بسبب كورونا... "شراء الذعر" يسيطر على أسواق بريطانيا

بسبب كورونا... "شراء الذعر" يسيطر على أسواق بريطانيا وخطط طوارئ "لتغذية الأمة"

03 مارس 2020
القائمون على المحلات شهدوا عمليات شراء مكثّفة (Getty)
+ الخط -
ارتفعت حدة الخوف لدى البريطانيين من حصول نقص في المواد الغذائية في الأسواق، إثر تفشي فيروس كورونا. وازداد الإقال على الشراء والتخزين بشكل لافت، إذ دفعت عمليات ما يعرف بـ"شراء الذعر"، محلات السوبرماركت البريطانية، إلى وضع خطط طوارئ "لتغذية الأمة"، ومساعدة البلاد على مواجهة الأزمة.

تقوم هذه الخطط على تقليص محلات السوبر ماركت لبعض أنواع الأطعمة، والتركيز بدلاً من ذلك على تعزيز إمدادات المنتجات الأساسية. وتتزامن هذه الإستراتيجية، مع ما أعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، عن "خطط" للتصدي للتفشي المحتمل للفيروس في البلاد. ومن المتوقّع أن تشمل الخطط، خطوات للحد من انتشاره بين الحشود، والأشخاص الأكبر سناً والأكثر ضعفاً.


وقال رئيس الوزراء، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أمس الاثنين، إنّ "الأهم الآن هو أن نستعد لمواجهة التفشي الكبير المحتمل لفيروس كورونا بين سكان المملكة المتحدة".

وعن آخر مستجدات تفشي الفيروس في المملكة المتحدة، تمّ تأكيد ثلاث حالات جديدة، أمس الإثنين، ليصل العدد الإجمالي إلى 39. وأكدت وزارة المالية، أنّه سيتم تعزيز الميزانية الأسبوع المقبل، لتركّز على دعم الاقتصاد لمواجهة فيروس كورونا.وألغت الخطوط الجوية البريطانية و"رايان إير"، مئات الرحلات الجوية بين مطار هيثرو وأجزاء من إيطاليا وفرنسا والنمسا وبلجيكا وألمانيا وإيرلندا وسويسرا، وكذلك مطار "JFK" في نيويورك.

وقالت الحكومة الاسكتلندية إنّ ما يصل إلى 250 ألف اسكتلندي، يمكن أن يدخلوا المستشفى وفق أسوأ السيناريوهات. أمّا أوروبا فرفعت مستوى خطر الإصابة بفيروس كورونا من "معتدل إلى عال"، حيث قفزت الوفيات في إيطاليا من 18 إلى 52 شخصاً.

وفي ما يتعلّق بخطط طوارئ السوبر ماركت، فقد أوضح تفاصيلها المحلّل برونو مونتاين، من شركة الاستثمار "بيرنشتاين". إذ قال لصحيفة "ذا غارديان"، اليوم الثلاثاء، إن تفشي الفيروس بشكل كبير قد يؤدي إلى "شراء الذعر، والرفوف الفارغة، وإمكانية حصول أعمال شغب للحصول على الغذاء". بيد أنّه لفت إلى أنّ لدى تجار التجزئة "خططا جاهزة" للتعامل مع هذه الأمور. وأضاف أنّ محلات السوبر ماركت ومورديها سيعملون معاً للاتفاق على أنواع الأطعمة التي ستعطى الأولوية لطرحها في الأسواق.

وفي محاولة من مونتاين لطمأنة الناس، قال إنه لا يتوقع ارتفاع الأسعار "لأنّه لا يمكن أن يستغل تجار التجزئة هذه الأزمة لتحقيق المزيد من الأرباح". وعلى الرّغم من ذلك، فقد حذر من أنّ الاضطراب قد يكلّف قطاع الأغذية خسارة قدرها 1.2 مليار جنيه استرليني. وأشار إلى أنّه في حالة النقص الحاد في المواد الغذائية، من المتوقّع أن يتم استدعاء الجيش "لحماية المستودعات وشاحنات المواد الغذائية والمخازن".

من جهة أخرى، أفاد العديد من تجّار التجزئة للمواد الغذائية، عن علامات تدلّ على "شراء الذعر". وقال مسؤول تنفيذي كبير في أحد محلات السوبر ماركت الكبرى، لصحيفة "ذا غارديان"، إلى أنّ القائمين على محلات السوبر ماركت شهدوا عمليات شراء مكثّفة، لتخزين المياه المعبأة في زجاجات، والمأكولات الأساسية مثل الأطعمة المعلبة والمكرونة ومنتجات التنظيف.

بدورها، نصحت السوبر ماركت البريطانية عبر الإنترنت "أوكادو"، العملاء بتقديم الطلبات مسبقاً؛ بسبب "الطلب المرتفع والاستثنائي".

وقالت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية، في بيان، إنّه يمكن الربط بين صناعة الأغذية ونشاط الطوارئ المدنية للحكومة، لضمان توفير الإمدادات الغذائية والطبية.

ويظهر خوف الناس من انقطاع المواد أيضاً، من خلال إقبالهم على تخزين المواد الغذائية المجمّدة. وأشار المدير العام لسوبر ماركت "أيسلندا" نايجل برودهرست، إلى أنّ المتاجر شهدت عددًا كبيراً من المتسوقين، وتم إنفاق مبالغ أكبر بكثير من المعتاد. ولفت إلى أنّ مبيعات الأغذية المجمدة، شهدت زيادة ملحوظة.

في المقابل، رفضت كل من محلات سوبرماركت "ويتروز" و"موريسونز" وسلسلة "كو أوب"، التعليق على مستوى التخزين، واكتفت بالقول، إنها تشهد المزيد من الطلب على منتجات التنظيف ومعقّمات الأيدي.

وأكّد أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في إحدى السوبر ماركت الرئيسية في المملكة المتحدة، أنّ جميع محلات السوبر ماركت الكبرى لديها خطة "ب" لتأمين مصادر الغذاء.

بدوره، قال أندرو أوبي مدير الغذاء والاستدامة في اتحاد التجزئة البريطاني، إنه كان "هناك زيادة في الطلب على أدوية تعقيم الأيدي وغيرها من منتجات النظافة، وإن المنتجات متوافرة بمستويات جيدة".

المساهمون