"نعمل بكل قوة من أجل الوصول بالفريق إلى نقطة أمان في الميركاتو الحالي"، يتحدث روبرتو فيرنانديز، المدير الرياضي لنادي برشلونة، عن خطط المارد الكتالوني في السوق الصيفي، بعد أن فاز فريق لويس إنريكي ببطولتي الدوري والكأس في الموسم الماضي، ليعلن أنه لا يزال صاحب اليد العليا في الكرة الإسبانية خلال السنوات الماضية.
نحو المستقبل
يضع مديرو برشلونة اهتماما مضاعفا بالمشروع الرياضي ككل، لذلك هناك مدير خاص بإدارة أمور كرة القدم، روبرتو فيرنانديز هو الرهان الذي أعاد البلاوغرانا إلى وضعها الطبيعي في السوق، بعد أن أنهى صفقات مميزة في كل خط، أومتيتي قلب دفاع، دينيه ظهير، مع كل من أندري غوميش ودينيس سواريز في المنتصف، رباعي شاب وصغير في السن، بالإضافة إلى شخصية قوية وقدرات فنية لا اختلاف عليها.
فكر برشلونة في عقد صفقات شبابية هذه المرة، يتعلق هذا الرهان بأمرين، الأول هو تقليل معدل أعمار الفريق، بعد أن زاد بوضوح مؤخرا، بتواجد إنييستا وماسكيرانو وسواريز، وحتى ليو ميسي، لذلك بات العمق في حاجة ماسة إلى دماء جديدة، أسماء تصلح للتألق في المستقبل القريب، بعد أن تقل لياقة النجوم الكبار.
الأمر الثاني مالي بحت، حيث وضع النادي كامل رهانه على الشبان الجدد، لكن في حالة عدم تألق أحدهم، فإن الإدارة تستطيع بيعه بكل سهولة دون أن تخسر أموالا عديدة، خصوصا أن سنه سيكون صغيرا وقدراته تؤهله للتألق في مختلف الأندية، لذلك لن يخسر برشلونة شيء بعد دفع قيمة لاعب بعمر أندري غوميش، مع أنه سيخسر الكثير في حالة بيع أردا توران صاحب السن الكبير.
المدير الرياضي
روبرتو فيرنانديز لاعب سابق في برشلونة، يقول المدير عن تلك الفترة، "صحيح أنني لعبت 4 سنوات في برشلونة وفزت بـ 3 بطولات فقط، إلا أنني أحمل الحمض النووي الخاص بهذا الكيان، وأسعى دائما لرد الجميل". ويملك الرجل الرياضي عينا ثاقبة في ما يخص اللاعبين صغار السن، من سابق عمله لسنوات مع عديد الفرق الإسبانية.
روبرتو مثل لوتشو، رجال يعملون أكثر بالأرقام والإحصاءات، لذلك يضع فيرنانديز اهتماما مضاعفا على مستوى كل لاعب يراقبه برشلونة، ويحاول الإتيان بغير المتوقع، مع وضع حاجز من السرية قبل إنهاء أي تعاقد، لذلك فاجأ برشلونة الجميع بصفقة غوميش، ويحاول مع مهاجم جديد لإكمال عقد المجموعة.
يختلف العمل في الأندية العملاقة عن البقية، لذلك يطمح برشلونة في خطف لاعب كبير كل موسم، هذا الأمر نجح فيه النادي مع سواريز ونيمار والبقية، لكن ما أضافه المدير الحالي هو عنصر تدعيم الدكة بمجموعة شابة وغير تقليدية، لذلك عندما حاول البارسا ضم مدافع جديد فإنه ذهب سريعا إلى فرنسا، الدوري الذي يمتاز بالناحية التقنية مع القوة البدنية، كذلك جاء قرار إعادة دينيس سواريز مثاليا، لأنه لاعب وسط سريع ومرن، يمتاز بخفة لا توجد في راكيتيتش كمثال، ليثبت فيرنانديز أنه خيار ليس بالسيئ.
برافو أم شتيغن
ليس من السهل أبدا وجود ثنائي من الديكة في مكان واحد، هذا باختصار ما يعيشه برشلونة في الوقت الحالي بالنسبة لمركز الحراسة، فالنادي يضم كلا من كلاوديو برافو وتير شتيغن، وكل لاعب يريد المشاركة أساسيا في كل البطولات، ولا يرضى أبدا بالدكة، ويلوح بالرحيل بين الحين والآخر بسبب هذه المعضلة.
تؤكد السيناريوهات الأخيرة صعوبة بقاء الثنائي معا لموسم إضافي، أي يجب على برشلونة ضرورة إيجاد حل فوري ومنطقي. ورغم تأكيدات لويس إنريكي بأن هذه الأمور لا تؤثر على المجموعة، فإن كل الطرق تقودنا إلى احتمال آخر تماما، مع اهتمام مانشستر سيتي بالتعاقد مع حارس جديد.
يمكن القول إن برافو حاليا أفضل من شتيغن كأرقام ومستوى وثبات، صحيح أن الإحصاءات متقاربة بشدة لكن الحارس الشيلي أكثر هدوءا، لكن يتفوق الألماني في عامل السن، تير لا يزال في بداية مسيرته، ويملك ثقة غير عادية، إنه أفضل خيار ممكن للمستقبل. وعندما يفكر روبرتو فيرنانديز في السنوات المقبلة، فإنه سيختار حتما الإبقاء على الألماني، خصوصا إذا دفع الإنكليز الشرط الجزائي الخاص بشراء برافو.
المهاجم الرابع
يسعى برشلونة بكل قوة لجلب مهاجم جديد، الصفقة سيتم الإعلان عنها خلال أيام قليلة مقبلة، وبعد فشل التعاقد مع البرازيلي غابرييل خيسوس، اللاعب الذي اختار مان سيتي في أوروبا، كذلك انتقال غاميرو إلى أتليتكو مدريد، وإعارة فييتو إلى إشبيلية، فإن كل الحلول الممكنة صارت بين ثنائي جديد تماما، باكو ألكاسير نجم فالنسيا، ولوكاس بيريز أيقونة السوبر ديبور.
ألكاسير أقرب لكن إدارة فالنسيا خائفة من ردود أفعال الجماهير، يعتبر المهاجم الإسباني نموذجاً للاعب الصندوق، الهداف الذي يسجل بالقدمين والرأس، مع قدرة على التحرك بذكاء داخل منطقة الجزاء، هو ليس بالنسخة الكلاسيكية لكنه قريب بشدة منها، ويلعب بشكل مستمر في المركز 9 بالعمق.
لوكاس في المقابل لاعب مهاري أكثر، يفضل المراوغة والتسديدات البعيدة، مع قدرة على الخروج بعيدا عن المنطقة، لذلك يلعب أحيانا كمهاجم متأخر أو ساعد هجومي على الطرف، لأنه يمتاز بالرؤية القوية في صناعة اللعب، لذلك يعتمد عليه ديبورتيفو كثيرا في صناعة الأهداف وتسجيلها بالثلث الهجومي الأخير.
بكل تأكيد باكو ألكاسير اسم إعلامي أقوى، لكن بيريز خيار أفضل على الصعيدين الفني والتكتيكي، لأن برشلونة لا يريد مجرد بديل لسواريز فقط، ولكن يحتاج إلى لاعب مُكمل لهذا الثلاثي الرهيب، وفي حالة تأزم الأمور وتأخر النتيجة كما حدث أمام الأتليتي في الابطال، فإن إنريكي سيكون أمامه خيار جديد، الإبقاء على سواريز داخل الملعب واللعب بلوكاس على مقربة منه، لاعب مهاجم متأخر مائل لليمين، في سبيل وضع ميسي في العمق بينه وبين نيمار، خلف الهداف اللاتيني في الأمام، حتى يتم التحول من 4-3-3 إلى الخطة ب، نحو 4-2-3-1.