بريطانيا تطلب من اليابان بدائل لهواوي في شبكات للجيل الخامس

بريطانيا تطلب من اليابان بدائل لهواوي في شبكات للجيل الخامس

19 يوليو 2020
بريطانيا حظرت شراء تجهيزات جديدة من هواوي (Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة نيكي التجارية، اليوم الأحد، إن الحكومة البريطانية طلبت من اليابان المساعدة في بناء الجيل الخامس لشبكاتها اللاسلكية من دون شركة هواوي تكنولوجيز، في خطوة أخرى في حرب تكنولوجية وأمنية عالمية بين الولايات المتحدة والصين.

وأضافت الصحيفة اليابانية من دون الإشارة إلى أي مصادر، وفقا لوكالة "رويترز"، أن بريطانيا ذكرت شركتي إن.ئي.سي وفوجيتسو كموردين بديلين محتملين.

وقالت إن مسؤولين بريطانيين التقوا مع نظراء لهم في طوكيو، يوم الخميس، وذلك بعد يومين من إصدار بريطانيا أوامر باستبعاد معدات هواوي من شبكاتها للجيل الخامس بحلول نهاية 2027.

وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة تعكس جهود بريطانيا لاستقدام موردين جدد للمعدات، لتعزيز المنافسة والمساعدة في خفض تكاليف شبكاتها اللاسلكية ببريطانيا.

تداعيات محتملة

وحذّرت شركات الاتصالات البريطانية من أن التخلص من جميع معدات هواوي الحالية قد يكلفها مليارات وقد يستغرق تنفيذه سنوات.

وأثار الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات البريطانية فيليب يانسين، الأسبوع الماضي، احتمال تعرّض بريطانيا "لانقطاعات" في الخدمة.

وأقر وزير الإعلام البريطاني أوليفر دودن، الثلاثاء الماضي، بأن القرار الجديد يعني أن مزيدا من البريطانيين سيضطرون إلى الانتظار أكثر للدخول بشكل كامل على الشبكة الجديدة السريعة، مشيرا إلى أن القرار "ستكون له تبعات حقيقية على الاتصالات" التي يعتمد عليها الجميع.

وقال إن "هذا يعني تأخيرا تراكميا في نشر شبكة الجيل الخامس من سنتين إلى ثلاث، وكلفة تصل إلى 2 مليار جنيه استرليني (2.5 مليار دولار)".

وقررت بريطانيا، الثلاثاء الماضي، الاستغناء التدريجي عن هواوي في موضوع شبكة الجيل الخامس، رغم تحذيرات بكين لها من إجراءات انتقامية.

قالت الصحيفة إن مسؤولين بريطانيين التقوا مع نظراء لهم في طوكيو يوم الخميس وذلك بعد يومين من إصدار بريطانيا أوامر باستبعاد معدات هواوي من شبكاتها للجيل الخامس

وستحظر بريطانيا، اعتبارا من 31 كانون الأول/ديسمبر 2020، شراء تجهيزات جديدة من هواوي، على أن يتم سحب تجهيزات الشركة الصينية المستخدمة حاليا بحلول عام 2027.

وصرح دودن بأن بريطانيا تعمل مع حلفائها لتعزيز منافسين أقوياء لهواوي، وذكر أسماء شركات من فنلندا والسويد وكوريا الجنوبية واليابان.

وتدفع بريطانيا باتجاه تشكيل مجموعة دول معتمدة على شبكات الجيل الخامس، بوسعها تقاسم مواردها وتوفير مكونات لبديل يمكن تطبيقه في أرجاء العالم.

وأوضح دودن أن شركتي سامسونغ الكورية الجنوبية ونيك اليابانية من أبرز المرشحين لتعويض خروج هواوي، مشيرا إلى أن المباحثات تجري على "مستوى تقني".

انتقادات صينية

من جانبها، انتقدت الصين، الأربعاء الماضي، القرار البريطاني، قائلة إن لندن كانت ضحية "تلاعب" واشنطن بها.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونيينغ للصحافيين ردا على ذلك، إن الصين "ستتخذ سلسلة من الإجراءات للدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية"، مضيفة من دون مزيد من التفاصيل أن "هناك ثمنا يجب دفعه".

وقالت هوا إن استبعاد هواوي "يهدد بشكل خطير أمن الاستثمارات الصينية في المملكة المتحدة،  وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كان يمكننا الاعتماد على واقع أن السوق البريطانية لا تزال مفتوحة ونزيهة وبدون تمييز".

وقالت المتحدثة "لقد أحطنا أيضا جميع الشركات الصينية لكي تدرك أهمية المخاطر السياسية المتزايدة التي قد تواجهها في المملكة المتحدة".

من جانبها، دعت هواوي الحكومة البريطانية لإعادة النظر في قرارها فرض حظر على شراء معدات شبكة الجيل الخامس منها، معتبرة أن الإجراء "محبط" و"مسيس".

وقال المتحدث باسم الشركة الصينية في بريطانيا ايد بروستير، الثلاثاء الماضي،: "للأسف مستقبلنا في بريطانيا بات مسيسا، الأمر متعلق بالسياسة التجارية الأميركية وليس الأمن".

ترحيب أميركي

من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه كان مسؤولا عن القرار البريطاني.

دعت هواوي الحكومة البريطانية لإعادة النظر في قرارها فرض حظر على شراء معدات شبكة الجيل الخامس منها، معتبرة أن الإجراء محبط ومسيس

وقال ترامب إننا "أقنعنا الكثير من الدول، فعلت معظم ذلك بنفسي، لا تستخدموا هواوي لأننا نعتقد أنها غير آمنة وتشكل خطرا أمنيا، إنها خطر أمني كبير".

وتعليقا على قرار لندن، قال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت اوبراين الثلاثاء إن "قرار المملكة المتحدة يعكس تفاهما دوليا متناميا على أن هواوي وأفرقاء آخرين يشكلون تهديدا للأمن القومي، لأنهم يبقون مرتهنين للحزب الشيوعي الصيني".

وأضاف في تغريدة "نتطلع إلى العمل مع المملكة المتحدة وكذلك مع العديد من الشركاء والحلفاء لتشجيع التطوير وتعزيز التنوع في شبكة إمداد الجيل الخامس".

كما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على شركة "هواوي"، كاشفا أنه سيزور المملكة المتحدة (غدا) الاثنين".

وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي، إن وزارة الخارجية ستحظر منح التأشيرات لعدد من موظفي الشركات التكنولوجية الصينية على غرار هواوي "التي تقدّم دعما ماديا لأنظمة تنتهك حقوق الإنسان في العالم".

وتعتقد واشنطن أن الشركة الصينية الخاصة يمكنها إما التجسس لمصلحة بكين، وإما إغلاق شبكات الجيل الخامس للدول المنافسة في أوقات الحرب.

وكانت واشنطن قد اتخذت قرارا، منتصف أيار/مايو، بمنع هواوي من شراء أشباه النواقل "المنبثقة مباشرة" من الدراية الأميركية في البرمجيات والتكنولوجيا.

ونفت هواوي هذه الاتهامات مرارا، وأشارت إلى عقدين من التعاون مع وكالات الأمن البريطانية التي تحققت من سلامة شبكات الجيلين الثالث والرابع الحالية.