انقضى اليوم الأول للانتخابات الرئاسية المصرية، ببرود متوقع، وبافتعال مشهد ديمقراطي. البرود انسحب على التغطيات الإخبارية العربية التي كانت بدورها مفتعلة بشكل فاقع.
ثلاث فضائيات إخبارية عربية، بدا أداؤها أقرب إلى الإعلام الرسمي (أو الخاص) المصري: "سكاي نيوز عربية"، "العربية"، و"فرانس 24 عربي". حاولت هذه القنوات الثلاث مواكبة الانتخابات على اعتبارها انتخابات تنافسية حقيقية، تغطيات مستمرة طيلة اليوم، وتقارير خاصة، وحوارات واستديوهات تحليلية... لكن كل المحاولات فشلت في الخروج من البرود إيّاه.
اقــرأ أيضاً
قناة "العربية" السعودية، وبتأييدها الكامل للرئيس المصري/المرشّح عبد الفتاح السيسي: تقارير بالجملة على القناة وعلى الموقع حول فرحة المصريين بعملية الاقتراع: "عمرها 101 عام واتصلت بالشرطة لتصوت بانتخابات مصر"، "احتفالات ومشاهد طريفة وإنسانية في الانتخابات المصرية"... الاحتفالات إياها شاهدناها على "سكاي نيوز عربية". القناة التي تُبثّ من دبي اختارت هي الأخرى "النفحة الإنسانية"، فمراسلة الفضائية في القاهرة آية راضي بدأت تقريرها بحلم أب اختار الاقتراع لتأمين مستقبل أولاده، الذين حضروا معه إلى اللجنة الانتخابية. وأسوة بكل المواقع والقنوات الإخبارية المصرية (التي تديرها مختلف أجهزة المخابرات المحلية) كان التركيز على أن انتخاب عبدالفتاح السيسي هو انتخاب لمستقبل الجيل الجديد، تماماً كما قال السيسي نفسه في المقابلة الدعائية التي صورتها معه المخرجة المصرية ساندرا نشأت وعرضت قبل أيام من انطلاق العملية الانتخابية.
لكن أين هو موسى مصطفى موسى؟ ولمن لا يعرفه فهو منافس السيسي في الانتخابات. لم تذكره القنوات إياها، باستثناء، ثانيتين خصصتهما "سكاي" لإظهار صورته وهو يقترع. ماذا بعد؟ باقي التغطيات كلها طغت عليها الموسيقى والرقص والإعلام.
وإن كانت تغطية "العربية"، و"سكاي نيوز عربية" مفهومة ومتوقعة وأقرب إلى البروباغندا، فإن "فرانس 24 عربية" سقطت مجدداً في فخّ الدعاية. قبل أشهر عرضت القناة مقابلة مع السيسي، كانت أشبه بالفضيحة نظراً إلى كمية الترويج التي حملتها، ثمّ كانت تغطية الانتخابات التي حاولت فيها أن تكون موضوعية. لكن هذه المرة أيضاً لم تنجح، وهو ما ظهر بشكل فاقع في الرسائل المباشرة حيث أصرّ موفد المحطة إلى القاهرة خليل البشير على الربط أكثر من مرة على مواجهة نظام السيسي للإرهاب خلال ولايته. ثمّ جاءت الحلقة الحوارية المسائية الخاصة من القاهرة لتتوّج التغطية المنحازة: 4 ضيوف، ثلاثة منهم مؤيدون للسيسي ومعارض واحد هو خالد داود، رئيس حزب الدستور. حاولت الحلقة عرض مختلف وجهة النظر، لكن بدا خالد داود الذي أكد على دعوة حزب الدستور لمقاطعة الانتخابات وحيداً، ووصل بالصحافي إسلام عفيفي حد الصراخ والتهديد بمغادرة الحلقة، في كل مرة كان داود يقول فكرة لا تعجب الصحافي "الوطني". وعلى الرغم من أن القناة حاولت قبل انطلاق الانتخابات تسليط الضوء على القمع الذي يعيشه المصريون من خلال تقرير حول حرية الصحافة مثلاً، إلا أن تغطيتها يوم الانتخابات فشلت في الإضاءة على هذه التجاوزات.
أين المختفون قسرياً؟ أين المعتقلون؟ أين إقفال المواقع وحجبها وتدجين الإعلام؟ أين عمليات تصفية مواطنين بحجة مكافحة الإرهاب؟ غابت كل هذه الملفات عن القنوات الثلاث يوم الانتخابات، وحضر فقط التطبيل السيسي، والرقص في الشوارع.
قناة "العربية" السعودية، وبتأييدها الكامل للرئيس المصري/المرشّح عبد الفتاح السيسي: تقارير بالجملة على القناة وعلى الموقع حول فرحة المصريين بعملية الاقتراع: "عمرها 101 عام واتصلت بالشرطة لتصوت بانتخابات مصر"، "احتفالات ومشاهد طريفة وإنسانية في الانتخابات المصرية"... الاحتفالات إياها شاهدناها على "سكاي نيوز عربية". القناة التي تُبثّ من دبي اختارت هي الأخرى "النفحة الإنسانية"، فمراسلة الفضائية في القاهرة آية راضي بدأت تقريرها بحلم أب اختار الاقتراع لتأمين مستقبل أولاده، الذين حضروا معه إلى اللجنة الانتخابية. وأسوة بكل المواقع والقنوات الإخبارية المصرية (التي تديرها مختلف أجهزة المخابرات المحلية) كان التركيز على أن انتخاب عبدالفتاح السيسي هو انتخاب لمستقبل الجيل الجديد، تماماً كما قال السيسي نفسه في المقابلة الدعائية التي صورتها معه المخرجة المصرية ساندرا نشأت وعرضت قبل أيام من انطلاق العملية الانتخابية.
لكن أين هو موسى مصطفى موسى؟ ولمن لا يعرفه فهو منافس السيسي في الانتخابات. لم تذكره القنوات إياها، باستثناء، ثانيتين خصصتهما "سكاي" لإظهار صورته وهو يقترع. ماذا بعد؟ باقي التغطيات كلها طغت عليها الموسيقى والرقص والإعلام.
وإن كانت تغطية "العربية"، و"سكاي نيوز عربية" مفهومة ومتوقعة وأقرب إلى البروباغندا، فإن "فرانس 24 عربية" سقطت مجدداً في فخّ الدعاية. قبل أشهر عرضت القناة مقابلة مع السيسي، كانت أشبه بالفضيحة نظراً إلى كمية الترويج التي حملتها، ثمّ كانت تغطية الانتخابات التي حاولت فيها أن تكون موضوعية. لكن هذه المرة أيضاً لم تنجح، وهو ما ظهر بشكل فاقع في الرسائل المباشرة حيث أصرّ موفد المحطة إلى القاهرة خليل البشير على الربط أكثر من مرة على مواجهة نظام السيسي للإرهاب خلال ولايته. ثمّ جاءت الحلقة الحوارية المسائية الخاصة من القاهرة لتتوّج التغطية المنحازة: 4 ضيوف، ثلاثة منهم مؤيدون للسيسي ومعارض واحد هو خالد داود، رئيس حزب الدستور. حاولت الحلقة عرض مختلف وجهة النظر، لكن بدا خالد داود الذي أكد على دعوة حزب الدستور لمقاطعة الانتخابات وحيداً، ووصل بالصحافي إسلام عفيفي حد الصراخ والتهديد بمغادرة الحلقة، في كل مرة كان داود يقول فكرة لا تعجب الصحافي "الوطني". وعلى الرغم من أن القناة حاولت قبل انطلاق الانتخابات تسليط الضوء على القمع الذي يعيشه المصريون من خلال تقرير حول حرية الصحافة مثلاً، إلا أن تغطيتها يوم الانتخابات فشلت في الإضاءة على هذه التجاوزات.
أين المختفون قسرياً؟ أين المعتقلون؟ أين إقفال المواقع وحجبها وتدجين الإعلام؟ أين عمليات تصفية مواطنين بحجة مكافحة الإرهاب؟ غابت كل هذه الملفات عن القنوات الثلاث يوم الانتخابات، وحضر فقط التطبيل السيسي، والرقص في الشوارع.