بسمة "تحلّي" ليالي مخيم برج البراجنة

بسمة "تحلّي" ليالي مخيم برج البراجنة

06 يونيو 2016
تراعي أوضاع الناس في أسعار حلوياتها (العربي الجديد)
+ الخط -

ينتظر بائعو الحلويات شهر رمضان بفارغ الصبر. فيه يتهافت الزبائن مهما كانت أوضاعهم الاقتصادية على محالها. كلّ منهم يشتري بحسب إمكانياته. من الحلويات التي يكثر بيعها في هذا الشهر "المدلوقة" و"الشعيبيات" و"المفروكة" و"القطايف" وغيرها. من جهتها، تدير الفلسطينية، بسمة عوض الغضبان، محلّ حلويات في مخيم برج البراجنة، في الضاحية الجنوبية لبيروت.

تقول بسمة: "أعمل في هذه المهنة منذ زمن طويل. من خلالها أعيل أولادي، وهم سبعة، تزوج أربعة منهم. اخترت هذه المهنة حتى أؤمن لهم حياة كريمة ولائقة، وكي لا يحتاجوا إلى أحد، خصوصاً أنّ رزق زوجي قليل في بيع الخردة".

لكنّ ذلك ليس السبب الوحيد. تقول: "أحب هذه المهنة التي تعلمتها منذ صغري. في البداية، عندما بدأت بمساعدة زوجي اخترت مهنة الطبخ، خصوصاً طبخ المناسف، وهي رائجة والطلب عليها كثير في كلّ المناسبات. ثم طورت عملي، ففتحت محلاً لبيع الحلويات، وتعلمت المهنة من المختصين الذين كانوا يصنعون الحلويات لديّ. وصرت أصنعها وحدي، لكن هذا لا يمنع أن يكون في المحل عمال آخرون أيضاً". تتابع أنّ أولادها عندما يعودون من المدرسة في فترة بعد الظهر يساعدونها، خصوصاً أنّ لديها فرعين لمحلها اليوم في المخيم.

تؤكد بسمة أنّها تراعي أوضاع الناس المعيشية في أسعار حلوياتها، خصوصاً أنّ معظم الزبائن هم من أهل المخيم. تشير إلى أنّ الإقبال يزداد في شهر رمضان، تحديداً في نصفه الأول. أما الأصناف التي تباع أكثر فيه فهي الكنافة، وحلاوة الجبن، والقطايف، والمدلوقة، والعثملية بالقشطة، والمفروكة، وزنود الست، التي تصنعها كلّها بنفسها. في الأيام الأخيرة من شهر رمضان تشير إلى أنّ الطلب على الحلويات يقلّ مع اتجاه الأهالي إلى شراء ملابس العيد لأولادهم.

على الرغم من أنّها تعتمد أكثر على الحلويات، لكنّها ما زالت تعدّ المناسف، خصوصاً في شهر رمضان حيث يكثر طلب الجمعيات التي تقيم إفطارات جماعية عليها. وتقبل الجمعيات على مناسف بسمة لأنّها عدا عن كونها شهية فهي زهيدة الثمن: "منسف الدجاج الكبير لأربعين شخصاً بمائة دولار أميركي. أما منسف لحم البقر فيبلغ ثمنه 120 دولاراً. ومنسف الغنم بـ150 دولاراً".

تعمل بسمة بكلّ نشاط، ويعاونها أولادها في ذلك. توزع اهتمامها بين فرعي محلّها وإعداد المناسف. ولا تكتفي بالبيع، فكلّ يوم توزع ما بقي لديها من حلويات على الفقراء، وهكذا "تحلّي" أهل المخيم بمقابل، أو من دون مقابل.