برامج المواهب... تراجع اهتمام المحطات العربية

برامج المواهب... تراجع اهتمام المحطات العربية

24 اغسطس 2020
نادر قيراط فاز في ستار أكاديمي عام 2008 (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

على مدى خمس سنوات، وتحديدًا بين عامي 2003 و2008، عرض تلفزيون "المستقبل" اللبناني النسخة العربية الأولى من برنامج Pop Idol الذي يملكه سيمون فيلر، وتباع حقوقه من قبل شركة "فريمنتل" البريطانية. وحسناً فعل تلفزيون "المستقبل" عندما بدّل الوجهة الخاصة ببرامج المواهب، بعدما احتكر المخرج اللبناني الراحل سيمون أسمر هذا النوع من البرامج في "استديو الفن" الذي قدمه لأكثر من عشرين عامًا. واعتبر "استديو الفن" البرنامج الأول الذي ساهم في إطلاق مجموعة لا بأس بها من الفنانين اللبنانيين. عام 2011، أبدت مجموعة MBC رغبتها في إحياء هذا البرنامج في نسخة مجددة بعد أن تخلى تلفزيون "المستقبل" عن حقوقه فيه، وذلك بسبب عدم قدرته المالية على إنتاج موسم جديد منه. وأعلِنَ عن النسخة المجددة باسم جديد تغيَّر من "سوبر ستار" إلى "آراب آيدول"، مع إطلاق شكل جديد لشعار البرنامج.
محطة LBCI اللبنانية وفي عام 2003، اشترت النسخة العربية من برنامج "ستار أكاديمي"، وهو من ابتكار وإنتاج شركة "إندمول" الهولندية، إذْ يقام بنُسخ محلية وإقليمية في نحو 50 بلداً حول العالم، وقد لاقى رواجاً كبيراً في العديد منها. قدمت محطة LBCI البرنامج 11 موسمًا، واعتمدت على تلفزيون الواقع الذي ينقل ما يعيشه طلاب الأكاديمية من يوميات تقربهم من جمهور المراهقين، على أن تعرض سهرة واحدة في الأسبوع حتى إعلان النتيجة وفوز الطالب الذي يستحق نهاية المطاف. بعد وقت، سيطرت محطة MBC بشكل كامل على هذا النوع من البرامج، واشترت مجموعة لا بأس بها من "الفورمات" التي يقبل عليها المشاهد، منها "أيدول" و"ذا فويس" و"توب شيف" و"بروجكت رانواي".

حقّقت هذه المجموعة من البرامج نسب مشاهدة عالية في السنوات الأولى لتتراجع قبل عامين وتهبط في فخ الملل والتكرار دون أسباب وجيهة. ولو أن البعض يعزو سبب هذا التراجع إلى تنامي التدخل من قبل المنتجين وشركات الإنتاج والمصالح التجارية أو الموقف السياسي الذي يهيمن على النسخ العربية، الأمر الذي لا يمكن أن يتقبله المشاهد. علمًا أنّ المشاهد قد تحول إلى شريكٍ في هذه النوعية من البرامج، نظراً لتفاعله المباشر معها عن طريق التصويت والمشاهدة، وهذا لوحده أمرٌ كاف لأن يكتشف كمية الصدق من الزيف أو السيناريوهات المسبقة التي تُفرَض عليه.
اليوم لم تعد إمكانيّة استيراد أفكار أجنبية أمرًا ممكنًا بالنسبة للمحطات التلفزيونية اللبنانية. ثمة إشكالية في اتخاذ قرار بشراء هذه الأفكار نظراً لسعرها المرتفع في ظل أزمات المحطات اللبنانية المالية. هذا النوع من البرامج بدأ يفقد قدرته على المتابعة في وقت يحكى عن أن إحدى الفضائيات العربية اشترت الحقوق الحصرية لبرنامج "هاوس أوف كاردس" الذي سيعرض بنسخة عربية على محطة MBC، وسط تكتم شديد حول الآلية المتبعة لاختيار فريق عمل المسلسل الذي يعتمد سياسة التشويق أيضاً، المسلسل يبث على موقع "نتفليكس" منذ 1 فبراير/ شباط 2013 بموسمه الأول المكون من 13 حلقة، وتم تجديده لموسم رابع في مارس/ آذار 2016 وموسم خامس في مايو/ أيار 2017.
ثمة تساؤل حول اتجاه المحطات التلفزيونية إلى المنصّات الإلكترونية لعرض إنتاجاتها الدرامية وحتى البرامج المنوعات والتفاعل معها أكثر في السنوات الأخيرة، وأثر ذلك على شراء أفكار برامج المواهب من الغرب.

دلالات

المساهمون