Skip to main content
انقطاع الكهرباء يهدّد الأطفال مرضى الكلى بغزة
علاء الحلو ــ غزة
أطفال غزة المرضى يعانون من انقطاع الكهرباء (العربي الجديد)

تجلس أمّ يوسف الحاج إلى جانب سرير أبيض في "مستشفى عبد العزيز الرنتيسي" في مدينة غزة، تتأمل طفلها الرضيع يحيى المصاب بالفشل الكلوي والكبد، وقد شُبِكت في جسده الصغير أنابيب موصولة بجهاز غسيل الكلى الذي يعينه على الاستمرار في التقاط أنفاسه.

يعتمد يحيى ومرضى الكلى في غزة من الأطفال بشكل أساسي على جهاز غسيل الكلى، ويخشى أهالي الأطفال من توقف تلك الأجهزة مع كل أزمة كهرباء تلوح في أفق القطاع المحاصر.

تقول أم يوسف لـ"العربي الجديد": "ابني يحيى (6 شهور) يعاني من فشل كلوي منذ ولادته، ويعاني كذلك من مشكلة في الكبد، ويعتمد على غسيل الكلى بشكل يومي، وشدد الأطباء على ضرورة أن يصبح وزنه 10 كيلوغرامات، كي أتمكن من مغادرة القطاع من أجل عَمَل الفحوصات اللازمة وإجراء جراحة زراعة تنهي معاناته".
وتضيف: "حتى ذلك الوقت نعتمد على غسيل الكلى الذي يبقي طفلي حياً، وأشعر بالقلق عندما أسمع عن أزمة الكهرباء لأن حياة ابني متعلقة بتلك الأجهزة، وكذلك حياة بقية الأطفال، وجميع الذين يعانون من أمراض تحتاج إلى أجهزة"، موضحة أن تأخرها ليوم واحد عن غسيل الكلى لطفلها يزيد من تدهور حالته الصحية ويعرضه للخطر.

إلى جانب سرير يحيى، يرقد الطفل تيسير أبو عرمانة الذي يصرخ من ألمه أثناء غسيل الكلى، ويقول والده فريد لـ"العربي الجديد": قبل خمس سنوات كانت الكلى عند ابني مضطربة. الآن توقفت بشكل كامل، وأصبح يعتمد على الغسيل بشكل كامل كل يومين".
ويضيف: "يرى ابني الموت كل يوم. يصرخ بشدة فور بدء عمل ماكينة غسيل الكلى. أنا قلق جداً عليه، ويزيد قلقي عندما تتفاقم أزمة الكهرباء، على الرغم من الاهتمام الكبير بالأجهزة واعتبارها أولوية". ويطالب أبو عرمانة المسؤولين الاهتمام بالأطفال المرضى وزراعة كلى لهم.

إلى اليسار من سرير تيسير يعلو صراخ الطفل أحمد، الذي يشرح والده محمد شبير حالته الصحية لـ"العربي الجديد" كالتالي: "نحن من سكان مدينة خان يونس، يأتي الإسعاف كل يومين لينقل طفلي للمستشفى لإجراء غسيل الكلى، ويمكث ولدي على الجهاز لمدة أربع ساعات في كل مرة".

يتابع شبير حديثه وعيناه تراقبان ألم طفله وحركاته: "لم يتمكن الإسعاف من الوصول إلينا في بعض الأيام نتيجة نقص الوقود اللازم لتشغيل المركبات. اضطررنا حينها للوصول إلى المستشفى بأي طريقة. نشعر بالقلق لأن الوقود هو عصب الحياة في غزة، وكذلك عصب حياة أطفالنا في المستشفيات".

بدوره، يقول رئيس قسم غسيل الكلى للأطفال في مستشفى الرنتيسي، سليم شتات، إن القسم بدون كهرباء "لا يعمل"، مشيراً إلى أنه "عندما ينقطع التيار الكهربائي يتم تشغيل الأجهزة عبر المولدات الكهربائية، على الرغم من أن جودة العمل بها لا يضاهي العمل عن طريق الكهرباء الأساسية".

ويلفت شتات في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "القلق الحقيقي يبدأ في حال انقطاع الوقود وتوقف دخوله إلى غزة"، مضيفاً: "حتى اللحظة لا أشعر بقلق، ولكن انعدام البدائل سيؤثر بشكل خطير على صحة الأطفال، وعلى الأجهزة الخاصة بمتابعتهم، إضافة إلى التأثير على سيارات الإسعاف التي تقلّهم من بيوتهم، خاصة وأن تأخّر الأطفال عن موعد جلساتهم العلاجية يؤثر بشكل مباشر على حياتهم".

وتعاني مستشفيات وزارة الصحة ومرافقها الحيويّة نقصاً حاداً في كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائيّة التعويضيّة فيها، إذ لم يتبقّ لديها سوى عشرين بالمئة من مخزون مولداتها الكهربائيّة، التي تستنزف ما يزيد على 240 ألف ليتر من السولار شهرياً، بمعدل ثمانية آلاف ليتر كل يوم.