انفصام يمني

انفصام يمني

03 ابريل 2015
ديانا حلبي / لبنان
+ الخط -

ليس غريباً أن يحمل المليشيوي القنابل ليلقيها على الآمنين، فهو حين يفعل يكون متّسقاً مع فكرة العُنف التي يؤمن بها. الغريب أن يتماهى الشّاعر أو المثقف مع حالة العنف تلك، وهي تبثّ الموت في المُدن وتُوقع الدّمار، يمجّدها ويدافع عنها بالكتابة والشِّعر وبالأساليب نفسها التي كان يكتب بها عن الحُب والحرية.

ينقلب شعراء يمنيون من مشاريع إنسانية كانوا يمثلونها في الشعر، إلى مجرد أدوات تُشكِّلها عقلية بدائية كما تشاء في سياق مشروع مُتخلّف يغدق بالكراهية والتعصّب، علّه يُرى بعين الرضا.

ما يحدث في الساحة الثقافية يعدّ انفصاماً، دوافعه غالباً طائفية أو نفعية، نقلت هذه الحالة من أقصى الانفتاح إلى أقصى التطرف، لكن يظلّ موقف السواد الأعظم من أدباء اليمن ومثقفيه مناقضاً للحالة الطارئة التي تجبر الناس على اتَّبَاع ما جاءت به، وتمارس إرهاباً في حق مَن يقول لا في وجه نعم.

تعزِّز هذا الانفصام مساحة حُرية يعيشها المثقف المنتمي إلى جهة ما، بينما هي محظورة على غيره في الضفة المخالفة؛ حرية ترتبط برضا قوةٍ وإرضائها بالولاء والتماهي مع مشروعها. تلك حريَّة منقوصة وقابلة للاسترداد في أي لحظة. حُريَّة لا تتّسعُ إلا لعبوديتها.

(صنعاء)

دلالات

المساهمون