وقال بيرت، في الاجتماع الذي عقد بمناسبة مرور عام على سقوط حلب بيد قوات نظام بشار الأسد وحلفائه من المليشيات الأجنبية، إن الظروف السياسية حتى هذه اللحظة لا توفر أية إمكانية كي تشعر المملكة المتحدة بوجود فرصة للعمل.
وربط أليستر الدور البريطاني في سورية بدخول البلاد مرحلة إعادة الإعمار، التي وصفها بأنها "من الصعب أن تحدث من دون تدخل غربي يشمل بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وباعتقاد الوزير البريطاني، فإن عملية إعادة الإعمار ستمنح الدول الغربية أوراق الضغط المطلوبة للدخول في تفاوض سياسي سيمنح بعض الحقوق للشعب السوري.
ويرى بيرت ضرورة الوصول إلى حل سياسي في المفاوضات المقبلة، حيث أبدى تفاؤله جراء تشكيل وفد موحد ليمثل المعارضة السياسية في جنيف، وذلك رغم استمرار نظام الأسد في قصف الأراضي السورية وخرقه لمناطق خفض التصعيد وما يعكسه ذلك من مدى جدية النظام السوري في الوصول إلى حل سلمي.
واستطرد بيرت ذاكراً المساهمة البريطانية في القضية السورية، التي وصفها بأنها بدأت كمطالب شعبية بالإصلاح حولها عنف النظام وبراميله المتفجرة إلى حرب لا منتصر فيها، قائلًا: "بريطانيا، والدول الغربية، لم تكن جاهزة للتعامل مع تصميم نظام الأسد على شن حرب على شعبه، كما أن روسيا وإيران مصرتان على حماية حليفهما.. ولذلك اقتصرت المساهمة البريطانية على دعم اللاجئين في الدول المجاورة لسورية، كما قدمت الدعم لمنظمات المجتمع المدني السورية العاملة في المناطق المحررة من سيطرة النظام".
وذكّر الوزير الحضور بالرأي العام البريطاني عام 2013، الذي منع الحكومة البريطانية من التدخل عسكرياً في سورية وتوجيه ضربات لنظام الأسد، مبينًا في هذا السياق أن تسعة من كل عشرة أشخاص ممن تواصلوا مع الوزارة من المواطنين طالبوا بعدم التدخل في سورية.
وعلق الوزير أيضاً على فشل الأمم المتحدة حتى الآن في الوصول إلى حل في سورية، مؤكداً في الوقت ذاته دعم الحكومة البريطانية لجهود المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا. ووجه بيرت أصابع الاتهام إلى الدور الذي تلعبه بعض الأطراف، في إشارة إلى روسيا، في عرقلة الوصول إلى حل، وهو ما يقوض من عمل الأمم المتحدة.
كما نفى بيرت إمكانية توفير المساعدات الغذائية للغوطة الشرقية عبر إلقائها جواً، متذرعاً بأنه ليس بالأمر السهل، عدا عن أنه لا يوفر الدعم المستدام المطلوب. إلا أنه لم ينف احتمالية الأمر على المدى البعيد إن تبدلت الظروف.
وشهد الاجتماع أيضاً عرض لقطات من الفيلم الوثائقي "آخر الرجال في حلب"، الذي يروي الدور الذي لعبه الدفاع المدني السوري في مدينة حلب قبل سقوطها بيد مليشيات النظام.
وشارك في الاجتماع متحدثان يمثلان كلاً من منظمة "فكر وبناء"، التي تتخذ من مدينة مانشستر مقراً لها وتعمل مع أبناء الجالية السورية فيها، ومنظمة "إيروارز" التي تراقب الهجمات الجوية الدولية وتوثق ضحاياها المدنيين في العراق وسورية وليبيا.