اَلْوَحْدَةُ الْعَرَبِيَةُ
عبد الهادي روضي (المغرب)
شكلت المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج، ومن النهر إلى البحر، منذ تاريخنا الضارب في القدم، أرضاً للتعايش والحوار والوحدة بين شعوبها أفراداً وجماعات، ولعل في دعم ملوك المغرب، تمثيلاً لا حصراً، للنضال والثورة الجزائرية بزعامة الشيخ عبد القادر، ما يؤكد قمة الارتباط، قمةً وقاعدة، مع المصير المشترك لأرضنا وشعوبنا العربية، والأمثلة كثيرة ومتعدّدة لا يتسع المكان لاستعادتها، والتمثيل لها.
غير أنّ هذه الصورة سرعان ما انمحت تحت مخلّفات الاستعمار الغاشم، وضيق الرؤى التي حكمت سياسة بعض الدول الخارجية، إما بسبب ترجيح المصالح الشخصية، أو نتيجة أوضاعها الداخلية الصعبة، أو غياب الحس بقواسم مشتركة يجمعها التاريخ واللغة والدين، والجغرافيا، ما أفضى إلى انصهار عرى الوحدة والمصير الموّحد، وهيمنة النظرة السياسية الواحدة الضيّقة، ذات المصالح النفعية، في وقت نحن في مسيس الحاجة إلى إرساء لبنات وحدة عربية لها من الإمكانات البشرية والطبيعية والعقائدية ما يجعلها أكثر قدرة وقابلية للتحقّق.
ما تعيشه العلاقات السياسية بين المغرب والجزائر، يكاد ينطبق على علاقات إيران بالإمارات العربية المتحدة فيما يخص نزاعهما الإقليمي حول بعض الجزر، ناهيك عن الصراع الإيراني السعودي، من جهة، وعلاقات العراق بالكويت المتذبذبة من جهة أخرى، والسودان بمصر، وتتعدّد الأمثلة، ويتسع الشرخ والتشظي العربي، والنتيجة أمة عربية متهالكة، ومتصدّعة، تستغل شروخها وتصدعاتها وتفكّكها القوى الغربية، التي تواصل مسلسل إغراق المناطق العربية في سيل عرمرم من الحقد، والغليان، والمناوشات، ويدفع ملوكها ورؤساؤها إلى إنفاق أموال باهظة واستثمارها في الأسلحة، بدل توجيهها إلى مجالات أكثر أهمية كالصحة والتعليم، ودعم المشاريع الإنمائية، وتقليص هوامش الفقر المتنامية، والحد من الهجرة السرية التي يذهب ضحيتها يومياً كثير من الأبرياء، ضحايا التفرقة التي أرساها الاحتلال الأجنبي، وغذّاها أولياء أمورنا مع الأسف. ونتيجة ذلك، لم تخرج الدول العربية إلى اليوم من جهادها الأصغر حيث مواجهة الاحتلال، إلى الجهاد الأكبر، حيث يتحقّق بناء المجتمعات العربية على مختلف مناحي الحياة، وإنما بقيت أسيرة إملاءات السياسات الغربية التي يقودها صندوق البنك الدولي، خاضعةً ومستلبة الحقوق والهوية والخيرات الطبيعية.
غير أنّ هذه الصورة سرعان ما انمحت تحت مخلّفات الاستعمار الغاشم، وضيق الرؤى التي حكمت سياسة بعض الدول الخارجية، إما بسبب ترجيح المصالح الشخصية، أو نتيجة أوضاعها الداخلية الصعبة، أو غياب الحس بقواسم مشتركة يجمعها التاريخ واللغة والدين، والجغرافيا، ما أفضى إلى انصهار عرى الوحدة والمصير الموّحد، وهيمنة النظرة السياسية الواحدة الضيّقة، ذات المصالح النفعية، في وقت نحن في مسيس الحاجة إلى إرساء لبنات وحدة عربية لها من الإمكانات البشرية والطبيعية والعقائدية ما يجعلها أكثر قدرة وقابلية للتحقّق.
ما تعيشه العلاقات السياسية بين المغرب والجزائر، يكاد ينطبق على علاقات إيران بالإمارات العربية المتحدة فيما يخص نزاعهما الإقليمي حول بعض الجزر، ناهيك عن الصراع الإيراني السعودي، من جهة، وعلاقات العراق بالكويت المتذبذبة من جهة أخرى، والسودان بمصر، وتتعدّد الأمثلة، ويتسع الشرخ والتشظي العربي، والنتيجة أمة عربية متهالكة، ومتصدّعة، تستغل شروخها وتصدعاتها وتفكّكها القوى الغربية، التي تواصل مسلسل إغراق المناطق العربية في سيل عرمرم من الحقد، والغليان، والمناوشات، ويدفع ملوكها ورؤساؤها إلى إنفاق أموال باهظة واستثمارها في الأسلحة، بدل توجيهها إلى مجالات أكثر أهمية كالصحة والتعليم، ودعم المشاريع الإنمائية، وتقليص هوامش الفقر المتنامية، والحد من الهجرة السرية التي يذهب ضحيتها يومياً كثير من الأبرياء، ضحايا التفرقة التي أرساها الاحتلال الأجنبي، وغذّاها أولياء أمورنا مع الأسف. ونتيجة ذلك، لم تخرج الدول العربية إلى اليوم من جهادها الأصغر حيث مواجهة الاحتلال، إلى الجهاد الأكبر، حيث يتحقّق بناء المجتمعات العربية على مختلف مناحي الحياة، وإنما بقيت أسيرة إملاءات السياسات الغربية التي يقودها صندوق البنك الدولي، خاضعةً ومستلبة الحقوق والهوية والخيرات الطبيعية.