الحفاظ على التراث والحقوق الفلسطينية.

الفنان رائد عواد والأكاديمي في المعهد العربي في بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، بين في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هذا الفن ليس جديدًا في العالم، لكنه جدير بالاهتمام، وهو فن سيريالي حديث يدمج الخيال بالواقع، تستوعبه الفنون الحديثة المعاصرة، ويخرج أفكارًا فيها رسالة من واقع الحرب برغم بشاعتها.

وأشار إلى أن فنانين أميركيين رسموا، في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001، على دخان تفجير برجي التجارة العالمي، صورة شيطان وصورة زعيم تنظيم القاعدة وقتها أسامة بن لادن. فيما يلفت عواد إلى أن مجموعة من الفنانين أنشأوا مدرسة فنية سموها "دادا" عقب الحرب العالمية الثانية، وأظهروا بلوحاتهم التي شُكلت من مخلفات الحرب بشاعة تلك الحرب فقط، وكسروا القيم الفنية المعروفة.

المساهمون