برج بابل: تراث عراقيّ محمول على الدراجات الهوائية

برج بابل: تراث عراقيّ محمول على الدراجات الهوائية

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
02 اغسطس 2019
+ الخط -
على دراجات هوائية، يتنقل أفراد إحدى أبرز منظمات المجتمع المدني في العراق، المعروفة باسم منظمة "برج بابل" ، التي ذاع صيتها في العامين الماضيين، عبر تناولها مواضيع تتعلق بالحريات العامة والشخصية والعمل على حفظ تراث بغداد.

المنظمة التي تضم عدة شبان وشابات من بغداد، تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي فقط في عرض جهود أعضائها من المؤثرين في المجتمع البغدادي، والذين نجحوا أخيراً في لفت انتباه الحكومة والبرلمان وهيئات مختلفة لقضايا مهمة، بعد تحريكهم للشارع العراقي.
في عام 2017، خلال سنوات شد الأعصاب، والخوف والترقّب وانتظار أخبار المعارك، والعسكرة للمجتمع البغدادي، كانت المنظمة قد نظمت مهرجاناً للدراجات الهوائية، شاركت به لأول مرة فتيات بأعمار مختلفة، جُبْنَ شوارع العاصمة برسالة لاقت اهتماماً وترحيباً واسعاً من العراقيين آنذاك، لتنطلق المنظمة، لاحقاً، بعدة أنشطة ثقافية وتوعوية مختلفة، مثل الدفاع عن الصحافيين وحرية التعبير والانتهاكات التي يتعرض لها الناشطون.

"العربي الجديد" رافقت فريق منظمة "برج بابل" في مبادرتها لحماية التراث بجولة على الدراجة الهوائية، من مقر المنظمة على شاطئ نهر دجلة في شارع أبو نواس، إلى موقع "تل حرمل"، الذي يقع في منطقة بغداد الجديدة، شرقي العاصمة، وهو من المواقع الأثرية المهددة بسبب الإهمال، ويعود تاريخه إلى بداية العصر البابلي الأول.

تحدثت ذكرى سرسم (نائب رئيس منظمة برج بابل) لـ"العربي الجديد" قائلة إن "المنظمة معنية بالثقافة والإعلام، تأسست رسمياً عام 2011، تقوم بعدة نشاطات، وندوات ودورات تدريبية للإعلاميين وحملات للدفاع عن القوانين والترويج للانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون، وعقد مؤتمرات صحافية، إضافة إلى نشاطات ثقافية تشمل معارض وأمسيات وموسيقى، على مدى ثمانية أعوام".
تضيف: "أطلقنا عام 2017 مهرجان منظمة بابل للدراجات الهوائية، وشارك فيه أكثر من 250 شخصاً من الرجال والنساء. كان هذا المهرجان الأول الذي ينطلق في بغداد، خصوصاً بمشاركة الفتيات وبعدد جيد. هذا الموسم، كانت المشاركة أكبر، وعدد البنات ازداد عن عام 2017، وحصل على أصداء كبيرة، وعلى أثره تلقّينا طلبات من المشاركين أن يكون النشاط أسبوعياً وليس سنوياً".
تتابع سرسم: "أطلقنا مبادرة برج بابل لحماية التراث، فعزمنا على أن تكون جولة أسبوعية كل يوم جمعة، باختيار منطقة من مناطق بغداد التراثية وزيارتها عبر الدراجات الهوائية، وتكون الانطلاقة من منظمة برج بابل، لنوثق المكان الذي نزوره من خلال نشر الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بدأنا بتلقي الكثير من الاستجابات، وكان لعملنا هذا ضغط على الكثير من الجهات للاعتناء بالمواقع التراثية والأثرية المهمة".
توضح: "كنّا نواجه صعوبة في عملية دخولها والطرق المؤدية لها، ونعمل على تذليل هذه الصعاب من خلال العودة إلى الدوائر الكثيرة التي تقع ضمن حدودها أو مسؤولياتها".
تبيّن: "العاملون في المنظمة عددهم محدود، لكنّ لدينا مشاركين كثيرين ومتطوعين، وكل المشاركين من مصورين محترفين وصحافيين وحقوقيين وغيرهم ضمن العمل الطوعي كمشاركين، أما الهدف من استخدام الدراجة الهوائية فهو التخلص من أزمة النقل والاختناقات المرورية، ولتشجيع الآخرين على استخدامها في المشوار القريب بدل السيارة".
تقول سرسم: "كانت لحملتنا ردود فعل إيجابية، على الرغم من حداثة انطلاقتها في شباط 2019. مثلاً، إثر زيارتنا لمرقد الشيخ عمر السهروردي الموغل في القدم في بغداد، ونشرنا لصور تبين الأضرار التي أصابت قبة الضريح، زار وزير الثقافة بعد يومين المرقد، وأمر بالمباشرة في ترميم القبة وإجراء اللازم. نالت مبادرتنا القبول أمام المجتمع الدولي، حيث طلب السفير الكندي بعد سماعه للمبادرة نبذة عن مشروعنا أمام مجموعة من السفراء، لأن حركتهم محدودة ولا يمكنهم معرفة ماذا يوجد في بغداد من مواقع مهمة، فقدمنا له نبذة عن عملنا موثقة بالصور، نأمل أن يكون هناك دعم أو جهد دولي للمساهمة في حماية هذه المواقع التراثية والأثرية".


تواصل: "عملنا عدة مشاريع، أهمها القوانين التي تخص حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومة، وهذه السنة الثالثة من عمر هذا المشروع. هناك تنسيق مع البرلمان العراقي والجهات الأمنية واللجان النيابية المعنية، ونعمل على أن يتم التصويت على هذا القانون خلال هذه الدورة الانتخابية، وعملنا مع نقابة المحامين لوجود فريق تطوعي من نقابتهم للمدافعة عن الصحافيين الذين يتعرضون للاعتقال أو المساءلة القانونية، وسنجدد اللقاء لغرض تشكيل هذا الفريق ورفع تقارير الرصد للترافع عن الصحافيين".
وتتابع: "نحاول التنسيق مع الوقف السني لوجود المئات من الجوامع التراثية في بغداد نحتاج لزيارتها، لكن هناك معاناة كبيرة في عملية الدخول والتصوير".

وفي هذا السياق، يقول محمد أحمد حسن لـ"العربي الجديد": "بصفتي متطوعاً في هذه الحملة التي تسعى إلى تعريف المجتمع بأهمية حماية التراث والمواقع الأثرية داخل العاصمة بغداد وفي محافظات العراق الأخرى، واجهتنا بعض الصعوبات لكن بمرور الزمن تمكنا من كسر الكثير من الحواجز النمطية الموجودة في المجتمع العراقي. المجتمع العراقي مستعد لتقبل أهمية التراث، لم نواجه صعوبة في ذلك، بسهولة كسرنا الحواجز التي فرضتها الظروف التي مرَّ بها العراق".

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة

سياسة

يخشى بعض المرشحين للانتخابات المحلية في العاصمة بغداد، من أن يكون تسلسل أحدهم بالرقم 56، الذي يُطلق على المحتالين والنصابين في الشارع العراقي، وقد جاء نسبة إلى مادة قانونية في القانون العراقي، تخص جرائم النصب والاحتيال

المساهمون