بشارة الراعي: "السلة" الرئاسية غير دستورية

بشارة الراعي: "السلة" الرئاسية غير دستورية

02 أكتوبر 2016
الراعي رد على طرح بري (حسين بيضون)
+ الخط -

رفض البطريرك الماروني، بشارة الراعي، طرح رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ربط انتخاب رئيس للجمهورية بالاتفاق على سلة سياسيّة تتضمن اسم رئيس الحكومة والحصص الوزارية وقانون الانتخابات النيابية وملف النفط. ورأى الراعي أن هذه المواضيع لا يُمكن أن تطرح إلا في ظلّ وجود رئيس للجمهورية.

وسأل الراعي، في عظته الأسبوعية، اليوم الأحد، "كيف يقبل أي مرشح للرئاسة الأولى، ذي كرامة وإدراك لمسؤولياته، أن يُعرى من مسؤولياته الدستورية، بفرض سلة شروط عليه غير دستورية، وأن يحكم كأداة صماء؟ هذا إذا ما كان الأمر للمماطلة بانتظار الوحي وكلمة السر من الخارج!". ويُعتبر كلام الراعي هذا رداً غير مباشر على ربط بري انتخاب عون بالاتفاق على سلة مشتركة.

وأضاف في كلمته "مع تقديرنا الكامل وتشجيعنا للجهود الساعية إلى انتخاب رئيس للجمهورية، والتي نرجو لها النجاح في أسرع وقت ممكن، يتكلمون عن سلة تفاهم كشرط وممر لانتخاب رئيس الجمهورية، هل هذه السلة تحل محل الدستور والميثاق الوطني؟".

واعتبر أن التقيد بالدستور "حرفاً وروحاً، وبالميثاق، يغني عن هذه السلة، فإن كان لا بد منها فينبغي أن يوضع فيها أمر واحد هو: التزام جميع الكتل السياسية والنيابية بتأمين المصلحة الوطنية المشتركة العليا".

ولفت إلى أن العمل السياسي "أصبح عندنا اليوم خروجاً عن غايته التي هي تأمين الخير العام لجميع المواطنين؛ ومخالفة فاضحة للدستور والميثاق الوطني بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين وأربعة أشهر، وبالتالي بتعطيل العمل التشريعي في المجلس النيابي، وبشل السلطة الإجرائية في الحكومة؛ كما أصبح سبباً مباشراً لضرب القطاعات الاقتصادية: الزراعة والصناعة والسياحة والتجارة والصحة والمال، ولإفقار الشعب وتهجيره من وطنه".

وقال الراعي أيضاً "لقد دعونا وندعو إلى التقيد بالدستور والميثاق الوطني وصيغته التطبيقية، من أجل الالتزام ببناء الدولة العادلة والقادرة والمنتجة، مع ما يقتضي هذا الالتزام من واجبات، بيّناها في المذكرة الوطنية".

وفي ذكرى رأس السنة الهجرية، رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، أن هذه الذكرى تأتي "مثلما أتت مناسبات كثيرة، وهناك جرائم كبرى ترتكب في حق وطننا ودولتنا".

وسأل دريان في كلمة له بالمناسبة "لماذا يمضي عامان ونصف العام، ولا رئيس للدولة، ولا عمل لمجلس النواب، والحكومة تتعطل؟ ويقال لنا: إن التصعيد قادم".

وأضاف متسائلاً "لماذا هذا الاستنفار للعصبيات والطائفيات وسائر أنواع الكراهية؟ وأين هم النواب المنتخبون؟ ولماذا لا يأتون إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس؟ أتريدون أن تصبح الحال في لبنان مثل الحال في بعض دول المنطقة؟ ولأي هدف وغاية؟".

ورأى دريان أن لبنان يمر بمرحلة حساسة ومصيرية "يسودها شيء من التفاؤل، ولا يمكن أن يستمر الحال كما هو، فالمشاورات والاتصالات التي أجراها ويجريها الرئيس سعد الحريري، هي فأل خير، ونأمل أن تثمر جولاته انفراجات في شتى الميادين، وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية، ونتمنى على القيادات الوطنية، دعم هذه الجهود التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، من تسوية وتوافق واتفاق، تنهي أزمة انتخاب رئيس للجمهورية، ليتم الانتخاب اليوم قبل الغد، لأن الوطن لا يحتمل مزيدا من الانتظار والتأخير.

غير أنه حذّر في المقابل "من أية خطوة تزيد في تفتيت البناء اللبناني، بل يجب العمل معا من أجل وحدة الشعب، والسعي جاهدين لحلحلة القضايا المعقدة، لكي لا تنعكس آثارها السياسية على الشارع، الذي لا يحتمل أي خلل أمني أو اقتصادي. فالشعب كل الشعب، بانتظار كلمة الفصل، التي تزف بشرى الوصول إلى حلول، وإلا سلام على لبنان".

وأعرب دريان عن قلقه "من جراء تعطيل اجتماعات مجلس الوزراء، وتعليق هيئة الحوار الوطني، فالحكومة مدعوة إلى الانعقاد مهما كان السبب، والحوار الوطني، ينبغي أن يعاود جلساته تحت أي ظرف".

دلالات

المساهمون