سطر فريق برشلونة انتصارا مستحقا على ضيفه أتلتيكو مدريد بنتيجة (3-1) في مواجهة قمة الجولة التاسعة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم، والتي جرت على ملعبه "كامب نو"، لينجح في استعادة وجهه المشرق والروح القتالية التي اشتهر بها.
واتسمت المباراة بالاحتكاكات بين اللاعبين لدرجة أشهر فيها الحكم، ألبيرتو اونديانو مالينكو، البطاقة الصفراء 9 مرات، إلا أنها وفقت بوعدها المثير، الذي غلف مجرياتها على مدار التسعين دقيقة، ليرفع برشلونة رصيده إلى 41 نقطة خلف ريال مدريد المتصدر بـ 42 نقطة، وفض الشراكة مع أتلتيكو مدريد الذي تجمد رصيده عند النقطة 38 نقطة.
هدف مبكر...وغير شكل
لم يتباطأ الفريقان في القيام بطلعات هجومية منذ صافرة البداية، بحثا عن هدف مبكر يعزز الطموحات، واعتمد لويس إنريكي، مدرب برشلونة في التشكيل الأساسي على ثلاثي الهجوم الناري، المكون من الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار، والأوروجواياني لويس سواريز، وفي الخلف، دانيال ألفيش وبيكيه وماسكيرانو وجودي ألبا، أمام الحارس كلاوديو برافو، فيما تمركز بوسكيتس وإنييستا وراكيتيتش في الوسط لتقديم الإسناد للمثلث ميسي سواريز نيمار.
بدوره اتكأ المدرب الأرجنتيني، دييجو سيميوني، على قواه الضاربة الأساسية بتواجد الكرواتي، ماريو ماندزوكيتش، والفرنسي أنطوان جريزمان، بمعاونة التركي أردا توران، وكانت المفاجأة الوحيدة في تشكيلته الدفع بخيسوس جاميز كظهير أيسر، وليس أيمن كما هو معتاد مع تواجد الحارس مويا، والمدافعين خوانفران وخيمينيز، وجودين، إضافة الى جاميز وتياجو، وجابي، وتوران وجريزمان، وكوكي.
واستهل برشلونة، الذي ظهر بشكل مغاير تماما للمباريات السابقة، عبر ميسي ونيمار الهجوم بعدما سدد "المرشح للكرة الذهبية" الكرة التي تلقاها من البرازيلي بجانب المرمى، ولم تكد تمضي 12 دقيقة حتى افتتح البرسا التهديف، بعدما توغل ميسي داخل الجزاء، ومرر الكرة لسواريز لكن الأخير فشل في ترويضها ليجدها نيمار ويدكها في الشباك هدفا لبرشلونة، اشتعلت معه الأطماع لتعزيزه فيما بعد.
اجتياح كتالوني
ردة فعل أتلتيكو مدريد على الهجوم الكتالوني كانت ضعيفة بتسديدة لكوكي بجانب الشباك، في الوقت الذي عاش فيه عشاق "البلاوجرانا" ذعرا بعدما أصيب نيمار في قدمه، وسالت الدماء منه، لكن عاد مجددا وكاد أن يسجل الهدف الثاني لفريقه لولا أن رأسيته التي تلقاها من سواريز أطاح بها بجانب الشباك!
وفي ظل غياب لاعبي أتلتيكو مدريد عن المجريات، تواصل الإبداع الكتالوني حتى انتصاف الشوط الأول، وتلاعب ميسي ونيمار وسواريز ومن خلفهم إنييستا بدفاعات "الروخيبلانكوس"، التي تلقت الصدمة الثانية بقيادة ليونيل ميسي، الذي خطف الكرة ومررها لسواريز فوضعها الأخير في الشباك هدفا ثانيا لبرشلونة في الدقيقة 35.
وارتسمت الحيرة على وجه سيميوني، مدرب الأتلنتيك، في ظل غياب واضح لفريقه المدريدي عن المجريات دفاعيا وهجومياً مع قبضة برشلونة الدفاعية في الوقت ذاته، مما أعطى البرسا فرصة لالتقاط الأنفاس، قبل أن يعود ميسي مجددا لتهديد مرمى "الروخيبلانكوس" بكرة رأسية مرت بجانب القائم لينتهي الشوط سلبي النتيجة.
أتلتيكو مدريد يعود
واحتاج أتلتيكو مدريد لعشر دقائق مع بداية الشوط الثاني حتى ينجح في تقليص الفارق بهدف من نقطة الجزاء، بعدما تسبب الأرجنتيني ليونيل ميسي بسقوطه داخل الجزاء ليحتسب الحكم ضربة جزاء، نفذها الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، بنجاح هدفا لأتلتيكو مدريد في الدقيقة 56، لتشتعل الأجواء شيئا فشيئا.
واستنجد المدرب سيميوني بالقادم الجديد، فرناندو توريس، عوضا عن القائد جابي، في محاولة لتدارك التعادل ومن ثم تبعه راؤول جارسيا، لكن برشلونة أبقى على رتمه الهجومي، حتى أنقذ برافو حارس برشلونة كرة خطرة قبل وصولها لتوريس، فيما واصل لاعبو أتلتيكو مدريد محاولتهم في الدقائق العشر الأخيرة للتعديل دون جدوى.
رصاصة الرحمة!
وفي الوقت الذي بحث فيه الروخيبلانكوس عن التعديل؛ أطلق ليونيل ميسي رصاصة الرحمة على آمال وطموحات أتلتيكو مدريد، بعدما طرق شباكهم بالهدف الثالث في الدقيقة 87 من كرة مررها الكرواتي راكيتيتش، ليودعها ميسي في الشباك هدف تأمين الانتصار الكتالوني، ليحصد البرسا غلة النقاط كاملة بجدارة واستحقاق.