Skip to main content
اليمن: "الإصلاح" يدعو إلى تصنيف "الحوثيين" كإرهابيين
عادل الأحمدي ــ صنعاء

دعا حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، مساء أمس الأربعاء، إلى إدراج جماعة "الحوثي" (أنصار الله) ضمن الجماعات الإرهابية على خلفية هجومها على مدينة عمران، فيما قال زعيم (أنصار الله)، عبدالملك الحوثي، إنّ جماعته طلبت من الحكومة تسلم المدينة التي سقطت في أيديهم يوم الثلاثاء الماضي.

ودان حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، الذي يعتبره "الحوثيون" خصمهم في المواجهات شمال صنعاء، "كل ما ارتكبته جماعة الحوثي الإرهابية من أعمال قتل وتدمير وإزهاق وتهجير وتفجير المنازل والمساجد والمدارس في سابقة لا يعرفها اليمنيون في تاريخهم المعاصر. وطالب "القوى السياسية كافة، والمكونات القبلية والمواطنين بإدانة هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية بشكل صريح".

وطالب "الإصلاح" في بيان "رعاة المبادرة الخليجية ومجلس الأمن والمنظمات الدولية كافة إدراج جماعة الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية". كما دعا "القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني إلى إصدار بيان توضيحي لأبناء الشعب اليمني والمجتمعين الإقليمي والدولي لما جرى في عمران". وطلب "الشروع في تحقيق شفاف وعاجل للمتسببين في هذه الأعمال الوحشية وإعلان النتائج".

واعتبر "الإصلاح"، أن "إقدام جماعة الحوثي الإرهابية على إعدام قائد اللواء 310 العميد الركن، حميد القشيبي، غدراً جريمة حرب بكل المقاييس".

استنكار شباب الثورة

وفي السياق نفسه، استنكرت "المنسقية العليا للثورة اليمنية" (شباب) ما "قامت وتقوم به مليشيا جماعة الحوثي من أفعال إرهابية بدءاً من اقتطاع محافظة صعدة من الجسم المؤسسي للدولة اليمنية، ومروراً بجرائمها في دماج وهمدان وأرحب والجوف وانتهاء بحصار عمران والإفساد فيها تقتيلاً في أهلها، وتدميراً لمساكنها، ومساجدها، ودور قرآنها".

وحمل بيان للمنسقية التي ضمت العديد من التكتلات الشبابية التي تشكلت في ساحات الاعتصام 2011، "وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة المسؤولية الكاملة عن سقوط اللواء 310 ومصير قائده وأفراده". وطالب بـ "تحقيق عاجل"، داعياً "مؤسسة الرئاسة وحكومة الوفاق بإعلان جماعة الحوثي جماعة إرهابية".

"الحوثي" يدعو للتطبيع

في المقابل، قال "زعيم الحوثيين" عبد الملك الحوثي إنّ جماعته أبلغت الحكومة بأن تستلم محافظة عمران التي سقطت بشكل شبه كامل في أيدي مسلّحيها يوم الثلاثاء، وإنها أبلغت محافظ عمران المعين حديثاً بـ"أننا مستعدون لحمايته".

واتهم الحوثي في خطاب متلفز تعليقاً على الأحداث الأخيرة، مساء الأربعاء، حزب "الإصلاح"، بأنه "رفض الاتفاق وعمل على توريط وحدات عسكرية" في المواجهات. ورد على بيان اللجنة الأمنية التي حملته المسؤولية بالقول "أقول للجنة الأمنية ومجلس الأمن وغيره، لا تستطيعون التغطية على مواقف "القاعدة"، و(دواعش) "الإصلاح" في عمران، ومواقفهم حتى اليوم رفضت ولا تزال، أي جهود للحل بل اعتبروها خيانة".

وشدد الحوثي في ختام خطابه الطويل على "تنفيذ مخرجات الحوار". ودعا إلى "تطبيع الوضع"، كما طالب "السلطة المحلية في عمران إلى القيام بمهماتها بشكل طبيعي".

"المؤتمر" على مسافة واحدة

في المقابل، أصدر حزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي يرأسه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، بياناً عن التطورات في عمران، وقال: إنّه يتابع الأحداث بـ "قلق بالغ". ودعا "الإصلاح" و"الحوثيين" الى "تحكيم العقل وعدم الاستمراء في قتل النفس المحرمة والاقتتال الذي لا طائل منه بغرض تحقيق أهداف سياسية أو جهوية أو مذهبية أو مناطقية لن تجني البلاد من ورائها الا الدمار والتفكك والويلات".

وحدد المؤتمر الذي يُتهم بالسكوت عن توسع الحوثيين ودعمهم ثأراً من خصمه السياسي "الإصلاح" ووحدات عسكرية أيدت الثورة، موقفه، وقال إنّه يقف "على مسافة واحدة من كل أطراف الصراع السياسي والعسكري ولا ينحاز لأي طرف".

شجب خليجي

وكان مجلس التعاون الخليجي قد أدان "عدوان" جماعة الحوثي في عمران و"ما قامت به من اقتحامات، ونهب، وقتل، وترويع للمدنيين، وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، واعتداءات على مؤسسات ومرافق حكومية، ووحدات عسكرية وأمنية".

وقال بيان للأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني، صدر أمس الأربعاء، إن "جماعة الحوثي تتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما يجري في مدينة عمران، وما يتعرّض له مسار التسوية السلمية في اليمن من تعطيل يتهدّد مسيرة الانتقال السياسي السلمي". وقال إن "اليمن يتعرض لحرب معلنة يقف وراءها فكر متطرف وقوى تسعى الى زعزعة أمنه واستقراره، وإفشال مسيرة الانتقال السياسي السلمية".

وخلافاً لبيانات سابقة لم يؤكد بيان الخليجي دعمه الرئيس، هادي عبد ربه منصور، لكنه أكد "وقوف دول مجلس التعاون مع أشقائها في اليمن في كل ما يحقق أمن اليمن واستقراره ووحدته".

ميدانياً، قال مصدر عسكري في اللواء 310: إن مسلّحي الحوثي لم يسيطروا على كل مواقع اللواء، مشيراً الى أنّهم تمكّنوا فقط من السيطرة على مقرّ قيادة اللواء 310، بعد مقتل قائده.

وعن الأسلحة التي كانت في مقر اللواء 310، قال المصدر العسكري إنّها قليلة جداً، مشيراً الى أنّ "الشهيد العميد حميد القشيبي أعطى توجيهات قبل أيام بإخراج عدد من الدبابات والمعدات العسكرية الى المواقع العسكرية الواقعة في جبل ضين والمحشاش والمواقع المحيطة"، مشيراً إلى أنّ الاشتباكات لا تزال دائرة في محيط تلك المواقع بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثي.