برنامج "الغذاء العالمي" يعلق المساعدات لـ50 ألف شخص جنوب إدلب
عبد الله البشير
نازحون من القصف على جنوب إدلب(عمر حاج قدور/فرانس برس)
زاد إعلان برنامج الغذاء العالمي أمس الجمعة، تعليق مساعداته الغذائية الشهرية التي يتلقاها نحو 50 ألف شخص في جنوب إدلب ضمن منطقة خفض التصعيد؛ بسبب "انعدام الأمن"، من معاناة الأهالي المطوّقين بالهجمة العسكرية التي يشنّها النظام السوري بدعم روسي، وبقرارات تضيّق عليهم سبل عيشهم على عدة صعد.

وجاء القرار تعليق المساعدات الغذائية على لسان المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي، هيرفيه فيرهوسيل، في مؤتمر صحافي في مكتب الأمم المتحدة في جنيف أمس الجمعة، داعياً خلاله جميع الأطراف إلى الحد من العنف والالتزام بوقف إطلاق النار (سوتشي) الموقع بين كل من روسيا وتركيا عام 2018.

وأشار فيرهوسيل إلى مواصلة برنامج الغذاء العالمي توزيع مساعدات غذائية في أماكن يسمح فيها الوضع الأمني بذلك، وتعليقها في مناطق ازدادت فيها حدة الاشتباكات التي يستفيد منها 45500 شخص.



حملة تبرعات مالية وعينية

في المقابل، أعلن نشطاء وعاملون في المجال الإغاثي والإنساني إطلاق حملة باسم "وتعاونوا.. من يدك إلى يدهم"، هدفها في المرحلة الأولى مساعدة 1000 أسرة نازحة من مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، عن طريق مساهمات مالية وتبلغ قيمة السهم فيها 50 دولاراً أو ما يعادلها بالعملات الأخرى.

والحملة تطوعية وتهدف إلى إيصال المساعدات النقدية من يد المتبرع إلى يد المستفيد. كما ترحب بكل من يؤيدها أو ينضم إليها بهدف تفعيل الجهود الجماعية، والتخفيف ما أمكن من آثار هذه النكبة على آلاف الأسر.

مدير منظمة "إنسان" خالد الفجر، المشاركة في دعم الحملة، أوضح لـ "العربي الجديد" أن "الأولوية للنازحين في المخيمات، وخصوصاً الأسر التي تعيلها امرأة، والأسر التي يعيلها مصاب أو شخص كبير في السن، أو من ذوي الحاجات الخاصة".




وأكد الفجر أن "الهدف من المبادرة تفعيل العمل المجتمعي والتطوعي، بعد أن ظن الناس أن فعل الخير وتقديم المساعدة مقصور على المنظمات".

وعن طرق تقديم المساعدات الغذائية للنازحين في الشمال السوري، أشار الفجر إلى وجود مطبخين الأول ثابت والآخر متنقل يتم عبرهما الاستجابة للنازحين، فضلاً عن تقديم وجبات إفطار لهم، مضيفاً أن مشروع الخبز الهادف لتوزيع "مليون ربطة" في الشمال السوري ما زال مستمراً، ويستوعب أعداداً متزايدة من النازحين في المخيمات.


أم علاء، النازحة من بلدة كفرنبودة إلى منطقة أطمة في ريف إدلب الشمالي، قالت لـ "العربي الجديد": "غادرنا البلدة تحت القصف والبراميل في الساعة الواحدة ليلاً عندما بدأ الهجوم، نجونا بأرواحنا مع الأطفال الصغار، ووصلنا هنا. نحن نقيم بين الأشجار في العراء منذ أكثر من أسبوع، وحتى الآن لم ينظر لنا أحد أو يمد لنا يد العون. البرد يكاد يقتل الصغار وليس لدينا حتى خيمة نلجأ لها".

ووثق فريق "منسقو استجابة سوريا" نزوح ما يزيد عن 458 ألف شخص من المنطقة المنزوعة السلاح، ضمن الحملة العسكرية الثالثة التي تشنها قوات النظام وروسيا على المنطقة.