22 ابريل 2020
باب عمر باشا (6/9)
باب عمر باشا (6/9)
كاتب مصري مقيم في أميركا
ذهب حسين إلى مسكنه وارتمى على سريره وهو يجهش بالبكاء، وبقي على تلك الحال حتى الصباح التالي..
انتظر حسين بوجه متورم وعينين محمرتين من سهر الليلة الماضية على باب العمارة، كي يرى إلينا وهي تركب سيارة المدرسة ويلقي عليها تحية الصباح..
ظهرت إلينا عند الباب جميلة أنيقة، لكن عينيها الساحرتين محمرتان متورمتان. حاول حسين أن يقول لها "نهارك سعيد"، لكنها لم تلتفت إليه وقفزت بخفة إلى سيارة المدرسة. رأى حسين زميلاتها ينظرن إليها في السيارة، وإليه على باب العمارة، وقد بهتت مشاريع ابتسامات على وجهوهن الجميلة.
كل صباح، ينتظر حسين عند باب العمارة لكي يقول "نهارك سعيد إلينا"، لكن إلينا استمرت فى تجاهله ولم تمنحه أي فرصة لتحيتها.
وفي صباح "خماسيني" مكفهر، وجد حسين إلينا أمامه!
إلينا: نهارك سعيد حسين.
حسين متعلثماً بقلب يكاد يتوقف من شدة الانقباض لكنها دقات الفرح والحب والهيام: نهارك سعيد إلينا. وقبل أن يكمل حسين كلامه وجد في كفه خطابا منها. وطارت مثل الفراشة إلى سيارة المدرسة. نظر حسين إلى الخطاب وقرأه كاملا في لمح البصر. هو ليس خطابا، إنه تلغراف من ثلاث أسطر يعلن وفاة حسين!
"عزيزى حسين كفى عذاباً لي ولك. انتظارك لي كل صباح هو كل العذاب والحرمان. فأنت لا تعرف مدى عذابي وأنا أراك كل صباح، وأنا ممتنعة من النظر إليك أو التحدث معك. لو سمحت بحق يوم الحب الجميل والوحيد الذي قضيناه سويا مع عبد الحليم ولبنى، لا تنتظرني في الصباح، فهذا يؤلمني ويسبب لي مشاكل مع زميلاتى في المدرسة".
قرر حسين أن يمنع نفسه من انتظارها كل صباح احتراما للجوار، واحتراما للحب السامي الذي يكنه لها. لكنه قرر أن ينظر إليها من الشرفة عندما تركب سيارة المدرسة!.
أثناء حصة التاريخ طرق باب الفصل ودخل وكيل ناظر المدرسة، وأعطى المدرس ورقة صغيرة قرأها بسرعة، ثم نادى على حسين محفوظ، وقال له: حسين عليك بأخذ حقيبة كتبك والذهاب لمكتب الناظر. وقف حسين مذهولاً خائفاً..
المدرس بتودد: لا تخف يا حسين، لا توجد أي مشاكل.. لا تخف.
حسين: خيرا إن شاء الله.
عنما وصل مكتب الناظر، فوجئ حسين بوجود أبيه! نظر حسين إلى الناظر مرعوبا.. فقال له الناظر: عليك الذهاب مع السيد والدك، فقد طلب لك إجازة لمدة أسبوع، وأنا وافقت عليها.
للقصة بقية..