اليمن: "الشرعية" ترمي بكل أوراقها للحفاظ على مأرب النفطية

اليمن: "الشرعية" ترمي بكل أوراقها للحفاظ على مأرب النفطية

05 سبتمبر 2020
تسعى الحكومة للمحافظة على مدينة مأرب(فرانس برس)
+ الخط -

رمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بكل أوراقها في سبيل الحفاظ على محافظة مأرب النفطية شرقي البلاد، من الهجمات الحوثية المزدوجة التي تستهدف الوصول إلى منابع الثروة، وذلك بالتزامن مع ارتفاع نسبي لغارات التحالف السعودي، بعد انحسار غامض خلال الأسبوعين الماضيين.

وتسعى الحكومة للمحافظة على مدينة مأرب، باعتبارها تضم مقرات وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، فضلا عن عدد من المناطق العسكرية، وفي حال سقوطها بأيدي الحوثيين، ستتعرض الشرعية لأكبر انتكاسة خلال السنوات الثلاث الماضية، كما ستفقد أهم الموارد الاقتصادية التي تحصل عليها من النفط والغاز.

وقال مصدر عسكري حكومي لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش الوطني دفع بعشرات الآليات العسكرية ومئات الجنود من محافظتي شبوة وحضرموت وتعز، إلى مأرب، وذلك لإسناد القوات الحكومية ورجال القبائل، الذين يخوضون معارك دامية مع الحوثيين منذ أسابيع".

وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن "الشرعية كانت تنوي إرسال ألوية عسكرية من شبوة إلى مأرب، لكن هناك حذر من تربص المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة، وخصوصا مع تعثر اتفاق الرياض".

وجاء التحول الجديد، بعد اتصال هاتفي أجراه الرئيس عبدربه منصور هادي، مع وزير الدفاع محمد المقدشي ومحافظ مأرب سلطان العرادة، في أول نشاط سياسي بعد عودته من رحلته العلاجية بالولايات المتحدة.

وأرسل هادي، لقيادات الجيش ومحافظة مأرب، دعما معنويا، وفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة للشرعية، حيث وصف أبناء مأرب وإقليم سبأ، بأنهم "صنّاع فجر الثورة وروّاد النضال والتحرر"، كما أكد على "تقديم كافة أشكال المساندة والدعم ميدانيا وخدميا".

ومن المرجح، أن تكون القيادات المتواجدة في مأرب، قد طلبت إسنادا إضافيا من الرئيس هادي، وهو ما تحقق بشكل سريع، عند إرسال تعزيزات بشرية وآليات جديدة، وسط دعوات لفتح باب التجنيد والنفير العام لرجال القبائل، وتشكيل ألوية مقاومة شعبية جديدة لمقارعة الحوثيين.

من الدفاع إلى الهجوم

وبعد أيام من الانتكاسة في مديرية ماهلية التي توغل فيها الحوثيون، بدأ الجيش الوطني، خلال الساعات الماضية، باستعادة زمام المبادرة وفقا لمصادر عسكرية متطابقة بحديثها لـ"العربي الجديد"، وذلك بالتحول من موقع الدفاع إلى الهجوم، وخصوصا في جبهات صرواح غرب مأرب، و ماهلية، فضلا عن جبهات الجوف.

وأشارت المصادر، إلى أن القوات الحكومية تخطط لفتح جبهات عسكرية مختلفة في نهم وصرواح والجوف وقانية من أجل تشتيت الحوثيين وتخفيف العبء الكبير عن مأرب.

وأعلن الجيش اليمني، السبت، السيطرة على مناطق استراتيجية بمحافظة الجوف، أبرزها سلسلة جبال حويشان، وعدد من التلال الجبلية شرق منطقة المزاريق ومدينة الحزم، عاصمة المحافظة، وذكر أن تلك المكاسب الميدانية، ستمكنه من قطع إمدادات الحوثيين والسيطرة النارية عليها.

وشهدت الساعات الماضية، تحركات مكثفة للجيش اليمني، وظهر رئيس هيئة الأركان، الفريق صُغير بن عزيز، بالمنطقة العسكرية السادسة بمحافظة الجوف، وأكد من هناك أن المعارك مستمرة ضد الحوثيين حتى تحقيق النصر، وذلك بهدف تخفيف الضغط عن مأرب.

شهدت الساعات الماضية تحركات مكثفة للجيش اليمني

 

وتدور أعنف المعارك في مديرية ماهلية لليوم الرابع على التوالي، بعد سيطرة الحوثيين على منطقة العمود، مركز المديرية، والتوغل إلى عدد من المناطق المحيطة بها، بهدف التوغل إلى مديرية رحبة، ووفقا لمصادر، فقد دفعت قبائل مراد بالعشرات من مقاتليها إلى المنطقة.

ويكثف الحوثيون هجماتهم على مأرب من المناطق المحاذية لمحافظة البيضاء، وخصوصا من اتجاه مديريتي قانية وولد ربيع، فيما يبدو الموقف العسكري للشرعية أكثر تماسكا وخصوصا بالمخدرة وصرواح ومحيط معسكر ماس الاستراتيجي.

وساندت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي قوات الجيش اليمني بكثافة خلال الساعات الماضية، وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، إن الـ 48 ساعة الماضية، شهدت أكثر من 70 غارة جوية، في ارتفاع ملحوظ عن الحضور الفاتر للطيران، الأسبوع الماضي.

وأسفرت المعارك الدامية بمأرب خلال الأيام الماضية، عن أكبر خسائر بشرية على الإطلاق منذ بداية العام الجاري في صفوف الحوثيين والقوات الحكومية ورجال القبائل، وعلى الرغم من عدم الإعلان عن حصيلة رسمية لأعداد القتلى، فإن وسائل الإعلام الحكومية والحوثية، تذيع بشكل شبه يومي أخباراً عن تشييع عدد من مقاتليها.

 

دلالات

المساهمون