باحثون فرنسيون: خطأ مزدوج لهولاند في غزة

06 اغسطس 2014
الانتقادات تتصاعد بفرنسا بسبب انحياز هولاند لإسرائيل(فرانس برس/Getty)
+ الخط -

لم تتوقف بعد ردود الفعل السلبية تجاه موقف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، من العدوان الإسرائيلي على غزة. فقد نشرت صحيفة "ليبراسيون" في عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، رسالة مفتوحة، تنتقد فيها "الخطأ المزدوج، الذي ارتكبه هولاند بعدم الاكتفاء بالاصطفاف خلف موقف (رئيس الوزراء الاسرائيلي) بنيامين نتنياهو، ومنحه شيكاً على بياض، مع كل مخاطر ضمان جرائم الحرب، بل منع على خصومه الحقّ في التعبير عن غضبهم".

وجاءت الرسالة، التي حملت عنوان "خطأ فرانسوا هولاند المزدوج"، بعد رسالة سابقة، أرسلها مدير موقع "ميديا بارت"، والصحافي السابق في صحيفة "لوموند"، إيدوي بلونيل، إلى هولاند، أحصى فيها سبعة أخطاء سياسية، واجتماعية، وتاريخية، وفكرية، وديمقراطية، وجمهورية، ارتكبها الرئيس الفرنسي، في موقفه من حرب إسرائيل على غزة.

وتبدأ الرسالة، التي ذُيّلت بتوقيع أعضاء في "معهد البحث والدراسات المتوسطية والشرق الأوسط"، ومجلة "كونفليونس ميديتيراني"، بالتذكير بأن "موقف هولاند المتحيز لإسرائيل ضد العرب والفلسطينيين كان منتظراً، خصوصاً بعد انتشار تصريح له على موقع يوتيوب، في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، يؤكد فيه استعداده للعثور على نشيد حبّ لإسرائيل ولزعمائها".  

يعتبر الموقعون على الرسالة، بأن "دعم رئيس الجمهورية الأحادي الجانب للحكومة الإسرائيلية، التي تجمع اليمين واليمين المتطرف، يَحْرِم بلدَنا من كل ثقل في إيجاد حل للأزمة".


ويستعرضون التأثيرات السلبية لموقف هولاند على الداخل الفرنسي، إذ أن التظاهرات التي جرى الترخيص لها، مرّت بدون حوادث، على عكس التظاهرات التي لم يرخص لها.

وقد كشفت الشهادات والفيديوهات عن الطابع المصطنع لمواجهات 13 يوليو/ تموز الماضي، بالقرب من الكنيس اليهودي في شارع لاروكيت، بسبب استفزاز "رابطة الدفاع اليهودي".

وتشير الرسالة إلى أن "ما حدث من اصطدامات وعنف في كثير من التظاهرات، لا يشبه البوغرومات (الهجمات المنظمة على اليهود في الحرب الكونية الثانية)، كما ادّعى، كذباً، رئيس المجلس التمثيلي لليهود الفرنسيين، روجيه كيكيرمان". إضافة إلى أن "كل التحقيقات السوسيولوجية تكشف الطابع الهامشي لظاهرة معاداة السامية في بلدنا".

ويوضح الموقعون أن "الصُّوَر اليومية لمدنيي غزة الذين قتلتهم القنابل الإسرائيلية  تغذي الغضب، وبصفة خاصة، بين الشباب المنحدر من الهجرة".

كما أن دفاع مسؤولي "المجلس التمثيلي لليهود الفرنسيين"، المدافع عن الحرب الإسرائيلية، تُمتّن الاتحاد بين الإسرائيليين واليهود. كما أن موقف السلطات الفرنسية يمنح مصداقية للأطروحة القائلة بوجود "لوبي" قادر على التأثير على السياسة الفرنسية.

وتطالب الرسالة منشّطي ومنظّمي حركة "التضامن مع فلسطين" بتعزيز اليقظة تجاه كل أشكال العنصرية والعداء للسامية، وأن يعملوا على إفشال كل إثارة واستفزاز.

وتخلص الرسالة إلى أن "فرنسا، باعتبارها مُوقِّعة على معاهدة جنيف الرابعة، يجب عليها فرض الضغوط على إسرائيل، كي تسحب فوراً جنودها من القطاع، وتوقف القصف وترفع الحصار، وتطبّق قرارات الأمم المتحدة". 

ويطالب الموقعون، ومن بينهم بول بالطا، ودومينيك فيدال، وفائزة زواري، وبيار بلان، وغيرهم، السلطة الفرنسية بـ"العودة إلى السياسة القائمة على القانون الدولي، لأن غزة، من الناحية القانونية، لا تزال أرضاً محتلة، وإسرائيل مسؤولة عن الأمن وعن إيصال المساعدات إلى سكانها، وهو واجب انتهكته إسرائيل بسبب الحصار".

المساهمون