انطلاق الحوار الليبي في بوزنيقة المغربية وسط تفاؤل بحل الأزمة

انطلاق الحوار الليبي في بوزنيقة المغربية وسط تفاؤل بحل الأزمة

06 سبتمبر 2020
أولى جلسات الحوار اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -

انطلقت، مساء الأحد، في أحد فنادق مدينة بوزنيقة المغربية (جنوب الرباط)، أولى جلسات الحوار الليبي، الذي سيمتدّ على يومين، برعاية الأمم المتحدة واحتضان مغربي لافت، وذلك وسط تفاؤل بإمكانية إحداث اختراق في جدار الأزمة التي دخلت عامها التاسع.

وقال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في الجلسة الافتتاحية للحوار الليبي التي عرفت حضور 9 ممثلين عن  برلمان طبرق، و4 ممثلين عن المجلس الأعلى للدولة الليبي، إنه "لا أجندة للمغرب سوى الأجندة الليبية، ولا مصلحة له إلا المصلحة الليبية العليا، ولا مقترح إلا ما يتوافق عليه الليبيون"، مشيراً إلى أن "المغرب تحذوه الرغبة الصادقة والطموح المتجدد لخدمة ليبيا والوقوف إلى جانب أبنائها ومؤازرتهم".

وأوضح بوريطة، في الجلسة الافتتاحية التي عرفت مشاركة وفدي برلمان طبرق برئاسة يوسف العقوري، والمجلس الأعلى للدولة الليبي الذي يقوده عبد السلام الصفراوي، أن المغرب لم يغير مواقفه بحسب التطورات، معتبراً أنه "منذ اتفاق الصخيرات الموقع في 2015  حدثت تطورات كثيرة مهمة، كما كشفت الأيام أن مقتضيات تم تجاوزها وتحتاج إلى تحيين وتطوير".

كان لافتاً استعانة وزير الخارجية المغربي بمقولة لرمز المقاومة الليبية للاحتلال الإيطالي، عمر المختار، مفادها بأن "التردد أكبر عقبة في طريق النجاح"

وفي سياق البحث عن حلّ الأزمة الليبية، اعتبر بوريطة أن مبادرة عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق، وخالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، بإمكانها أن تعطي أرضية للسير نحو حل للأزمة الليبية، لافتاً إلى أن "الشعب الليبي يحتاج  إلى سماع أخبار طيبة"، وأن "بإمكان المشاركين في الحوار المنعقد بمدينة بوزنيقة أن يزفّوا لليبيا أخباراً سارّة حول مستقبلها".

وكان لافتاً استعانة وزير الخارجية المغربي بمقولة لرمز المقاومة الليبية للاحتلال الإيطالي، عمر المختار، مفادها بأن "التردد أكبر عقبة في طريق النجاح"، لدفع الفرقاء الليبيين للسير في اتجاه الخروج من الأزمة، ومن معادلة المنتصر والمنهزم، ومن منطق أن أي مكسب لأحد الأطراف هو إضعاف للطرف الآخر، لافتاً إلى أنه لديه الثقة الكاملة بتحقيق ذلك.

إلى ذلك، قال ممثل وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي إن "المجلس الأعلى ومجلس النواب بطبرق يلتزمان بمسؤولية للإسراع بإيجاد حل، وتجنب الانقسام ونشوب حرب جديدة"، مضيفاً، خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية:" "نتطلع في اللقاء إلى كسر حالة الجمود واستئناف العملية السياسية".

وفي الوقت الذي أشاد فيه الصفراوي بـ"الدور الإيجابي للمغرب إلى جانب جهود دول أخرى (لم يسمّها)"، أعرب المسؤول الليبي عن أمله أن "تكون اللقاءات التي تجري في مدينة بوزنيقة المغربية بنّاءة مع  مجلس النواب من أجل التوصل إلى توافق سياسي سلمي".

ويأتي ذلك، في ظل أجواء تفاؤل بإمكانية أن تدفع  جلسات الحوار الليبي، التي تُعقد غير بعيد عن مدينة الصخيرات التي احتضنت مفاوضات انتهت بالتوقيع على الاتفاق السياسي في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، في اتجاه التوصل إلى حل للأزمة عبر بحث ممثلي برلمان طبرق مع نظرائهم في المجلس الأعلى للدولة الليبي، كيفية تقاسم السلطة من خلال إعادة تشكيل المجلس الرئاسي وتوحيد الحكومة.

وكانت العاصمة المغربية الرباط قد عرفت، في 27 يوليو/ تموز الماضي، حراكاً ليبياً من خلال مباحثات جمعت كلّاً من عقيلة صالح، رئيس مجلس نواب طبرق، وخالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، مع كل من الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب المغربي، وحكيم بنشماس، رئيس مجلس المستشارين، وناصر بوريطة، وزير الخارجية.

وفي 8 يونيو/ حزيران الماضي، قال وزير الخارجية المغربي، خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية عُقدت لمناقشة تطورات الوضع في ليبيا، إنّ "اتفاق الصخيرات ليس مثالياً، لكن لا يوجد بديل ملائم على الطاولة، ويجب تعديل مقتضياته وتحيينها من قبل الأشقاء الليبيين"، معتبراً أنّ "بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) تظل أداة مهمة ينبغي تعزيزها وإعادة هيكلتها".

المساهمون