انتخابات 2018... تهديدات وفرص (2 - 2)

انتخابات 2018... تهديدات وفرص (2 - 2)

23 فبراير 2017
يطرح "جنينة" نفسه كمحارب للفساد (Getty)
+ الخط -
قدمنا في مقال سابق تحليلا مختزلا لسيناريوهات إجراء الانتخابات الرئاسية في مصر عام 2018، بين إجراء انتخابات حقيقية برقابة دولية وفتح الباب لجميع المرشحين، أو الاكتفاء بمسرحية شبيهة لانتخابات 2014 مع أحد "كومبارسات" المعارضة.

تحركات سياسية مكثفة تتم في الداخل والخارج، للتجهيز للانتخابات، رغم عدم وضوح الرؤية حول الطريقة التي سوف تجري بها، إلا أن القصر الرئاسي يبدو أول المتحركين باتجاه البقاء في الحكم، تليه مجموعات الدولة، ثم كيانات هشة تضم معارضين.


لم يكن تنظيم "مؤتمر الشباب" بشرم الشيخ، وما تلاه من مؤتمرات شهرية مع عدد من الشباب، بمعزل عن خطة التجهيز للانتخابات، فرجال القصر يعملون على تشكيل ظهير سياسي للجنرال في الانتخابات المقبلة، اجتماعات أسبوعية يجريها أحد ضباط القصر، مع شباب الأحزاب السياسية المؤيدة للنظام، بالإضافة إلى دور مميز لوزير الشباب المقرب من القصر، لتجنيد شباب لبناء منظمة يعيد بها السيسي تقديم نفسه للجمهور.

ظهر السيسي في الفترة الأولى من حكمه باعتباره الزعيم العسكري المخلص والقادر وحده على هزيمة الإرهاب وكسر سيناريو الفوضى، ولكن تراجع وتيرة العمليات الإرهابية خاصة في وادي النيل، والتوقف شبه الكامل للتظاهرات المعارضة التي تصدرتها جماعة الإخوان في الآونة الأخيرة، أجبرا الجنرال على خلع البزة العسكرية، والانغماس بين عدد من الشباب "المختارين بعناية" في صورة أقرب لمحاولات جمال مبارك للتوريث.

تحت إطار التجهيز للمحليات يتم عمل اجتماعات تبدأ من القصر حتى تصل إلى مراكز الشباب، على مستوى الجمهورية، يقوم خلالها مسؤولو وزارة الشباب برعاية الأجهزة الأمنية، بتجنيد المئات من الشباب لصالح القصر، رغم أنه لا أثر لانتخابات محليات يلوح في الأفق، إلا أن وعود الشباب بمناصب بالإضافة إلى العمل السياسي الآمن قد اجتذب بالفعل عددا كبيرا منهم، خاصة ممن لم يكن لهم اهتمام سابق بالعمل السياسي والباحثين عن أدوار.

كما يعمل رجال الفريق أحمد شفيق على قدم وساق لجمع تأييد من شخصيات سياسية وإعلامية لترشح الفريق، وقد قامت شخصيات مقربة من الفريق بعمل اتصالات بالعديد من الكيانات والرموز السياسية، خاصة المحسوبة منها على ثورة يناير لتمهيد الطريق لعودته خلال الأشهر القادمة وتقديم رسائل حول تقديم شفيق لتنازلات تتعلق بفتح المجال العام في حالة فوزه في الانتخابات.

في سياق آخر ، تضم مبادرة عصام حجي مستشار رئيس الجمهورية السابق، عدداً من شباب حزب الدستور ومن محبي البرادعي، يعملون على إعداد ما يشبه برنامجاً رئاسياً يضم محاور تشمل التعليم والصحة، وتتجه المجموعة إلى البعد التنموي للمشروع، دون حسابات لأي صدام سياسي مع السلطة الحالية، ورغم أن المبادرة لم تعلن بعد عن مرشحها لخوض الانتخابات، إلا أن المستشار هشام جنينة يبدو الأقرب، خاصة بعد معركته في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن حجم الفساد في أجهزة الدولة، والذي دفع ثمنه إقالته من منصبه - بخلاف الدستور - ومحاكمته بتهمة إشاعة أخبار كاذبة، ويطرح جنينة نفسه كمحارب للفساد دون الوصول ألى نقطة الصدام مع السلطة، وهو ما يتقارب مع فكر بعض الإصلاحيين، من رافضي المواجهة المباشرة مع السلطة العسكرية المسلحة.

بينما يحاول اليسار الراديكالي جمع شتات نفسه، وتكوين مركزية تلتف من حولها بقايا جماهير الثورة في معركة جديدة يمكن أن تسمح بمساحة للعودة إلى الشارع، عن طريق تقديم المحامي الحقوقي خالد علي، كمرشح للانتخابات الرئاسية، يكون الصوت لثورة يناير في حالة وجود انتخابات واسعة مفتوحة، أو اقتناص مكاسب في معركة سياسية، في حالة انتخابات شبيهة بـ 2014.

على هامش التجهيزات، تجري تحالفات داخل معسكر مؤيدي السلطة، بدأت بالإطاحة بنجيب ساويرس من حزب المصريين الأحرار، والتضييق على حزب مستقبل وطن، في إطار التجهيز لاندماج كبير، يجمع الظهير السياسي للسيسي في حزب وطني جديد.

كما تعمل أحزاب التيار الديمقراطي المعارض، على مناقشة مشروع لتوحيد جبهتها في كيان واحد، في محاولة لإقحام نفسها على خشبة المسرح، وتبحث الالتفاف حول مرشح واحد من أبناء التيار، والابتعاد عن صراع مرشحي الدولة.

في أقصى الهامش أخرجت جماعة الإخوان تنظيمها من المعركة، بالاتجاه الى مقاطعة الانتخابات، أو مقاطعة السياسة في حالة إتمام مبادرة السنوات الخمس.

تعج الكواليس بالممثلين ومسؤولي الإخراج والكتابة والديكور والتلقين، والمسرح مجهز لاستقبال الجمهور، إلا ان الجميع في انتظار إشارة البدء.

المساهمون