باص الموسيقى المتنقل في مدارس غزة... ترفيه للأطفال

باص الموسيقى المتنقل في مدارس غزة... ترفيه للأطفال

01 أكتوبر 2019
يستهدفُ الباص الأطفال داخل المدارس للتفريغ عنهم (خالد شعبان)
+ الخط -
يلتفُّ مئات الطلبة من الأطفال في ساحة مدرسة "بنات عبسان" الإعدادية، شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، للإنصات للموسيقى التي تملأ المكان. 


ويبدو الأمر كأنّه حفلٌ ضخمٌ، إذْ يبدأ الأطفال فجأة بالتمايل والغناء والرقص. ويقومون بالدبكة التي تُعتبَر من الفلكلور والتراث الفلسطيني. وتتميَّز الدبكة بالضرب على الأرض بصوتٍ عالٍ، مترافقة بالغناء والعزف الموسيقي الفلكلوري، على أنغام الموسيقى التي جاءت خلال انطلاق فعاليات أول فكرة فنية جديدة في القطاع، أنشأها معهد "إدوارد سعيد الوطني للموسيقى"، باسم "الباص الموسيقي المتنقل الأول".

ويستهدفُ الباص الأطفال داخل المدارس للتفريغ عنهم، وفق محمد عبيد، مسؤول الأنشطة في مهرجان البحر والحرية في المعهد، والذي يشير إلى أنّ الباص يتجوَّل داخل القطاع برفقة 14 فناناً، جميعهم يسعون لعلاج المشاكل النفسية للأطفال والترفيه عنهم، بسبب اعتداءات الاحتلال التي سببت لهم العديد من الصعوبات في التأقلم مع الحياة في غزة.

ويقول عبيد لـ"العربي الجديد": "الموسيقى كانت أحد الحلول لأوضاع الطلبة والأطفال"، موضّحاً أنّ الباص يحتوي على أنواع عديدة من الآلات الموسيقية الشرقية مثل آلة القانون، إضافة إلى الناي والعود، وهي تشكّل لوحة متكاملة، يمكن إنشاء جميع الفنون عن طريقها.



من جانبه، يقول مشرف الموسيقى في المعهد، الأكاديمي أنس النجار، وهو أحد العازفين على آلة القانون خلال فعاليات الباص المتنقل، إنه يشعر بسعادة بالغة، عندما يشاهد كمية الفرح التي تخرج من وجوه الطلاب، وهم يتفاعلون مع الأغاني.

والموسيقى تلعب دوراً هاماً في تغيير الروتين القاتل لدى الطلاب، "لا سيما أننا كفرقة نحمل في داخلنا كمية من الحب، ونحاول أنّ نمد الأطفال بها". وفق حديث النجار لـ"العربي الجديد".

ويوضح النجار أنّ الباص المتنقل استطاع الوصول لنحو 11 ألف طالب خلال أيام، وزرع الابتسامة على شفاههم، وخصوصاً الطلاب في مدارس اللاجئين، مبيّناً أنّ الرسالة التي يريدون إيصالها هي تجسيد معاني الحب والسلام التي يريد شعب غزة نثرها للعالم.

ولقيت هذه الطريقة ترحيباً من قِبل مدراء المدارس والأهالي والأطفال على حد سواء. وتقول مديرة مدرسة "بنات عبسان"، سوسن حمدان لـ"العربي الجديد": "إنّ الطريقة الصحيحة والعلاجية للترفيه عن الأطفال هي الموسيقى، وبها يضاف الفرح ويتم تشجيع الأطفال على الأنشطة المنهجية التعليمية".

وتوضح حمدان، أننا "نستطيع أن نفرغ الكبت المخزون داخل الطلاب، ونساعدهم من خلال هذه النشاطات"، مبينةً أنّ تعدُّد الأنشطة التفاعلية يساهم في مساندة الأطفال، وحمايتهم من اضطرابات ما بعد الصدمة، التي يتعرضون لها نتيجة العنف والقصف والقتل والتشريد وهدم البيوت. لا سيما وأن هذه الأعمال تترك آثاراً سلبية، على المدى البعيد، على الأطفال.

وتشير إلى أنّ مثل هذه الفعاليات تبدد الخوف وتزيل الانطواء، وكذلك التأخر في مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة، موضحةً أنّ الموسيقى وسيلة سلسة تساهم في التركيز وزيادة التفكير.

دلالات

المساهمون