بالفيديو: هكذا فبرك المخرج محمد بايزيد محاولة اغتياله

بالفيديو: "العربي الجديد" يكشف كيف فبرك المخرج محمد بايزيد محاولة اغتياله

عمر مازن

avata
عمر مازن
01 نوفمبر 2017
+ الخط -

حصل "العربي الجديد" على مقاطع فيديو وأدلة حصرية من مصدر مقرّب من المخرج السوري محمد بايزيد، تُثبت ضلوعه في تلفيق محاولة اغتياله التي أعلن عن تعرضه لها، في العاشر من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

مقاطع الفيديو التي حذفها "يوتيوب" ويعيد "العربي الجديد" نشرها، تظهر المخرج السوري وهو يتفق مع أحد الأشخاص على كيفية تنفيذ محاولة الاغتيال، بتفاصيل تتطابق مع ادّعاءات بايزيد ومرافقه سلمة عبده، والتي نشرها على صفحته على "فيسبوك" أثناء سرده أحداث محاولة الاغتيال المزعومة.

أما الشخص الذي حاول بايزيد استمالته والاستعانة به فيُدعى محمد الهندي، ويعمل منتجاً إعلامياً حراً، وأراد بايزيد الاستعانة به في تخطيط وتنفيذ تمثيلية محاولة اغتياله، ولكنه قرر عرض الفيديوهات التي تُثبت استغلال بايزيد لتعاطف الجماهير مع الثورة السورية من أجل تحقيق مكاسب شخصية. 

وتعرض الفيديوهات تسجيلات لمحادثات أُجريت خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران من العام الجاري، بين بايزيد الذي كان يتنقل بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية من جهة، ومحمد الهندي من جهة أخرى، لتنسيق محاولة اغتيال بايزيد، والتي يهدف بها، بحسب قوله في إحدى المكالمات، إلى تمويل مشروع فيلمه الجديد "النفق". 

تشير إحدى المكالمات بين الهندي وبايزيد إلى نية الأخير تلفيق قصة إيذائه جسدياً من خلال أحد السيناريوهات المقترحة، والتي تتضمّن اختطاف بايزيد لفترة قصيرة، أو محاولة اغتياله إما بسلاح أبيض أو بسلاح ناري. يستقر القرار على السلاح الناري، والذي يقرر بايزيد أن يطلق عليه لفظ "كاميرا" للتمويه، ويقترح أن يتم شراؤه ونقله إلى إسطنبول من جنوب تركيا، حيث يسهل الحصول على سلاح ناري، من خلال شخص يستقل حافلة عامة، إذ لا توقف دوريات الشرطة الحافلات العامة. 

 وفي هذه المكالمة يناقش بايزيد مسألة شراء كاتم للصوت، ومدى صعوبة الأمر في تركيا، ويقترح كذلك أن تتم عملية الاغتيال المزعومة في مكان مغلق ومُتحَكم فيه بشكل كامل، قبل أن ينتقل بايزيد إلى المكان الذي سيدّعي إصابته فيه، ومنه إلى المشفى.  

ولكي يقوم بايزيد برسم تفاصيل القصة، يؤكد أنه شرع في إنشاء حساب وهمي على موقع فيسبوك، على أساس أنه لشخص يقوم بالتواصل مع بايزيد، بشأن تمويل المشروع الذي يعمل عليه. ولذلك يرسل له بايزيد ملفاً يضم عرضاً لمشروع الفيلم، ويشدد على أنه يحتاط أثناء استخدام حساب فيسبوك الوهمي، إذ يستخدم برامج VPN تخفي أثره، وكذلك يؤكد أنه اختار للشخص الوهمي أن يكون ذا جنسية سورية، لأن رجال الأعمال السوريين لديهم من الأموال ما يكفي لتمويل المشروع، ولذلك سيكون منطقياً أن يكون الرجل سورياً. سيظهر هذا الرجل الوهمي لاحقاً في رواية بايزيد على أنه الشخص الذي يستدعيه للقائه في إحدى ضواحي إسطنبول، والتي سيتم فيها تنفيذ عملية الاغتيال المزعومة.

إذاً، اخترع بايزيد شخصاً وهمياً بحساب على فيسبوك لكي يتمكن من القول إن الشخص الذي تواصل معه هو شخص حقيقي، وتعود العلاقة بينهما إلى أشهر مضت قبل الحادثة.

أما أخطر ما تُظهره هذه المكالمة فيأتي في الرد على تساؤل الهندي عن المانع من أن تُنفذ عملية إطلاق النار بدون إصابة بايزيد بأي شكل، وأن تُصاب السيارة فقط، لكن بايزيد يجيب بأن ذلك ليس الخيار الأفضل، لأنه لجني التعاطف المطلوب سيكون عليه أن يُصاب بالفعل.

"بيت القصيد هنا أن نقنع الناس أن هذا الفيلم يضايق النظام، فبالتالي: ادفعوا مصاري!"، يقول بايزيد، ويتابع: "الـBuzz أو الضجة الإعلامية ما بتنصنع صح إلا لما بيصير شي فيزيائي (جسدي)".

وتضمّ المكالمة تفاصيل أخرى عن اختيار الطريق المرجح لتنفيذ محاولة الاغتيال، لكي يتم تجنب كاميرات المراقبة والمرور، وكذلك رسم تصور واضح ودقيق لعملية الاغتيال التي تشابهت بدقة مع ما ظهر في رواية بايزيد للحادثة. 

 

تشير مكالمة أخرى، مؤرخّة بتاريخ 13 يونيو/ حزيران، إلى مزيد من التفاصيل حول التدابير التي اتخذها بايزيد لضمان نجاح تمثيليته في حشد أكبر قدر ممكن من التعاطف. 

في هذه المكالمة التي يجريها بايزيد لواحد وأربعين دقيقة من هاتفه النقال في منزله بالعاصمة الأميركية واشنطن، يناقش الهدف النهائي من قيامه بهذه المخاطرة، وهو الحصول على تمويل فيلمه الجديد. 

يهتم بايزيد جداً بالضجة الإعلامية، ويقول في معرض حديثه للهندي إنهما (أي الهندي وبايزيد اللذان سيتشاركان في عملية الاغتيال المزعومة) سيكونان لمدة 48 ساعة أشهر شخصين في الشرق الأوسط على الإطلاق. يؤكد بايزيد ذلك للهندي ويقول "لن تجد شبكة إخبارية إلا وتواصلت معك، سيسمع بالموضوع عشرات ومئات الآلاف من الأشخاص"، لكن بايزيد يستطرد بسرعة "كل هذا وزنه عندي صفر، ما لم تتحول هذه الضجة إلى فعل حقيقي". 

يشرح بايزيد لاحقاً ما يقصده بالفعل أو "الأكشن" بعد أن يوضح بعض تفاصيل العملية: "هاتفي سيكون معك، وستستخدمه لكتابة روايتك، ثم سأستيقظ أنا في المستشفى لتوافق شهادتي شهادتك، قبل أن يُطفأ الهاتف، وبعدها سينزل أخوك (في إشارة لنفسه) بتريلر (دعاية) الفيلم". 

 

كما يظهر في التسجيل، يقول بايزيد إن تعرضه للإيذاء الجسدي، والذي سيُتهم به النظام السوري بالطبع، سيقسم الممولين إلى قسمين، أولاً: من سيتراجعون تماماً خوفاً من وصول الإيذاء إليهم، والآخرون هم الذين سينطلقون بما يطلق عليه "فزعة عرب"، لكي يتبرّعوا من أجل المشروع، لا سيما أن المشروع يضر النظام السوري الذي يعاديهم ويعادونه. 

ويتابع بايزيد ضاحكاً: "وكل هذا لأجل عيون هؤلاء الحلوة!".


 

في هذه المكالمة يقول بايزيد أيضاً إنه درس جميع الاحتمالات، ويميل إلى أن الفوائد من القيام بها أكثر بكثير من الخسائر جراءها، ولذلك فهو يحاول تقليل نسبة الخطأ إلى 1 أو 3 في المائة على الأكثر. 

 

ولطمأنة صديقه، يقول بايزيد إن أسوأ الاحتمالات هو أن تأتي الشرطة إلى موقع الجريمة المزعومة بُعيد تنفيذها، وحينها سيعترف بايزيد أنه فعل ذلك بنفسه، كي يُجنب الهندي الأذى، لكن الهندي يقول إن شكوكه تأكدت في هذه اللحظة من أن بايزيد قد يضحي به لإعطاء روايته المصداقية المطلوبة، وأن المخرج غالباً ما سيفعل ذلك، بإبلاغ الشرطة بنفسه.

 

ويعود بايزيد إلى تفاصيل العملية حيث يقول إنهما لن يقوما بنشر أول منشور على فيسبوك من هاتفه الشخصي، إلا بعد اكتمال المراحل الأساسية من العملية، والتي تتضمن إصابته بالفعل. وبعدها سيعتمد بايزيد في نشر روايته وانتشار دعاية الفيلم على من يحبونه من متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، "ما في أكتر منهم" بحسب قوله. وفي هذه المكالمة أيضاً يحاول بايزيد أن يفكر في بدائل أخرى لعملية إطلاق النار، وينتهي إلى التفكير في تدبير عملية اختطافه، قبل أن يتراجع عن الفكرة لاحقاً في مكالمة أخرى بعد ذلك بثلاثة أيام لأن النظام السوري إذا قام باختطافه فلن يكون من المنطقي إعادته أو إفلاته على قيد الحياة، بحسب قوله.

 

جرت المكالمة الثالثة في السادس عشر من يونيو/ حزيران، واستمرت لقرابة نصف الساعة في منزل بايزيد بواشنطن العاصمة. في هذه المكالمة يظهر استخدام بايزيد أسماء مستعارة جديدة، فبالإضافة إلى "الكاميرا"، والتي يشير بها إلى السلاح الناري، يستخدم المخرج محمد بايزيد هنا مصطلح "الوايت بالانس"، والذي يستخدمه المصورون عادة للإشارة إلى السلاح الأبيض. ويعود بايزيد للتأكيد على تفضيله استخدام السلاح الناري، ويبحث في تفاصيل عملية شرائه، والتي تبدو صعبة مع وجود بايزيد في الولايات المتحدة، وتكمن الإشكالية بحسب بايزيد في صعوبة نقل السلاح إلى تركيا، ليتفتّق ذهنه عن فكرة طباعة السلاح الناري (المسدس/ الكاميرا) باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد. يقول بايزيد في المحادثة التي جرت خلال شهر رمضان إن مبدأ صناعة السلاح/ الكاميرا بسيط، فالأمر لا يحتاج إلا إلى إتقان الصنعة، ويشير إلى أنه قام بالبحث اللازم، وعلم أن "الكاميرا ما بتشتغل إلا مرة أو مرتين وبتروح، لأن المادة المصنوعة منها بلاستيكية"، وتابع في إشارة إلى نقطة مهمة "وبالطبع لن يكون لها رقم تسلسلي". وبدا بايزيد في هذه المكالمة مشجعاً على فكرة شراء السلاح من تركيا، كي يتم تنفيذ العملية، بحسب الهندي، بعد شهر من ذلك التوقيت في 16 /7، لكن تملص الأخير من إكمال المهمة بعد ذلك بأيام حال دون تنفيذها، إذ اختلق الهندي عذراً أدى ببايزيد إلى القول إن الهندي لن يكون طرفاً في العملية بأي شكل. 

وكان المخرج محمد بايزيد قد ادّعى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 تعرضه للاختطاف في دمشق لساعات عدة قبل أن يُفرج عنه بطريقة غامضة، ومؤخراً شكك عدد من أصدقاء بايزيد في رواية اختطافه السابقة.  

لكن لماذا استمر صمت محمد الهندي طوال هذه المدة؟  

يقول الهندي الذي عرف بايزيد لعشر سنوات إن أصدقاءه لم يكونوا يمتلكون أي دليل مادّي على كذبه في رواية اختطافه الأولى، لكنه الآن يمتلك دليلاً لا يقبل الشك عن تورط المخرج الشهير في خداع جمهوره ومتابعيه، لكن لماذا انتظر لأكثر من أسبوعين قبل الإفصاح عن دليله؟ يرد الهندي بأسى "كان لا بد أن أنتظر وصول الأشرطة إلى جهات الأمن التركية أولاً، وبعد أن تأكدت من ذلك، على الجميع الآن أن يعرفوا الحقيقة".



دلالات

ذات صلة

الصورة

سياسة

أثار اعتقال اللاعب الإسرئيلي ساغيف يحزقيل في تركيا أمس، ردود فعل غاضبة في إسرائيل، دفعت وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت لاتهام تركيا بأنها ذراع لحركة حماس.
الصورة

سياسة

كشفت وسائل إعلام تركية، اليوم الجمعة، تفاصيل إضافية حول خلية الموساد الموقوفة قبل أيام، مبينة أن هناك وحدة خاصة تابعة للموساد تشرف على "مكتب حماس في تل أبيب".
الصورة

سياسة

قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأحد، إن إرهابيين نفذا هجوما بقنبلة أمام مباني الوزارة في أنقرة، مضيفا أن أحدهما قتل في الانفجار بينما قامت السلطات هناك "بتحييد" الآخر.
الصورة

منوعات

أعلنت السلطات الأمنية التركية، الأربعاء، أنّها أوقفت 27 مديراً ومحرراً صحافياً لحسابات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد "قيامهم بترويج خطابات تحريضية تحرّض على الحقد والكراهية في المجتمع".

المساهمون