برلمان مصر يطالب بإجراءات لمواجهة الانتحار بـ"الحبة الفسفورية"
مبيد حشري مخصص لحفظ القمح يقتل المصريين (فرانس برس)
دعا عدد من أعضاء لجنة الزراعة في مجلس النواب المصري إلى اجتماع عاجل الأسبوع المقبل، لبحث ظاهرة تزايد حالات الانتحار بين الشباب بواسطة "الحبة الفسفورية"، التي تستخدم في منع تسوس محصول القمح، والمعروفة كذلك باسم "حبوب حفظ الغلال".
وطالب نواب بحظر بيع "الحبة الفسفورية" في المحال والصيدليات لوقف إقبال الراغبين في الانتحار عليها بسبب سعرها الزهيد، بعد انتحار ثلاث فتيات من أسرة واحدة باستخدامها مؤخراً في محافظة البحيرة، فضلاً عن وفاة طفلين في محافظة أسيوط، نتيجة تناولهما نفس الحبة التي حصلا عليها من إحدى الصيدليات على أنها مسكن لآلام الأسنان.
وتسبب "الحبة الفسفورية" التهاباً حاداً في المعدة، ونخراً في الكبد، وعدم انتظام بضربات القلب، وتشكل خطورة مميتة عند ابتلاعها، وتصبح الوفاة سريعة حال تناول جرعة كبيرة من المبيد الحشري، بسبب تأثيره على الجهاز التنفسي والقلب والمخ.
وقال عضو البرلمان أشرف رحيم، إن "أقراص حفظ الغلال السامة لاقت رواجاً واسعاً في مصر خلال الفترة الأخيرة، ما دفع البعض لتسميتها بالحبة القاتلة، والتي كانت سبباً في انتحار عشرات المواطنين للتخلص من ضغوط الحياة"، مشيراً إلى أن "كثيراً من الدول العربية منعت تداولها لشدة خطورتها، غير أنها لا تزال متاحة للبيع في مصر بغرض الحفاظ على حبوب القمح من التسوس".
وحسب إحصائيات رسمية، احتلت محافظة البحيرة (شمال) المرتبة الأولى في الانتحار بتلك الحبة منذ بداية العام الحالي، بعد انتحار 13 شخصاً، ثم 10 حالات انتحار في محافظة المنوفية، و8 في محافظة الدقهلية، و7 حالات في كل من محافظات الفيوم والشرقية ودمياط، بالإضافة إلى حالات انتحار ببقية المحافظات.
ودفع تزايد عمليات الانتحار باستخدام هذا المبيد الحشري إلى تدشين حملة شبابية في محافظة الدقهلية، طرقت أبواب محال المبيدات الزراعية للمطالبة بوقف بيعه، ومطالبة الحكومة بمنع دخولها إلى البلاد، فضلاً عن حصر أسماء الشركات الأجنبية المنتجة لهذه الحبة القاتلة.
وقال المالكي لـ"العربي الجديد"، إنه "لا توجد حتى اليوم أدوية تعالج من تضرر من تناول تلك الحبة، وما يحدث يظل هو محاولة يائسة للإنقاذ تضم عمل غسيل كلوي"، مطالباً الحكومة بطرح بدائل آمنة لا تضر بصحة الإنسان لحفظ القمح، على أن توزع من خلال الجمعيات الزراعية في المحافظات.