اليوم الوطني لحرية الإنترنت بتونس.. أرساه المرزوقي وتجاهله السبسي

اليوم الوطني لحرية الإنترنت بتونس.. أرساه المرزوقي وتجاهله السبسي

14 مارس 2016
ناشطون تونسيون يطالبون بحرية الإنترنت (Getty)
+ الخط -

يصادف 13 مارس/ آذار، من كل عام، يوماً للاحتفال باليوم الوطني لحرية الإنترنت في تونس، وهو التقليد الذي أرساه الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي عام 2012 وأراده موعداً سنوياً للاحتفاء بحرية الإنترنت وتأكيدها.

ووفرت هذه التكنولوجيا فرص النشر عبر المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، كما ساهمت إلى حد كبير بالتعريف بالثورة التونسية من 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 إلى 14  يناير/كانون الثاني 2011، إضافة إلى نجاحها من خلال إيصال صوتها وصورها إلى كل العالم ما شكّل ضغطاً إضافياً على النظام القائم حينها.

وأراد المرزوقي تكريم كلّ من ساهموا بصنع الثورة التونسية من مدونين وناشطين إلكترونيين من خلال إرساء هذا اليوم للتذكير بما أنجزوه، لكن خياره لم يكن اعتباطياً، إذ تمّ اختيار تاريخ 13 مارس/آذار كونه اليوم الذي توفي فيه زهير اليحياوي، عام 2005، وقد اعتبره كثيرون أول "شهيد للإنترنت" في تونس وربما في العالم.

وعرف اليحياوي بمواقفه المعادية لنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، إذ اختار منذ عام 2001 الفضاء الإلكتروني مسرحاً له من خلال مدونته "TUNeZINE".

وقد كشف من خلال عمله علل وجبروت النظام السابق كما وثق انتهاكاته لحقوق الإنسان في زمن كان فيه الجميع يخشى مجرد الحديث عن نظام بن علي، فكان اليحياوي يشكل استثناء في زمن ساد فيه الفساد والظلم، إذ شكل مع آخرين من رفاقه نبراساً يهتدى بهم من رفضوا الظلم والاستبداد.

وتعرض اليحياوي للاعتقال من الأمن التونسي وزج به في السجن خاصة بعد نشره رسالة عمه الفقيد القاضي، مختار اليحياوي، إلى بن علي، والتي أبرز من خلالها حجم الفساد الذي ينخر القضاء التونسي، وكيف يتمّ توظيف هذا القضاء لضرب كل صوت حرّ تحت عدة مسميات وأسباب.

ودفع اليحياوي ضريبة ذلك السجن مدة ناهزت السنتين بتهمة نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام، ليخرج بعد ضغط مارسته منظمات تونسية ودولية على نظام بن علي، لكن كان لفترة السجن آثارها على جسده الضعيف ليغادر الحياة بعد معاناة مع المرض في 13 مارس/آذار 2005.

وشهد الاحتفال باليوم الوطني لحرية الإنترنت خلال سنوات حكم المرزوقي احتفالات رمزية تمثلت بتنظيم ندوات حول دور الإنترنت والشبكات الاجتماعية في قصر قرطاج، مقر إقامة رئيس الجمهورية، وحضرها مدونون وناشطون إلكترونيون معرفون في تونس، لكن بعد خروج المرزوقي من قصر قرطاج عقب انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2014، خفت بريق هذه الذكرى التي لم يحتفل بها من قبل الرئيس التونسي الحالي الباجي قايد السبسي.

وقرر السبسي تجاهل هذا اليوم، إذ لم يتمّ التنصيص عليها ضمن الاحتفالات الرسمية التي تشهدها تونس، ولم يتمّ الاحتفال باليوم الوطني لحرية الإنترنت إلا عبر بعض المواقع الإلكترونية وعن طريق بعض الصفحات لأصدقاء زهير اليحياوي من المدونين.



اقرأ أيضاً: شركات المراهنات الإلكترونية تستنزف اقتصاد تونس

المساهمون