امرأة بمظلة وشاعر بقبعة

امرأة بمظلة وشاعر بقبعة

02 فبراير 2017
+ الخط -

الكتابان اللذان كانا

في حوزتكِ بالأمس

تحولا اليوم

إلى منارتين في مكتبتي

وجميع كتبي ترقص

حولهما كعصافيرَ

من قصاصات الورق

والكتاب الذي طلبته

ولم أذكركِ به

عندما ذهبتِ

وجدته منتحراً

هذا المساء

- 2 -

منذ اخضراري

وأحد أعضائي

يخونني في العثور عليكِ

وغريب أني لم أيأس

كما يحصل لي دائماً

- 3 -

يمكنك تسمية أصابعي العشرة

وضعفهما مع واحدة إضافية

شموعاً تضيء ليلكِ

أو قليلاً من أشواقكِ

كما يمكنكِ تسمية عيوني

خرزات ناعسة – متعبة

ليكمل عقد الخرزات

في سماء رقبتك

كما يمكنك تدويني حارثاً

للمياه بين يديكِ

أو زرعي كنبتةٍ

في حديقة خلفية لمنزلكِ

أو حتى مظلة صفراء – بيضاء

إذا شئت لتظلل حشائش

نافذتك في الصيف

أو دبوساً في حاشية ثوبكِ

- 4 -

الورقة البيضاء

على الطاولة

المتروكة بعناية

بجانب المزهرية

لا تخص أحداً

وكذلك لا تخصني

لكن ربما تخص

الرياح القادمة

مع فستانها

أو الطيور الصادرة

عن زغب بطنها

أو ربما تخص

بستان الورد

في شعرها الأسود

الطويل ، الطويل

حتى وجع واضح

في عين الشمس

- 5 -

ثملاً أنا

شربتُ

ما تركته على

أطراف طاولةٍ

صغيرة في غرفتي

- 6 -

أنا أرض يابسة وعطشى

وأنتِ المطر الذي يتساقط

في هذا الليل الجميل

فأرجوكِ أن تتساقطي

على الجهات الأربعة من ربيعي

- 7 -

في هذا اليوم

سوف أشعل

أربعين سيكارة

أدخنها جميعاً

باستثناء واحدة

سوف أدخنها

كما تحب أن تراها

عيناك تحت المطر

- 8 -

مسكون أنا بطيفك

كنت نبتة يابسة في

صحراء 

أو حبة رمل

كم انتظرتك بين حبات

المطر الناعسة

بين نسمات الريح

التي تهب علي

لكن كان ذلك

واكتشفت كم كنت

غافلاً، غافلاً

لأنني ما كنت أدري

انك تسكنين شمس

الصحراء الطاهرة

وأن جميع النباتات

ليست سوى أنفاسك

والقمر سوى مرآة ابتسامتك

ونجوم كلماتك المتناثرة

في السماء

دلالات

BD1CBBD2-1316-4061-AAEB-F6640B87E0AC
دلدار فلمز

شاعر وفنان تشكيلي سوري مقيم في زيوريخ. يكتب في النقد التشكيلي والأدبي في الصحافة العربية، وعمل معدّاً ومقدّماً للبرامج في قنوات تلفزونية كردية. له مجموعة شعرية بعنوان (عاش باكراً)، وصدر له في النقد الفني كتاب بعنوان (تاريخ الرسم).