انتخاب ترامب يربك قمة المناخ في المغرب

انتخاب ترامب يربك قمة المناخ في المغرب

10 نوفمبر 2016
فوز ترامب قد يعرقل جهوداً لكبح التلوث (Getty)
+ الخط -
تواجه قمة المناخ التي من المقرر أن تعقد في مراكش عقبة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
ويحبس المشرفون على القمة أنفاسهم ترقباً لما سيصدرعن الرئيس الجديد من موقف مغاير للتصريحات العدائية لمؤتمر خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي عقدته دول العالم في باريس.
وكان ترامب قد أظهر عداءً صارخاً لمقررات القمة، وقال إنه سيمضي قدماً في دعم صناعات الفحم الحجري والنفط التقليدي والنفط الصخري خلال حملته الانتخابية.
وبالتالي لم يمر انتخاب دونالد ترامب برداً وسلاماً على القائمين على قمة المناخ التي تشهدها مدينة مراكش بالمغرب، فقد أربكت رئاسة المؤتمر التي اختارت التريث، طيلة أول أمس الأربعاء، قبل التعبير عن موقف من نتائج الانتخابات الأميركية.
وألغى رئيس القمة، وزير الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار، الندوة الصحافية اليومية.
ورشحت أنباء في الرباط تفيد بأن الإلغاء جاء في انتظار تكوين موقف حول انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، حيث إن ترامب لا ينظر بعين الرضى إلى اتفاق باريس الذي يريد خفض انبعاثات الغازات وتلقيص درجات الحرارة إلى ما دون درجتين عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. وانتظر مزوار لغاية مساء أول أمس، الأربعاء، كي يدلي بتصريح رسمي يؤكد فيه أن جميع الأطراف ستحترم التزاماتها وستمضي في الاتجاه نفسه في إطار جهد جماعي ومطرد.
وحرص باعتباره رئيسا للدورة 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ، على تهنئة دونالد ترامب، معبّراً عن اقتناعه بأنه بعد دخول اتفاق باريس حيّز التنفيذ فإن "جميع البلدان والفاعلين غير الحكوميين، يضطلعون بمسؤولية جماعية لمواصلة التقدم الكبير الذي أنجز حتى الآن".
واعتبر التصريح الذي أدلى به صلاح الدين مزوار، رسالة موجهة إلى ترامب الذي سبق له أن عبّر عن نيته في التراجع عن اتفاقية باريس التي ترمي إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقبل ذلك صرح الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، أول أمس الأربعاء، عن تطلعه إلى أن يساعد ترامب المنظمة في سعيها لتقليل ظاهرة الاحتباس الحراري وتعزيز حقوق الإنسان. وشدد على أن العالم ينتظر من الولايات المتحدة أن تستخدم قوتها الهائلة للعمل من أجل الصالح العام.

وكان ترامب اعتبر أن الحديث عن التغير المناخي لا يعدو أن يكون خدعة، معبراً عن اعتزامه تشجيع صناعة الوقود الأحفوري ببلده، وهو موقف يثير القلق بين دول تعتقد أن تراجعه عن اتفاق باريس قد يشجع بلدانا أخرى على حذو حذوه.
وكانت الولايات المتحدة صادقت على اتفاقية باريس التي بلورت في يناير/ كانون الثاني 2015، خلال قمة المناخ الواحدة والعشرين، حيث ساعدت تلك المصادقة على تشجيع بلدان على الانضمام إلى الاتفاقية، كي يصل عدد المصادقين عليها إلى 100 دولة.
وتراهن العديد من البلدان على التحول عن الطاقات الملوثة، مثل الفحم والنفط، إلى الطاقات النظيفة، مثل الطاقة الشمسية والرياح.
ويبدي البعض تفاؤله حول التزام الولايات المتحدة باتفاقية باريس، على اعتبار أنها تنص على أن انسحاب أية دولة منها يستغرق أربعة أعوام. غير أن مصدراً مشاركاً في قمة المناخ بمراكش صرح لـ"العربي الجديد"، بأنه رغم حاجز الأربعة أعوام، يمكن لترامب أن يستعمل دور بلاده في التمويلات من أجل إضعاف التزامات بلده.
ويؤكد مصدرنا على أن قمة مراكش يفترض أن تترجم مبادئ قمة باريس إلى تدابير عملية وتمويلات، يتوجب أن تعد بها الدول الغنية من أجل توفير تمويلات بـ100 مليار دولار للدول النامية سنوياً. وينتظر من الدول المشاركة في القمة التوصل إلى كيفية تقييم التزامات الدول وتحديد التدفقات المالية للتعاطي مع الاحتباس الحراري.
ويرى مشاركون في المؤتمر، مثل جمعية أصدقاء الأرض، أنه يجدر بالبلدان الملوثة أن تكون أكثر سخاء عند إتاحة التمويلات، فلا يمكن مقارنة مساهمة المواطن الأفريقي في التلوث بالمواطن الأميركي. وقوبل انتخاب ترامب باحتجاجات من قبل "شباب المناخ" بقمة مراكش، بينما تمترس مسؤولون رسميون مشاركون في هذا الموعد خلف تصريحات دبلوماسية تعبّر عن احترام الناخب الأميركي وحرية الاختيار الديمقراطي.