انكماش قياسي لاقتصاد منطقة اليورو في الربع الثاني من 2020

31 يوليو 2020
+ الخط -

سجل اقتصاد منطقة اليورو أكبر انكماش على الإطلاق في الربع الثاني من العام الجاري، بينما ارتفع التضخم على نحو غير متوقع، في يوليو/ تموز، حيث انكمش الناتج المحلي الإجمالي في منطقة العملة الموحدة، التي تضم 19 دولة، بنسبة 12.1% مقارنة بالربع السابق، وفقاً لبيانات أولية صادرة اليوم الجمعة.

وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي "يوروستات"، في تقديرات مبدئية، إنه في الأشهر من إبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران، انكمش الناتج المحلي الإجمالي 12.1% مقارنة بالربع السابق، ليتزامن أكبر انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي، منذ بدأت السلسلة الزمنية في 1995، مع إجراءات العزل العام التي فُرضت لاحتواء جائحة "كوفيد-19"، والتي بدأ تخفيفها في الكثير من دول منطقة اليورو، اعتباراً من مايو/ أيار فقط.

والانكماش يزيد قليلاً عن توقعات السوق بتراجع 12.1%، ويأتي بعد هبوط الناتج المحلي 3.6% في الربع الأول من العام.

التضخم

إلى ذلك، واصل التضخم اتجاهه الصعودي، متحدياً توقعات بالتباطؤ، مما يدعم توقعات البنك المركزي الأوروبي بأنه ربما يجري تجنب تسجيل قراءات سلبية للتضخم.

وقال "يوروستات" إنّ أسعار المستهلكين في التكتل ارتفعت 0.4% على أساس سنوي في يوليو/ تموز، من 0.3% في يونيو/ حزيران، و0.1% في مايو/ أيار.

وكان خبراء اقتصاد، استطلعت "رويترز" آراءهم، توقعوا ارتفاع الأسعار 0.2% في يوليو/ تموز.

كما تسارعت ضغوط الأسعار الأساسية. وتظهر البيانات المبدئية لـ"يوروستات" أنه باستثناء أسعار الأغذية والطاقة المتقلبة، وهو مقياس رئيسي يتابعه البنك المركزي الأوروبي، ارتفع التضخم 1.3% من 1.1% في يونيو/ حزيران. وقفز مؤشر أضيق نطاقاً، يستبعد أسعار المشروبات الكحولية والتبغ، إلى 1.2% من 0.8% في يونيو/ حزيران.

أداء الأسهم

وفي أسواق المال، استقرت الأسهم الأوروبية إلى حد كبير، اليوم الجمعة، بعد أن وازنت تحديثات مشجعة لأرباح "نوكيا"، و"بي.إن.بي باريبا"، وشركات أخرى، المخاوف بشأن تعافي الاقتصاد العالمي مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أنحاء العالم.

ويتجه مؤشر ستوكس 600 الأوروبي صوب اختتام الشهر بأداء مستقر إلى منخفض، بعد أن دفعت بيانات اقتصادية ضعيفة ومخاوف إزاء الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام الجاري المؤشر صوب أدنى مستوى في شهر، أمس الخميس.

وضغطت المخاوف بشأن زيادة جديدة في الإصابات بـ"كوفيد-19" في أوروبا على السوق، فيما نزلت الأسهم المدرجة في باريس على الرغم من أنّ بيانات أظهرت أن الاقتصاد الفرنسي انكمش بوتيرة تقل عن المتوقع في الربع الثاني.

وفي تحركات مدفوعة بالأرباح، قفز سهم "نوكيا" الفنلندية لصناعة معدات شبكات الاتصالات 10.6%، ليتصدر مؤشر ستوكس 600، إذ أعلنت الشركة عن ارتفاع غير متوقع في الأرباح الأساسية.

وتصدرت أسهم التكنولوجيا قائمة الرابحين، وارتفعت 1.6%، بعد أن أعلنت شركات التكنولوجيا العملاقة في وول ستريت "آبل" و"أمازون" و"فيسبوك" عن نتائج تفوق التوقعات، أمس الخميس.

وزاد سهم "بي.إن.بي باريبا" 3.9%، بعد أن حقق البنك أرباحاً فصلية تفوق التوقعات، بدعم من ارتفاع تداول أدوات الدخل الثابت وطلب قوي على تمويل الشركات.

بورصة لندن

وفي العاصمة البريطانية، قالت بورصة لندن للأوراق المالية، اليوم الجمعة، إنها ربما تبيع كل أو جزءاً من "بورصا إيطاليانا" للمساعدة في إتمام صفقتها للاستحواذ على "رفينيتيف" بقيمة 27 مليار دولار، في خطوة قد تطلق حرب عروض بين بورصات أوروبا على أصول ميلانو.

وقالت الشركة المشغلة لبورصة لندن إنها بدأت "مباحثات استكشافية" قد تسفر عن بيع "إم.تي.إس"، منصة تداول السندات التابعة لـ"بورصا إيطاليانا"، أو ذراعها الإيطالية بالكامل.

وأعلنت بورصة لندن عن الاستحواذ المقترح على "رفينيتيف" في العام الماضي، وهو ما سيوسع أنشطتها للتداول ويجعلها موزعاً ومصدراً رئيسياً لبيانات السوق، وهو قطاع مربح وسريع النمو، كما سيجعل منها منافساً لـ"بلومبيرغ".

وتراجع الهيئات التنظيمية المعنية بمكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي الصفقة، وعبرت عن مخاوف، في يونيو/ حزيران، بشأن الحصة السوقية الكبيرة المجمعة للشركة في تداول سندات الحكومات الأوروبية، بسبب أن منصة التداول التابعة لـ"إم.تي.إس" و"تريد ويب" التابعة لـ"رفينيتيف"، تحتلان مكانة بارزة في السوق بالفعل.

وقال ديفيد شويمر، رئيس بورصة لندن، للصحافيين، إنه قد تكون هناك "فوائد محتملة" من بيع مجموعة البورصة الإيطالية كحزمة بدلاً من فصل "إم.تي.إس".

واشترت بورصة لندن "بورصا إيطاليانا" مقابل 1.6 مليار يورو (1.9 مليار دولار) في 2007. وقال شويمر "نواصل حوارنا مع المفوضية الأوروبية، وأقول إن الحوار بناء جداً".

وقالت بورصة لندن، التي أعلنت عن ارتفاع أرباح النصف الأول، اليوم الجمعة، إنها تتوقع حالياً إتمام صفقة "رفينيتيف" بحلول أوائل 2021، مشيرة إلى إطار زمني محتمل أطول مقارنة مع نهاية 2020، وفقاً لما أشارت إليه في السابق.

وفيما امتنعت "رفينيتيف" المملوكة بنسبة 45% لـ"تومسون رويترز"، وهي الشركة الأم لوكالة "رويترز"، عن التعليق، قالت بورصة لندن إنها ترى تقدماً جيداً في ما يتعلق بموافقات الهيئات التنظيمية المعنية بالاستثمار الأجنبي ومكافحة الاحتكار وأمور أخرى حيال صفقة "رفينيتيف"، وإنّ التخطيط للتكامل "يتطور على نحو جيد".

المساهمون