اليمن: اغتيال نجل قائد عسكري يشعل مزيداً من التوتر في تعز

اليمن: اغتيال نجل قائد عسكري يشعل مزيداً من التوتر في تعز

23 اغسطس 2020
سيوسع الاغتيال من دائرة الاستقطاب بالمنطقة التي تتربص بها الإمارات (أحمد الباشا/فرانس برس)
+ الخط -

هيمن التوتر على الأرياف الجنوبية لمدينة تعز اليمنية في أعقاب اغتيال غامض لنجل قائد عسكري باللواء 35 مدرع متهم بموالاة الإمارات، فيما أعلنت قوات محور تعز العسكري أنها تمكنت من إخماد التمرد الذي حال دون تمكين القائد الجديد للواء، عبدالرحمن الشمساني، من ممارسة مهامه بعد 40 يوماً من تعيينه، واستلامه لمهامه بشكل رسمي.

وأعلنت القيادة السابقة للواء 35 مدرع، في بيان صحافي مساء السبت، أنه في الوقت الذي كانت تعد لعملية الاستلام والتسليم للقائد الجديد، فوجئت القيادات والضباط بجريمة وصفتها بـ"الجبانة والغادرة"، والتي تمثلت بإعدام الطبيب "أصيل الجبزي"، نجل رئيس عمليات اللواء 35 مدرع العقيد عبد الحكيم الجبزي.

وذكر البيان أن الجناة قاموا بقطع لسان نجل القائد الجبزي، وأصابع يديه وشوهوا وجهه، ومثلوا بجثته قبل رميها في أحد مصارف المياه بقرية "الحار" التابعة لعزلة الجبزية في مديرية المعافر، غداة اختطافه من منزل والده.

واتهم البيان، ما سماها بـ "العصابات المسلحة"، التي يقودها قيادي في اللواء 22 ميكا، المتهم بموالاة حزب التجمع اليمني للإصلاح بالوقوف وراء الحادثة، وذكر أن والد الضحية أجرى مكالمة هاتفية مع قيادة محور تعز، للاستفسار عن حالة نجله يوم الاختطاف، وأكدوا له أنه في أمان، قبل أن يفاجؤوا بجثته مرمية في مجرى تصريف المياه وعليها آثار تعذيب.

ولم يتسنّ لـ "العربي الجديد"، التحقق من الاتهامات التي ساقها بيان القيادات السابقة للواء 35 مدرع، لكن شرطة محافظة تعز، تحدثت في بيان منفصل مساء السبت، أن واقعة مقتل الشاب "أصيل الجبزي" بمديرية المعافر، "امتداد لقضية جنائية".

وذكر بيان الشرطة، الذي وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أن القضية جنائية، وبدأت بمقتل المواطن "محفوظ أحمد علي"، بإطلاق نار مباشر بالقرب من نقطة مستحدثة في مدخل منزل العقيد عبدالحكيم الجبزي، في إشارة إلى أن أولياء الضحية الثانية هم من أخذوا بالثأر.

وفيما أعربت شرطة تعز عن أسفها للحادثتين وسقوط الضحايا، دعت جميع الأطراف إلى التوقف عن النفخ في الفتنة، والكف عن توظيف مثل هذه القضايا بما يضر السلم الاجتماعي، ويوسع من دائرة الاحتقان، ويضاعف العراقيل أمام جهود تحقيق العدالة وإنفاذ سلطة القانون.

وأشار بين الشرطة إلى أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على مجموعة من المتهمين بالحادثة، كما تم تشكيل لجنة تتكون من مدير شرطة مديرية المعافر رئيساً، ومدير شرطة المسراخ عضواً، وضابط من اللواء 35 عضواً، ورئيس قسم القتل والاعتداء بالبحث الجنائي عضواً، للتحقيق في القضيتين.

ورفضت القيادة السابقة للواء 35 مدرع الرواية التي أوردتها شرطة تعز للحادثة، وأعربت في بيانها عن أسفها للطريقة التي تعاملت معها إدارة الشرطة مع القضية، والتي تضمنت إطلاق أحكام مسبقة وكأنها سلطة قضائية كما جاء في البلاغ الصادر عنها، كما طالبت بفتح تحقيق عاجل، والقبض بسرعة على الجناة وتقديمهم للعدالة.

دعت شرطة المدينة إلى الكف عن توظيف مثل هذه القضايا بما يضر السلم الاجتماعي، ويوسع من دائرة الاحتقان

وقالت مصادر عسكرية لـ "العربي الجديد"، إن حالة من التوتر تسود ريف تعز الجنوبي في مناطق "المعافر"، وتهدد بموجة جديدة من العنف، رغم إعلان قيادة محور تعز العسكري، انتهاء التمرد بفتح طريق "النشمة - تعز"، عقب فتح الطريق وزيارة قائد المحور اللواء خالد فاضل لمدينة التربة.

وأشارت المصادر إلى أن القيادات المتمردة كانت تسعى لتمكين القائد الجديد من ممارسة مهامه، لكن اغتيال نجل العقيد الجبزي، سيوسع دائرة الاستقطاب في المنطقة التي تتربص بها الإمارات، عبر قوات طارق صالح وكتائب أبو العباس السلفية.

وتعود جذور الأزمة إلى تعيين الرئيس عبد ربه منصور هادي، في العاشر من يوليو/تموز الماضي، قائداً جديداً للواء 35 مدرع بالجيش الوطني، خلفاً للقائد السابق عدنان الحمادي الذي اغتيل في ظروف غامضة مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وطالبت قيادات اللواء في بيان سابق، الرئيس هادي بإعادة النظر في القرار، وعدم التعيين من خارج قياداته، متهمين القائد الجديد بالولاء لحزب الإصلاح، لكن محور تعز اعتبر ذلك تمرداً على القرارات الرئاسية، ونفذ حملات عسكرية لتنفيذ القرار.

ويتهم محور تعز العسكري القادة المتمردين بالولاء للإمارات، ويقول إن اللواء 35 مدرع بات مخترقاً من نجل شقيق الرئيس اليمني السابق طارق صالح، الذي ترابط قواته بمدينة المخا الساحلية، كما تقيم العشرات من أسر جنوده في مدينة "التربة" الخاضعة لسيطرة اللواء.

ويرى محور تعز في تواجد قوات صالح في مدينة التربة، تهديداً له، ومحاولة لإطباق الحصار على مدينة تعز، كجزء من مخطط إماراتي ينظر إلى القيادات العسكرية الموالية للشرعية بمدينة تعز على أنها تدين بالولاء المطلق لحزب الإصلاح.