Skip to main content
بالفيديو: اليمنيون عادوا إلى "العصر الحطبي"
محمد عبد الملك
"عبير م. هي فتاة يمنية عمرها 22 عاماً فقط. توقفت عن دراستها الجامعية بسبب الحرب الدائرة في البلاد، ولجأت مؤخّراً إلى استخدام الحطب في أعمال الطبخ لأسرتها، وصار حالها لا يختلف عن حال فتيات الأرياف اليمنيات اللواتي ألفنَ طهو الطعام أو صناعة الخبز بهذا الأسلوب منذ القدم". 

 
"ما يحدث اليوم هو في الحقيقة تحدٍّ لكلّ يمنيّ، رجلاً كان أو امرأة، ونحن النساء بدورنا سنتحمّل حد التعب"، تقول عبير وتؤكّد أنّها لن تنكسر إذ لم يعد أمام أسرتها سوى خيار شراء الحطب الذي ارتفعت أسعاره مؤخراً، من أجل مساعدتهم في تشغيل الموقد الحجري على سطح المنزل الذي استبدلوا به فرن الغاز.

اقرأ أيضاً: سدّ مأرب.. على حافة الانهيار الأخير

هكذا عاد اليمنيون إلى الوراء لعقود وربّما لسنوات عجاف، وعادت الطرق القديمة إلى الظهور مجدداً. ومن حسن الحظّ أنّ الأيادي اليمنية استطاعت تطويع الطبيعة لتتناسب مع أوضاعها المعيشية الصعبة التي استجدّت. 

المشكلة تكمن في انعدام وجود الغاز المنزلي، فبات لزاماً على اليمنيين تجريب مقولة "الحاجة أم الاختراع". وهكذا تحوّل تجميع الحطب، وما تبقى من الأوراق والمهملات، أو كلّ ما يمكن أن يشعل ناراً في مواقد الطبخ، الهمّ الأساسي لليمنيين، خصوصاً من ضاقت بهم أوضاع الحرب ذرعاً.

رواية تنّور الحطب في الواقع هي قصّة كفاح حقيقية لا يزال اليمنيون يقاومون بها من أجل البقاء والاستمرار على قيد الحياة: "الأكل والطبخ على الموقد لذيذ وممتع".

فيما يتجلّى وجع المعاناة الحقيقي لدى بعض عمّال مخابز العاصمة صنعاء، الذين وثّق "العربي الجديد" كيف يقومون باستخدام الخشب والصعوبات التي تواجههم بعد انعدام المشتقات النفطية.

بعض المخابز قلّصت حجم رغيف الخبز، لكنّ المواطنين مجبرون على شرائه، ومنهم من يشتري كميات قد لا تغطّي حاجته لكنّها تساعد في سدّ الجوع ولو لبعض من الوقت.

وبحسب بعض العمّال الذين تحدّثوا لـ"العربي الجديد"، فإنّ الكثير من المخابز والأفران أغلقت وتوقفت عن العمل نتيجة ارتفاع أسعار الحطب واختفاء المشتقات النفطية.

اقرأ أيضاً: اليمنيون خائفون من توريط "الحج" في السياسة