اليمنيون يحلمون بهدنة

اليمنيون يحلمون بهدنة

05 يوليو 2015
تحذيرات من انتهاء المخزون الغذائي لليمن خلال شهر (أرشيف/Getty)
+ الخط -
أدرجت الأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، اليمن ضمن دول الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية، وهي الأعلى في سلم الطوارئ الإنسانية، ما يعني أن البلد الفقير الذي يزيد تعداده السكاني على 26 مليون نسمة، في طريقه نحو مجاعة إنسانية خلال أشهر.

تؤكد ذلك منظمات إغاثية، إذ تحذر من نفاد المواد الغذائية في البلاد خلال شهر، في ظل استمرار المواجهات المسلّحة في أكثر من محافظة من قبل مليشيا الحوثي وقوات تابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وكذا استمرار ضربات التحالف العربي الذي تقوده السعودية واستمراره في فرض الحظر الجوي على البلاد، وهو ما يفاقم المعاناة ويعجّل شبح المجاعة التي تتحدث عنها الأمم المتحدة.

يعتمد اليمن على الاستيراد بنسبة 90% من المواد الغذائية لتغطية الاستهلاك المحلي وتوفير احتياجات المواطنين المختلفة، وفي ظل استمرار الحظر الذي تفرضه السعودية، تتجه البلاد بخطوات متسارعة نحو مجاعة حقيقية مع نفاد المخزون الاستراتيجي للغذاء في البلاد.

ويسرّع من تلك المجاعة، التي يتخوف منها الجميع، أيضاً إدارة البلاد من قبل مليشيا تتعامل مع الدولة كغنيمة؛ وهو ما فتح الباب أمام المواطنين لتخزين السلع خوفاً من المستقبل، وكذا اتجاه الجماعة نفسها نحو السماح لبعض أعضائها بتجارة السوق السوداء في أكثر من مجال، وشرعنتها لهذه التجارة لتحقيق المكاسب من أجل إدارة حربها على الأرض.

اقرأ أيضاً: "فاو" تحذر من تفاقم أزمة الغذاء في اليمن


مليشيا الحوثي بإدارتها الفاشلة للدولة التي اغتصبتها يوم 21 سبتمبر/أيلول 2014، وإصرارها على توسيع دائرة الصراع جنوباً وشمالا تحت مبررات ساذجة ومفاقمة الأوضاع، أوصلت اليمن إلى قائمة الطوارئ الإنسانية للدول في مرتبتها الثالثة، والتي تضم إلى جانب اليمن: العراق وجنوب السودان وسورية.

تنادي الأمم المتحدة بهدنة إنسانية منذ بداية شهر رمضان تستطيع من خلالها إدخال المعونات الغذائية ووقف حالة الاقتتال الداخلي والخارجي القائمة، لكن همجية مليشيا الحوثي واستمرارها في قتل اليمنيين في محافظات عدن وتعز تصعّب من تطبيق هذه الهدنة ودخولها حيز التنفيذ، ولعل رسالة زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، الموجهة لمقاتليه خلال الأسبوع الماضي في المحافظات اليمنية، وإخبارهم بأن قتالهم في تلك المحافظات هو "قتال مقدس في سبيل الله" يصعّب الوضع أكثر، ويغلق الباب أمام إمكانية التوصل إلى هدنة إنسانبة في الوقت القريب من شأنها أن تخفف على اليمنيين وطأة الحرب وتنقذهم من شبح مجاعة تلوح في الأفق.

يغلق هذا الباب أيضاً استمرار التحالف العربي الذي تقوده السعودية في ضرباته الجوية وكذا فرضه الحظر الجوي على البلاد ومنع دخول المساعدات في ظل تعنت مليشيا الداخل وعجز الحكومة الشرعية في الخارج عن ترتيب ايصال المساعدات إلى الأماكن المتضررة.

وبين أطراف الخارج ومليشيا الداخل، يترقب اليمني، الواقع بين كل أولئك والمتضرر منهم، خبراً واحداً فقط يتمنى أن يصل إلى مسامعه بشكل عاجل، وهو اتفاق الأطراف المتصارعة على حل يحفظ دماء اليمنيين المتبقية ويعيد الحياة إلى طبيعتها، ولو كان هذا الخبر بمثابة حلم وصعب أن يتحقق؛ يتمنى اليمني على الأقل أن يسمع خبراً عن اتفاق تلك الأطراف على هدنة إنسانية يلتزم بها الجميع وتعيد الحياة للبلاد إلى ما قبل 21 سبتمبر/أيلول 2014 على أقل تقدير ولو لأيام.. هل هذه الأمنية البسيطة عصية على أن تتحقق للمواطن اليمني؟

اقرأ أيضاً: اليمن: سلع فاسدة وأسعار مرتفعة في رمضان

المساهمون