على الرغم من الانتقادات الكبيرة التي توجّه إلى الحكومة العراقية من الداخل والخارج، بسبب فسح المجال بشكل خطير لإيران بالتدخل بالشؤون العراقية، تستمر الحكومة في نهجها متجاوزة كل تلك الأصوات، الأمر الذي أثار مخاوف الكتل السياسية العراقيّة، مما وصفته بمشروع إقامة هلال "عراقي – إيراني – سوري".
وقال وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، في تصريحاتٍ صحافية، إنّه "سيتم توقيع بروتوكول اتفاق في بغداد بين الدول الثلاث الملتزمة في محاربة الإرهاب والعنف والتطرف، وهي العراق وإيران وسورية".
وكان فضلي قد وقع أول أمس الإثنين، أول بروتوكول اتفاق في المجال الأمني مع سورية.
بدوره، أعلن مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أنّ "مسؤولين من العراق وسورية وايران سيعقدون الأسبوع المقبل اجتماعاً في بغداد، لتعزيز تفاهمهم في محاربة الإرهاب".
ولايتي، وعلى هامش لقائه مع وزير الداخلية السوري، محمد الشعار، الذي يزور طهران حالياً، أوضح أنّ "إيران تقيم علاقات أخوية وتاريخية مع هذين البلدين (العراق وسورية)، وسنكون الأسبوع المقبل شهوداً على تطور مهم في العلاقات بين البلدان الثلاثة".
وكانت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من نظام بشار الأسد، قد نقلت عن الشعار قوله إنّ هدف الاجتماع سيكون بحث آليات التعاون والتنسيق الاستراتيجي للتصدي للإرهاب بين الدول الثلاث.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة النقل عن "زيارة لوزير الطرق وبناء المدن الإيراني عباس إخوندي اليوم الأربعاء إلى بغداد".
وقالت الوزارة في بيان صحافي، إنّ "الوزير الإيراني سيناقش خلال لقائه وزير النقل العراقي باقر الزبيدي آفاق العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين، واستكمال مباحثات الجانبين، التي بدأت في طهران والبصرة لتطوير آفاق التعاون في مجال الطرق والسكك".
من جهته، رأى القيادي في تحالف القوى العراقية محمد العبيدي، أنّ "الحكومة العراقية تسعى لإقامة هلال شيعي إيراني – عراقي – سوري، مبني على أساس طائفي".
وأشار العبيدي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الحكومة تمادت بشكل كبير بفتح المجال أمام التدخل الإيراني، متناسية الحالة المزرية التي وصلت لها المحافظات المحتلّة من قبل تنظيم (الدولة الإسلامية)، (داعش)"، لافتاً إلى أنّ "التوجه الحكومي الجديد بعقد هذا البروتوكول، هو إثارة للنزعة الطائفية في البلاد، وتكريس لها".
وشدد على أنّ "العراق اليوم بحاجة إلى استراتيجية ميدانية لتحرير أراضيه من سيطرة (داعش)، والعمل على إعادة النازحين، لا إلى توجه جديد لتأجيج العنف الطائفي في البلاد".
ويتهم العراقيون حكومة حيدر العبادي بالانجرار وراء الأجندة الإيرانية بكافة تفاصيلها على حساب مصلحة العراق، مؤكّدين أنّ الرفض الحكومي لدخول أيّ قوات برية أميركية لتحرير المحافظات المحتلة من (داعش)، يأتي بسبب رفض إيران لوجود تلك القوة حتى لا تزاحم قوات الحرس الثوري الإيراني المتواجدة في العراق.
اقرأ أيضاً: "داعش" يدعو أنصاره لتصعيد هجماتهم وينشر فيديو إعدامات وحشية