بالفيديو..لقاء التاريخ..الجزائر تعانق فلسطين في مشهد رياضي تجاوز الحدود!

17 فبراير 2016
منتخب فلسطين لعب مباراة تاريخية مع الجزائر(فيسبوك- العربي الجديد)
+ الخط -
مثلما كان متوقعا، تحوّل الموعد الكروي بين المنتخبين الأولمبيين الجزائري والفلسطيني إلى تجمع شعبي حضره أكثر من 60 ألف متفرج بملعب الخامس من جويليه في الجزائر العاصمة، حيث صاحت حناجر الجميع تهتف بحياة بلد الفدائيين الذين يعيشون تحت وطأة المستعمر الإسرائيلي.

وسجلت عدة شخصيات سياسية جزائرية حضورها بالمنصة الشرفية للملعب، منها وزير الخارجية رمطان لعمامرة ورئيسة حزب العمال الجزائري لويزة حنون ورئيس حركة حماس الجزائرية سابقا أبوجرة سلطاني.

دخول الوفد الفلسطيني ودموع اللاعبين
وكانت الصور والمشاهد جد مؤثرة فور دخول الوفد الفلسطيني إلى الميدان حيث هاجت الجماهير الجزائرية المنادية بالجهاد لتحرير الأقصى، فلم يجد شبان المنتخب الفلسطيني وسيلة للرد على دعم آلاف الجماهير سوى بأخذ صور تذكارية وذرف الدموع من شدة ما شاهدوه، إلى درجة أن أعوان الأمن وجدوا صعوبة في التحكم بالجماهير التي أرادت اقتحام الميدان.



نشيد "فدائي" يدوي في الملعب، و"قسماً" بصوت واحد
وحتى وإن كان الكثيرون في الجزائر لا يحفظون النشيد الوطني الفلسطيني، فإن حناجر ملعب 5 جويليه تجاوبت بشكل رائع عند عزف أنشودة "فدائي" للشاعر سعيد المزين، واهتزت أركان الملعب عند ختمها قبل عزف نشيد "قسماً" الجزائري بصوت واحد وموحد، فكانت ملامح التأثر بادية على رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب وكذا السفير الفلسطيني بالجزائر اللذين نزلا إلى أرضية الميدان لتحية اللاعبين برفقة وزير الرياضة الجزائري، وكذا رئيس الإاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف.

60 ألف مناصر يعلنون: "فلسطين لا تهزم"
ورغم أن تشكيلة المدرب ولد علي نورالدين هي ضيفة الجزائر، وارتدت البذلة الحمراء من نفس العلامة التجارية التي يرتديها منتخب محاربي الصحراء، إلا أن أنصار ملعب 5 جويليه قرروا دعم الضيوف ضد المنتخب الجزائري، وخاصة أن نداءً مر عبر شبكات التواصل يدعو لاعبي المنتخب الأولمبي الجزائري إلى فسح المجال لفوز الإخوة الفلسطينيين، وكان شعارهم: "فلسطين لن تنهزم ويجب أن تنتصر". فصفّر الجمهور على لقطات منتخبهم وصاحوا يدعمون منتخب فلسطين في كل مرة يلمس فيها منتخب الفدائي الكرة.



أغاني الثورة الفلسطينية لتعبئة الجماهير بين الشوطين
وخلال فترة الاستراحة القانونية، سارع مغنيان يحملان الوشاح الفلسطيني لأخذ "ميكروفون" الملعب وترديد أغاني الثورة الفلسطينية، حيث غنيا لعشرات الدقائق بعض القصائد المؤثرة التي حركت مشاعر الجماهير الحاضرة بالرقص تارة والغليان تارة أخرى من شدة التعلق بالثورة الفلسطينية وتضامنا مع ما يعيشه أطفال غزة من حرمان واضطهاد في الأراضي المحتلة، وكانت اللقطة التي نزل خلالها مشجع جزائري أرضية الملعب لتقبيل بعض لاعبي منتخب فلسطين الذين بادلوه نفس التحية، كافية لتأكيد عمق العلاقة بين الشعبين.



هدف بن مهية يفجر ملعب 5 جويليه ويشعل النار في مدرجاته
وبعدما انتهى الشوط الأول بدون أهداف، دخل اللاعبون الـ22 الشطر الثاني من المباراة بروح قوية، ليقتحم أحد المناصرين الشغوفين أرضية الميدان ليحيي ويقبّل لاعبي المنتخب الفلسطيني في الدقيقة 55، وهم بدورهم حموه من أعوان الشرطة الذين أعادوه إلى المدرجات بهدوء وبدون عنف.

وتمكن المنتخب الفلسطيني من فتح باب التسجيل في الدقيقة 62 عن طريقة بن مهية، وهو الهدف الذي تفجر به ملعب 5 جويليه حيث احتفلت الجماهير الغفيرة به احتفالا كبيرا واشتعلت المدرجات بالمفرقعات والألعاب النارية، وسط هتافات الدعم لفلسطين، فكان الجو حماسيا لأقصى درجة. وتوجه الهداف الفلسطيني ورفاقه صوب المدرجات ليهدوا الهدف إلى الجماهير الجزائرية التي صاحت دعما للقضية الفلسطينية.


النهاية تحت شعار "موعدنا في مباراة الإياب بغزة لرد الجميل"
ورغم أن المنتخب الجزائري فشل في تسجيل هدف التعادل وترك الفوز الرياضي للمنتخب الفلسطيني، فإن نهاية المباراة الاستعراضية كانت مثل بدايتها، حيث خرجت الجماهير الجزائرية سعيدة بفوز المنتخب الفدائي مرددة: "افتحوا الحدود لنحارب اليهود"، و"موعدنا في لقاء العودة بغزة"، وهو ما ذهب إليه معظم لاعبي المنتخب الفلسطيني الذين صرحوا بأنهم يأملون في برمجة مباراة ثانية بين المنتخبين الشقيقين على الأراضي الفلسطينية حتى يردوا جميل الجزائر من قبل شعب فلسطين المحاصر في الأراضي المحتلة.

اقرأ أيضا:بالفيديو..هدف ألغى كل الحدود..الجماهير الجزائرية ترقص فرحا بهدف "فلسطين"
المساهمون