باريس سان جيرمان.. الخسائر والأرباح

باريس سان جيرمان.. الخسائر والأرباح

14 اغسطس 2017
(نيمار، تصوير: جين-سيباستين إفرارد )
+ الخط -

يفسّر فنسنت شودل، خبير الماركيتنغ الرياضي في شركة ويفستون الاستشاريّة، كيف يُمكن لباريس سان - جيرمان تحقيق أرباح كثيرة من وراء صفقة نيمار.

بعد أسابيع طويلة وشاقّة من المفاوضات، تمكّن باريس سان - جيرمان أخيرًا من حسم انتقال نيمار إلى صفوفه. دفع النادي الباريسي 222 مليون يورو ليضُمّ نجم برشلونة البرازيلي لمُدة خمسة مواسم. إنه مبلغ قياسي يحطّم صفقة انتقال اللاعب بول بوغبا إلى مانشستر يونايتد، في الصيف الماضي بقيمة 105 ملايين يورو، والتي أثارت ضجةً كبيرة. ينوي نادي باريس سان - جيرمان تحقيق أقصى استفادة مُمكِنة من هذه الصفقة الخيالية، وإثبات أن الأمر لا يتعلّق بلحظة جنون نابعة من الدوحة.

"يمتلك باريس سان - جيرمان كل الوسائل المُمكِنة لتحقيق أقصى استفادة من هذا الانتقال، الذي هو قبل أي شيء صفقة رياضيّة مُذهلة مع لاعب من طراز عالمي، إلى جانب كونه عملية اقتصاديّة من ذهب بالنسبة للنادي"، يرى فنسنت شودل، خبير الماركيتنغ الرياضي في شركة ويفستون Wavestone الاستشاريّة.

يرى الخبير أن هناك العديد من الوسائل التي يجب تفعيلها لتخفيف المبلغ الذي أنفقه النادي لإتمام الصفقة، والتخطيط لذلك يتمّ وفقًا لمُدة العقد، "حسابيًا، يجب أن نضع في ذهننا أن باريس سان - جيرمان لم يدفع 222 مليون يورو خلال عام واحد، لأنه يجب وضع هذا المبلغ في سياق مُدة التعاقد، أي الخمسة مواسم. ولا يجب إغفال أنه، إلى جانب صفقة الانتقال نفسها، يجب على النادي دفع راتب سنوي يبلغ 30 مليون يورو لنيمار".


ما هي إذن الوسائل التي يجب على النادي تفعيلها؟
إضافة تراوح بين 25 و75 مليون يورو سنويًا في عقد الشركة الرياضية

"مع دخول شركة (قطر للأعمال الاستثمارية) إلى المشهد، تحوّل باريس سان - جيرمان سريعًا إلى ناد كبير في أوروبا. تغيّر وضع النادي وحجمه، وأصبح في مصاف الكبار عالميًا، ما ترتّب عليه ازدياد الإمكانات الاقتصادية. وبفضل الشركة القطرية، ارتفعت قيمة العقد مع (نايك Nike)، الشركة الرياضية التي تمدّ نادي باريس باللوازم الرياضية، من 5 إلى 25 مليون يورو سنويًا، وقد وُقّع العقد في 2014، وكان ذلك هو سعر السوق حينئذ. أما اليوم، فالأندية الكبرى مثل برشلونة وَمانشستر يونايتد تتفاوض على قيمة عقد تراوح بين 50 و100 مليون يورو. سترتفع قيمة عقد باريس سان - جيرمان بلا شك، مع إمكانية أن ترتفع من 25 إلى 75 مليون يورو سنويًا".


رعاية القميص، زيادة تربو على 50 مليون يورو سنويًا
"عندما شارك باريس سان - جيرمان في التفاوض بشأن عقد قميصه مع Fly Emirates (شركة من دبي، مُنافسة لقطر)، ارتفعت قيمة الرعاية من 5 إلى 25 مليونا. اليوم، تتفاوض أكبر أندية العالم على عقود بقيمة تراوح بين 50 و100 مليون يورو. بالنسبة لباريس سان - جيرمان، فإن عقده سينتهي قريبًا جدًا، في عام 2018، وبالتالي فهو ينتظر أن ترتفع قيمة التعاقد الجديدة إلى نحو 50 مليون يورو".


مبيعات القميص
"إن مبيعات القميص تشكّل جزءًا من عملية الترويج والتسويق للنادي، كما أنها مصدر دخل مُهم لخزنة الأندية الكبرى (42 مليون يورو في 2016 وفقًا لصحيفة ليكيب، كما أن نادي باريس ينوي مُضاعفة هذا المبلغ بحلول عام 2020).

يُباع قميص باريس سان - جيرمان اليوم بسعر 125 يورو. ولكن مع مجيء نيمار، يُمكن أن يبيع النادي نحو مليون قميص سنويًا. وبما أن هامش ربح أي نادي يكون غالبًا 40 يورو (في القميص الواحد)، فإن باريس سان - جيرمان يمكنه أن ينتظر عشرات الملايين من اليوروهات.


مبيعات التذاكر، بضعة ملايين إضافية سنويًا
"لا أظُن أن باريس سان - جيرمان يعتمد كثيرًا على هذه النقطة، لأن (ملعب الأمراء Parc des Princes) عادةً ما يكون مُكتظًا بالجمهور (45.160 مشجّعا في مباريات البطولات، الموسم الماضي، من سعة رسميّة 47.929). بوسعنا تصوّر وجود زيادة في سعر الاشتراكات، خاصّةً على الأماكن ذات القيمة المُضافة المرتفعة للغاية بالفعل، ولكن في نهاية المطاف ستكون هذه العوائد الإضافية هامشيّة، إذ قدّرت شركة Deloitte المالية، في عام 2016، أن ملعب الأمراء يدرّ أرباحًا من التذاكر تبلغ 78 مليون يورو موسميًا. وإذا ما أقدم المسؤولون على هذه الخطوة، فإنهم سيخاطرون بخلق عداءً مع المشجّعين بهذا القرار غير الشعبي، الأمر الذي قد يضرّ بصورة النادي".


شراكة بين العلامات لجذب الجهات الراعية
"في مجال شبكات التواصل الاجتماعيّة، دخل باريس سان - جيرمان في مصاف العلامات العالميّة التي يتخطّى عدد معجبيها fans حاجز الـ30 مليونا على صفحة فيسبوك. مع مجيء نيمار سيُرسى نظام الـco-branding (وهو شراكة أو تحالف علامات بين شركات مختلفة في إطار عملية تجاريّة أو إعلانيّة). هناك أكثر من 60 مليون معجب بصفحة نيمار على فيسبوك، وبالتالي يحقّ لنا، منطقيًا، أن نفكّر في أن جزءًا كبيرًا من هؤلاء المعجبين بنيمار، سيصيرون أيضًا معجبين بباريس سان - جيرمان. فيما يخصّ العوائد، فاحتماليتها عالية، لأن بداخل كل مشجّع هناك مُستَهلِك، يُمكنك أن تخلق رابطًا بينه وبين شركائك المستقبليين عندما توقّع عقدًا جديدًا".


ارتفاع قيمة حقوق البث العالمي للدوري الفرنسيّ
"إن جان - ميشيل أولاس (رئيس نادي ليون الفرنسي) عندما يندّد بالمُنافسة غير الشريفة وبالوسائل الملتوية من طرف باريس سان - جيرمان، فهو يضطلع بدوره تمامًا، فهو في الأخير يُدافع عن مصالح ناديه. ولكن على المدى المتوسط، فإن مجيء نيمار يصب في مصلحته أيضًا؛ لأن "ملعب أوليمبيك ليون" سيكون ممتلئًا عن آخره عندما يحلّ باريس سان - جيرمان ضيفًا على ليون. كما أن ذلك الأمر سيرفع من كلفة حقوق البث العالمي لمباريات الدوري الفرنسي (Ligue 1) التي ارتفعت من 32.5 مليون يورو سنويًا إلى 80 مليونا، وفقًا للعقد الجديد الذي سيبدأ في 2018.

يُعاني دوري الدرجة الأولى الفرنسي من تأخّر كبير مُقارنةً بدوري كالبريميير ليغ Premier League (الدوري الإنكليزي الممتاز)، الأمر الذي يضرّ بتنافسيّة الأندية الفرنسيّة.

ذلك أمر مؤسف، وخاصةً أن قيمة حقوق البث في فرنسا تضمن عوائد جيدة للدوري الفرنسي. وفي هذا الإطار، يجب على الدوري الفرنسي التقدّم سريعًا، إنه سيفعل ذلك بكل تأكيد؛ لأنه عندما يبيع حقوق البث في الصين مثلًا فإنه سيقول: "نحن نقدّم مباريات يلعب فيها نيمار".

لن يكون باريس سان - جيرمان بالتأكيد طرفًا مُباشرًا في هذه المفاوضات، ولكنه سيُسهم، وحده، في رفع قيمتها الماديّة.

المساهمون