باتيستوتا(نجم صنع نفسه 4)...ثق بي يا كارلوس سأنتصر..لن أفشل

24 يوليو 2015
باتيستوتا والمرحلة الرابعة من مسيرته (العربي الجديد)
+ الخط -

يصعب دائما على أي لاعب دافع عن قميص ريفر بليت وانتقل لبوكا جونيورز اكتساب حب جماهير ذلك الأخير، إنها حالات قليلة للغاية التي يحدث فيها هذا الأمر، غير أن "باتيغول" تمكن من تحقيق هذه المعادلة الصعبة ولكن قبل هذا توجب عليه مجابهة العديد من الصعوبات.

أولى هذه الصعوبات تمثلت في عملية الانتقال نفسها والتي بالمناسبة لم تكن تتعلق به وحده في الأساس، الرجل الذي يعرف أسرار هذه العملية هو كارلوس هيلير الذي كان يشغل منصب رئيس لجنة كرة القدم ونائب رئيس بوكا جونيورز في تلك الفترة.

كان بوكا يبحث عن رأس حربة وتوجب على المدير الفني حينها كارلوس أيمار الاختيار بين ثلاثة مهاجمين عرضتهم عليه لجنة الكرة هم المخضرم إستيبان غونزاليس وآرييل بولدريني الذي كان من ضمن المواهب الصاعدة وباتيستوتا.

وقع الاختيار على باتيستوتا بفضل الدور الذي لعبه وكيله حينها سيتيميو ألويسيو، رجل الأعمال الذي كان يحظى بثقة النادي بسبب العمليات الناجحة التي أبرمها حيث كان مردود لاعبيه دائما جيدا للغاية، كما لو كان يمتلك حاسة سادسة كروية من نوع خاص.

أقنع ألويسيو إدارة بوكا بأن السبب وراء عدم تقديم باتيستوتا مستوى متميزا مع ريفر كان نتيجة ظلم تعرض له وحرمه من الحصول على فرصة كاملة، ليتخذ هيلير وأيمار قرارهما باختيار باتيستوتا.

يشرح هيلير كواليس الصفقة بقوله "حينما وقع الاختيار عليه ذهبنا لألويسيو، كان هو من يدير العملية لكونه ممثله، وإذا لم تخنّي الذاكرة اشترينا نصف حقوق باتيستوتا بـ 180 ألف دولار، هذا الأمر كان في 1990، عملية شراء باتيستوتا كانت في الأساس تشكل جزءا من ضمن مفاوضات مع فيورنتينا بخصوص أحد اللاعبين الذين كان يمثلهم ألويسيو".

لم يكن لدى مجلس إدارة النادي اهتمام حقيقي في ذلك الوقت بباتيستوتا ذاته، لدرجة أن أحد أعضاء مجلس الإدارة ويدعى ريكاردو بيريز قال أثناء عرض هيلير الصفقة عليهم "أنا أوافق على كل شيء، ولكن ألم يكن من الممكن أن يعطينا أليوسيو الـ 80 ألف دولار ويحتفظ بباتيستوتا؟

تحول هذا السؤال في وقت لاحق بعدما أثبت "باتيغول" نفسه لأحد أشكال المزاح والسخرية من بيريز بسبب ربما "غياب" الرؤية لديه، وهو الأمر الذي لا يمكن تطبيقه على حالة هيلير وأيمار.

يقول هيلير "في النهاية انتقل باتيستوتا لبوكا ولكن خلال أيامه الأولى في النادي لم يكن موفقا، ربما لأنه لم يكن قد تأقلم بعد أو أن أيمار كان يدفع به في مراكز لا يشعر فيها بالراحة، الحقيقة لا أعرف، لقد لعب مع أيمار ستة أشهر حتى انتهى تعاقد المدرب، لم يكن مردوده جيدا وجلس على الدكة، لم يتمكن من تسخين محركه بصورة كافية من أجل الانطلاق".

كانت هذه الأيام صعبة للغاية على باتيستوتا الذي كان يعيش في شقة أجرها له النادي في حي بلغرانو، حيث كان هيلير يصطحبه بنفسه في سيارته إلى المنزل بعد المباريات، العلاقة بين الطرفين كانت وثيقة والاتصال لا ينقطع بين الإدارة واللاعبين.

يضيف هيلير "أتذكر أنه أثناء عودتنا في السيارة بعد المباريات التي لم تسر فيها الأمور مع باتيستوتا بشكل جيد أو تلك التي شارك فيها لدقائق قليلة أو ربما أهدر الكثير من الأهداف، كانت هنالك عبارة واحدة يكررها (ثق يي يا كارلوس، سترى، سأنتصر، ولن أفشل)"، وتقع أجواء هذه القصة المتكررة في عام 1990، تلك الفترة التي لم يكن فيها باتيستوتا قد أظهر أي شيء بعد ولكنه كان مؤمنا بأن مجهوده سيوصله إلى حيث يريد.

دلالات