الهروب إلى الجحيم

01 ابريل 2016
+ الخط -
هناك تقدم ملموس وجذري أحدثته ثوره الحرية في 25 يناير 2011، فهي كانت اللحظه المناسبة، على الرغم من فشلنا في إمكانيه التعامل معها بشكلٍ ينتهي بتحقيق انتصار كامل لإحداث تغيير جذري في كل مناحي الحياه المصرية.
كان في وسعنا توجيه ضربات موجعة لدولة الاستبداد، حال استمرار الشباب في الميادين، عقب تنحي حسني مبارك وتفويض سلطته للمجلس العسكري. كانت تلك اللحظة أولى لحظات الهروب إلى الجحيم.
صفقه سيئة التي عقدت بين جماعة الإخوان والمجلس العسكري، كانت بمثابة استعجال للمكاسب من الجماعة، واحتواء لها من المجلس العسكري، انتظاراً للحظة الانقضاض على الثورة، وتصفية كل أطرافها، وفي مقدمتها جماعة الإخوان.
صفقة أخرى قذرة، هي التي مع جبهة الإنقاذ التي استسهلت المكاسب، ورفضت اللجوء إلى الصندوق والذهاب للبرلمان التي كانت تؤكد مؤشراته سقوط جماعة الإخوان، ما يعني تلقائياً اقتسام السلطة طبقآ للصناديق، ليتحالف المجلس العسكري من جديد مع جبهة الإنقاذ، للانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب ديمقراطيا، تمهيداً لإلقاء كل أطراف الثورة في غياهب السجون، وهذا ما حدث فيما بعد.
في صفقة "الإخوان" تم إنهاء المسار الثوري مبكراً، وفي صفقة جبهة الإنقاذ، تم إنهاء المسار الديمقراطي، والقفز على المكسب الوحيد الذي جنته الثورة، وهو الصناديق النظيفة.
إذا كان محمد مرسي عين عبد الفتاح السيسي وزيرآ للدفاع، وهو يعلم أنه قتل متظاهرين في ميدان التحرير في ميدان التحرير، طبقآ لحديث مرسي من داخل حبسه، فإن محمد البرادعي قبل التعيين نائبآ لرئيس الجمهورية عقب انقلاب قاده السيسي، وشارك فيه البرادعي ورفاقه.
واقع يتلعثم وماض تملأ جنباته لحظات الخيانة والدماء، ومستقبل يزداد رعبآ، وبات أمل ثوار كثيرين العودة إلى ما قبل 25 يناير نفسه.
حالة من اليأس تضرب بعمق أمن مصر، فليس سرا أن شباب الثورة يشدّوا الترحال إلى الخارج، وهم ممن نجوا من غياهب سجون الاستبداد ورصاصات الغدر، ومن تبقى منهم داخل مصر فشل في الخروج، وبات رفيقآ للأطباء النفسيين.
ثوار فتحوا يومآ صدورهم للرصاص، واليوم باتوا يخشون حتى الكلمة، ولن تصب كل تلك المفارقات والمعايرات إلا في صالح طرف واحد، وهو النظام ، فهو وحده المستفيد من تلك الحالة التي يقويها بعضهم بحماقته من كل الأطراف.
خرج الثوار برغبتهم الانطلاق إلى مستقبل أفضل في 25 يناير 2011، ليصلوا اليوم إلى مرحلة الهروب إلى الجحيم في 3 يوليو 2013.
هناك سبيل وحيد للهروب من ذلك الجحيم الذي ذهبنا إليه بأقدامنا، يتمثل بوضع ضوابط واضحة وصريحة، في إطار تصورات عملية لمشاريع بعينها، أدت، في السابق، إلى كل تلك المراحل من الخلاف.
هربنا بأقدامنا إلى واقع متهالك، وحانت اللحظة، لنهرب من هذا الواقع المتهالك والمخيف.
EEE9D211-E8C5-407A-9EAA-32B8C359731A
EEE9D211-E8C5-407A-9EAA-32B8C359731A
محمود مكادي (مصر)
محمود مكادي (مصر)