باسل أبو فخر... بالموسيقى يبني جسر عبور

باسل أبو فخر... بالموسيقى يبني جسر عبور

05 نوفمبر 2016
لا أريد لأحد مناداتي باللاجئ (العربي الجديد)
+ الخط -

"لا أريد لأحد مناداتي باللاجئ، وأنا الإنسان قبل اللجوء، وبعده حالم بلغتي الموسيقية، أضيء جانباً من عذاب وطني وغربته عن هذا العالم"، يقول الفنان السوري، باسل أبو فخر، في بروكسل لـ "العربي الجديد".
خلال عام من لجوئه الأول أقام جدل الحوار بين الآلات الثلاث "التشيللو والبيانو والأوكروديون"، كاشفاً عن ثمرة فعله ألبوما بعنوان "كيان "، سيصدر نهاية العام الحالي. يقول عنه أبو فخر: "هو التقاء الشرق مع الغرب بالحد الأدنى، بالميدان الموسيقي بدعم من العلامة التجارية (براعم بروكسل)، لتكون منصة الثلاثي قطب الموسيقية جاذبة لتعاون يشمل العديد من الموسيقيين حول العالم".
لكن خصوصية العازف السوري تأخذ حقها في مشروع قطب من خلال التواصل مع عدد منهم في سورية وأماكن اللجوء الأخرى، لعزف لحن يصر على الحياة رغم الموت والدمار واللجوء والتهجير. يقول: "نبحث عن الموسيقى الجديدة ونتعاون لجعلها بصرية عبر تفسير اللحن، هناك مشروع مع الفنان التشكيلي السوري آرام سعد في برلين لنقل مائة لوحة كل منها مختلف عن الآخر مستوحاة من موسيقى قطب".
في دروب دمشق وزع هؤلاء لحناً بين أزقتها، ماهر خضر على آلة القانون، وميلاد خوام عازف الترومبيت، خريجا المعهد العالي للموسيقى، "وأنا على التشيللو لنظهر أن السوري سيبقى على قيد الحياة، كانت قطب مشروعنا الذي تشظى مع أجساد تحركت"، يقول باسل أبو فخر عازف التشيللو، والمؤلف الموسيقي عن تجربته في بناء "منصة الثلاثي قطب " التي لاقت نجاحاً ملفتاً على مسارح العاصمة البلجيكية بروكسل، ليعزف حكاية البداية من دمشق التي أرغمته على مغادرتها.
يشق باسل أبو فخر منذ لجوئه البلجيكي عبر آلة التشيللو طريقاً يعيده من جديد لمحور فكرته ومشروعه كما يقول ... مع عازف الأكروديون بايت ماريسPiet Maris) ) والبيانيست جان بابتيستدونفيل (Jean-Baptiste Delneuville) ليرسم ثلاثية قطبه موزعاً للألحان الكلاسيكية والموسيقى التصويرية. وفيها يأتلف بحثه الموسيقي، وينسج علاقته بالآخر بوشائج تؤسس لنجاح على مسارح مختلفة. والأمر ليس عند هؤلاء المهاجرين/ اللاجئين استكانة للظروف، بل طريقاً للعودة.

من معهد صلحي الوادي للموسيقا تخرج أبو فخر، وعزف مع فرق محلية وعالمية في دمشق ودبي، مؤلفاً العديد من القطع الموسيقية. وصل باسل إلى بروكسل، التي أنصتت له، فاعتلى مسارحها ليغدو بهذا المدى الموسيقي المتميز واللائق تجربة ناجحة في جغرافيا النزوح.
و يضيف باسل : "أطلقنا ألبومنا الأول (حطب) من تحت الحصار والقصف هناك، حيث تصلب مشروعنا الفني (قطب). غادر ميلاد إلى برلين وأنا إلى بروكسل. أمسكت أوتاري من جديد أبحث عن ألحاني وموسيقاي في مواجهة عجز اللغة والاغتراب".


قطب هي البداية، التي لا نهاية لها، سلاسة بالغة تنفذ فيها من خلال الموسيقى الى الآخر فتجد تلاشي الحواجز بينك وبينه. ليست فرقة، بل منصة مفتوحة لمن يحب أن تكون موسيقاه هادفة لذا لن تكون مرتبطة بزمان ومكان.
يتبدل العازفون وتبقى الألحان مشرعة "لكل من ينضم إلى حواملنا الجديدة ونحن نؤسس لذلك الاندماج والوحدة في الموسيقى".
يشرح أبو فخر متعة بحث المستمع عن مضمون تلاقي الآلات الثلاث " التشيللو والبيانو والأوكروديون"، التي تترك للأذن والخيال تداخل الأوتار واندماجها في ما يشبه اللمسات الدافئة التي تنبعث كالجمر من الرماد.
يعمل باسل على إنجاز مشروعه الخاص، بتحويل مساحة من منزله إلى استوديو معزول لعمل موسيقى إلكترونيك وعلى إنجاز "ريمكس" خاص بالألبوم الأول الذي أصدره بدمشق من خلال إعادة تسجيل وتوزيع بعض المقطوعات مع عازفين موجودين في سورية، وآخرين في بروكسل، للحفاظ على " العلية الحميمية " للموسيقى وتأليف نسق يحيل الألحان لجمرة دافئة تبدد ما استطاعت قسوة الغربة والابتعاد عن الأوطان وتثبت قدرة وقوة صوت الحياة التي تحاول إخمادها قذائف موت السوريين.

المساهمون