الهند الثانية عالمياً من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا

الهند الثانية عالمياً من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
07 سبتمبر 2020
+ الخط -

أصبحت الهند، اليوم الإثنين، الدولة الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة من حيث عدد الإصابات بكوفيد-19 وتجاوزت بذلك البرازيل، في وقت يعود الوباء ليتفشى بشدة في بريطانيا وفرنسا وعدة دول أخرى.

وأحصت الهند، ثاني دول العالم من حيث الكثافة السكانية، الإثنين 4,2 ملايين إصابة منذ بدء تفشي الوباء، مقارنة بـ4,12 ملايين إصابة في البرازيل و6,25 ملايين في الولايات المتحدة، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية.

وأعلنت وزارة الصحة الهندية اليوم عن 1016 حالة وفاة من إجمالي 71642 حالة، وهي ثالث أعلى حصيلة وطنية.

رغم وجود أكثر من مليوني إصابة جديدة الشهر الماضي، وانتشار الفيروس في البلدات والقرى الأصغر في البلاد، واصلت الحكومة الهندية تخفيف القيود لمحاولة إنعاش الاقتصاد.

أعلنت وزارة الصحة الهندية اليوم  عن 1016 حالة وفاة من إجمالي 71642 حالة، وهي ثالث أعلى حصيلة وطنية

ولم تمنع الأرقام المقلقة المترو في الهند من استئناف رحلاته بعد أشهر من التوقف في معظم المدن، بما فيها بومباي والعاصمة نيودلهي التي تعدّ 21 مليون نسمة.
وسُمح فقط للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض الفيروس بالصعود لى القطارات السريعة، مع فرض ارتداء أقنعة الوجه والتباعد الاجتماعي وفحص درجات الحرارة.

"نحن في طريقنا. لقد مرت 169 يومًا منذ أن رأيناكم!"، حسب ما ذكرته شركة مترو دلهي على حسابها بموقع "تويتر".

شبكة قطارات المترو في العاصمة هي أكبر شبكة نقل سريع في الهند.

وقبل إغلاقها في مارس/ آذار الماضي، كانت القطارات تنقل ما معدله 2.6 مليون راكب يوميا.

وأفاد عالم الفيروسات شهيد جميل، بأن العامل الأساسي يكمن في معدل ارتفاع عدد الإصابات والذي وصفه بأنه "مقلق للغاية" في الهند.

وقال جميل لفرانس برس إنه "على مدى الأسبوعين الماضيين... ارتفع المعدل من نحو 65 ألف إصابة في اليوم إلى نحو 83 ألفا، وهي زيادة بنحو 27% خلال أسبوعين أو ما يعادل 2% كل يوم".

عندما أمر رئيس الوزراء ناريندرا مودي 1.4 مليار هندي بالبقاء في منازلهم، أُغلق الاقتصاد بأكمله في غضون أربع ساعات. وفقد الملايين وظائفهم على الفور وهرب عشرات الآلاف من العمال المهاجرين، بسبب المال وخوفًا من المجاعة، من المدن وعادوا إلى القرى. ولم تؤد الهجرة غير المسبوقة إلى إفراغ الاقتصاد الهندي فحسب، بل أدت أيضًا إلى انتشار الفيروس في مناطق بعيدة من البلاد.

الآن، ومع ارتفاع عدد الإصابات، تم فتح معظم أنحاء البلاد بالفعل، باستثناء المناطق عالية الخطورة، وتقول السلطات إنه ليست لديها خيارات كثيرة.

قال راجيش بوسان، المسؤول الأعلى بوزارة الصحة الفيدرالية الهندية في إفادة صحافية الأسبوع الماضي: "رغم أن الحياة مهمة، فإن سبل العيش لا تقل أهمية".

يأتي ما يقرب من 60 في المائة من الإصابات النشطة في الهند من ولايات أندرا براديش وتاميل نادو وكارناتاكا وماهاراشترا وأوتار براديش، وهي الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الهند. لكن الإصابات تعود أيضًا إلى المناطق التي تمكنت من إبطاء انتشار الفيروس، مما عوض المكاسب الهامشية.

وكانت نيودلهي، التي تضررت بشدة من الفيروس في البداية، قد بدا أنها تمكنت من لجم الفيروس من خلال الفحص المكثف للمرضى. ولكن بعد إعادة فتح أبوابها بشكل مطرد، أبلغت الولاية عن زيادة حديثة في عدد الإصابات والوفيات. ومن المتوقع أن تؤدي إعادة افتتاح المترو إلى تفاقم الوضع، كما يقول خبراء.

يسلط الارتفاع الأخير في الحالات الضوء أيضًا على مخاطر استراتيجية الهند في الاعتماد بشكل كبير جدًا على الاختبارات السريعة التي تفحص المستضدات أو البروتينات الفيروسية. هذه الاختبارات رخيصة وتظهر نتائجها في دقائق، وسمحت للهند باختبار أكثر من مليون مريض يوميًا.

لكنها أيضًا أقل دقة ومن المرجح أن تخطئ التشخيص، وفقا للدكتور غاغانديب كانغ، خبير الأمراض المعدية بكلية الطب المسيحية في فيلور جنوبي الهند.

وتقول الهند أيضًا إن معدل التعافي لديها يبلغ 77.3 في المائة، ومعدل الوفيات انخفض إلى حوالي 1.72 في المائة.

تفشّ مقلق للوباء

وفي العديد من الدول حيث كان يبدو تفشي الوباء مستقراً بعض الشيء منذ أواخر الربيع، شهد عدد الإصابات الجديدة ارتفاعاً مقلقاً خصوصاً في أوروبا حيث يعود السكان إلى المدارس والجامعات والعمل بعد العطلة الصيفية.

وسجّلت بريطانيا الأحد قرابة ثلاثة آلاف إصابة جديدة، في عدد غير مسبوق منذ أواخر مايو/أيار.

وصرح وزير الصحة مات هانكوك لشبكة سكاي نيوز بأن "الزيادة التي لاحظناها اليوم تثير القلق"، مشيراً إلى أن الإصابات الجديدة رصدت خصوصا لدى "الأصغر سنا".

ويستأنف الوباء تفشيه أيضاً في فرنسا مع قرابة 25 ألف إصابة خلال ثلاثة أيام، وسُجّلت الذروة الجمعة مع تسعة آلاف إصابة.

ورغم هذا السياق المقلق، تعتزم الحكومة الفرنسية تخفيف أحد الإجراءات المفروضة في إطار مكافحة تفشي وباء كوفيد-19، وهو فرض الحجر الصحي لمدة 14 يوماً على المصابين والمشتبه في إصابتهم.

غضب أهالي التلاميذ 

في إسبانيا، حيث تعيد المدارس فتح أبوابها رغم الارتفاع الحاد في عدد الإصابات، يرفض الكثير من الأهالي إرسال أبنائهم إلى الصفوف رغم التهديدات بالعقوبات.

وقالت أروا ميراندا وهي أمّ لولدين يبلغان ثماني وثلاث سنوات: "لديك كل العمر للتعلم، لكن بالنسبة للصحة، فليس لديك إلا فرصة واحدة" مشيرةً إلى أنها لن ترسل ولديها إلى المدرسة هذا الأسبوع في كاستيلون دو لا بلانا (شرق).

وتقول هذه المرأة البالغة 37 عاماً، وهي عاطلة عن العمل، إن المسؤولين "يقومون بتجربة لمعرفة ما الذي سيحدث، وكأنهم يتعاملون مع حيوانات".

على الصعيد العالمي، أودى الوباء بحياة أكثر من 882 ألف شخص منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية. والدول الأكثر تضرراً جراء الوباء لجهة الوفيات هي الولايات المتحدة (188,540 وفاة) والبرازيل (126,203) والهند (7164).

وأعلنت السلطات الكندية أنها رفضت استقبال 18431 مسافرا أجنبيا معظمهم أميركيون، قدموا من الولايات المتحدة في الفترة الممتدة بين 22 مارس/آذار (تاريخ الإغلاق الجزئي للحدود بين البلدين) والثاني من سبتمبر/أيلول، بسبب سفرهم غير الضروري. وعادةً، يعبر أكثر من 400 ألف كندي وأميركي يومياً الحدود.

 

 

ذات صلة

الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة
أطفال فلسطينيون جرحى في غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يمثّل غياب اللقاحات الدورية عن محافظَتي غزة وشمال غزة خطراً إضافياً يهدّد حياة الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 98 يوماً.
الصورة
نازحون فلسطينيون في مخيم أونروا في خان يونس في غزة (مصطفى حسونة/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّها تشعر بقلق بالغ إزاء انتشار الأمراض في قطاع غزة، وذلك في اليوم الثاني والأربعين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع وأهله.
الصورة
وزير الصحة الفدرالي في حكومة باكستان نديم جان (فيسبوك)

مجتمع

فرضت الحكومة المحلية في إقليم البنجاب الباكستاني حظراً لمدة أسبوعين على بيع واستخدام دواء مصنّع محلياً تسبب في فقدان عدد من المرضى البصر، وشكّلت لجنة لتقصّي الحقائق وإجراء تحقيق في القضية.

المساهمون