النظام يسيطر على حوض اليرموك... ومصير مقاتلي "داعش" مجهول

النظام يسيطر على حوض اليرموك... ومصير مقاتلي "داعش" مجهول

01 اغسطس 2018
استمرت قوافل التهجير في الجنوب (إكرام المصري/الأناضول)
+ الخط -

أكمل الروس والنظام بسط سيطرتهم على البلدات التي كان خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، في حوض اليرموك بالريف الغربي لمدينة درعا، بخطوات متسارعة، أكثرها أُنجز خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، في ظل تساؤلات عديدة عن مصير المئات من مقاتلي التنظيم، وحديث عن ملاحقة بضع عشرات بالقرب من الحدود الأردنية، وسط اتهامات بوجود اتفاق لتسهيل انتقالهم إلى البادية.

مصادر محلية من حوض اليرموك، ذكرت في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "ما زال هناك بضع عشرات من مقاتلي التنظيم في أودية بيت أره وكويا، في حين سلم العشرات من مقاتلي داعش أنفسهم إلى القوات النظامية والفيلق الخامس الذي يضم مقاتلي التسويات، وسط أنباء عن إعدام 30 مقاتلاً منهم ميدانيا". كما أكدت المصادر أن "أي مقاتل يتهم بأنه من داعش عبر المخبرين يتم إعدامه". وبيّنت أن "جزءاً كبيراً من مقاتلي داعش خرج من حوض اليرموك قبل نشر الحواجز، عن طريق الوديان، التي اختبأ جزء منهم بها، وجزءاً آخر اتجه إلى بادية السويداء".

من جانبه، اعتبر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض، أمس الثلاثاء، أن "قوات النظام تواصل عمليات تمشيطها المناطق التي سيطرت عليها ليل الإثنين في منطقة حوض اليرموك بالقطاع الغربي من ريف درعا، في حين رُصدت اشتباكات بين قوات النظام وفصائل المصالحة من جهة، وعناصر من داعش ممن فروا نحو وديان واقعة بالقرب من قريتي بيت آره وكويا، وذلك بعد تمكن قوات النظام من التقدم والسيطرة على كامل المناطق التي كان جيش خالد يسيطر عليها في حوض اليرموك".

وكشف المرصد أن "نحو 100 عنصر من داعش فرّوا نحو وديان واقعة على الحدود مع الأردن بالقرب من بيت آره وكويا، في حين يتخذ العناصر الفارون من المدنيين دروعاً بشرية لهم في الوديان التي فروا إليها، فيما تتواصل عملية التمشيط الجوي والصاروخي، مع مواصلة الطائرات الحربية والمروحية استهدافها هذه الوديان، بالتزامن مع قصف صاروخي لقوات النظام على الأماكن ذاتها". ولفت إلى أن "نحو 60 عنصراً من جيش خالد سلّموا أنفسهم لقوات النظام عند دخول قوات النظام إلى بلدة الشجرة، فيما لم يعرف حتى اللحظة مصير بقية عناصر التنظيم".



وكانت عملية السيطرة على منطقة التنظيم في حوض اليرموك بدأت في 19 يوليو/تموز الماضي، عبر عملية عسكرية كبيرة بمشاركة الطيران الحربي والمروحي، إضافة إلى القصف الصاروخي والمدفعي. وبدأت العملية بشكل متسارع بعد بث "داعش" شريطاً مصوراً من بادية السويداء هدد فيه بإعدام المختطفين من محافظة السويداء والذين بلغ تعدادهم نحو 30 شخصاً هم 14 امرأة و16 طفلاً، في حال لم يوقف النظام والروس العملية العسكرية على حوض اليرموك. الأمر الذي فسّر اختفاء عناصر التنظيم من خلال تسوية مع النظام تم خلالها نقل عناصر التنظيم بشكل سري إلى بادية السويداء والبالغ عددهم نحو 1200 مقاتل.

وكان المرصد السوري ذكر أنه "قد وثق في وقت سابق مقتل 283 مقاتلاً من تنظيم داعش، منذ 19 يوليو الماضي، إلى جانب 94 على الأقل من عناصر وضباط القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، ممن قتلوا في الفترة ذاتها".

من جهتها، قالت مصادر محلية مطلعة من السويداء، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هناك رفضاً من أهالي السويداء لأي عملية نقل لمن تبقى من مقاتلي داعش إلى منطقة اللجاة غرب المحافظة أو إلى باديتها الشرقية"، لافتة إلى أنه "إن كانت هناك نية لنقلهم فيجب أن ينقلوا إلى عمق البادية، مع أن التوجه العام يصرّ على القضاء عليهم، وأما التفاوض فيمكن أن يكون على جثث قتلى التنظيم الذين سقطوا في السويداء ومن اعتقل منهم وهو يحاول التسلل إلى درعا".

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن فشل الجولة الأولى من المفاوضات، جراء رفض الوفد المفاوض في السويداء شروط تنظيم "داعش" التي أعلنها مقابل إطلاق سراح المواطنين المختطفين من أبناء المحافظة لديه، يوم الأحد الماضي، من إطلاق سراح جميع سجناء التنظيم من الرجال والنساء لدى النظام، ووقف الحملة العسكرية على حوض اليرموك، وسحب جميع قوات النظام من أراضي السويداء، وعدم مشاركة أبناء الجبل في أي معركة بين القوات النظامية والتنظيم، بالإضافة إلى منعها من استخدام أراضي السويداء في قتال التنظيم.

وبيّنت المصادر أن "هناك ضغطاً شعبياً كبيراً في السويداء، يطالب بالسلاح، وتجهيز حملة شعبية بالتنسيق مع القوات النظامية والروس والتحالف الدولي للقضاء على ما تبقى من عناصر التنظيم في بادية السويداء واسترجاع المختطفين".



وأفادت مصادر محلية من شرق السويداء، بأنه "خلال الساعات الماضية تواصلت الحملة الشعبية لصدّ مقاتلي تنظيم داعش بالاستنفار على طول حدود المحافظة الشرقية، في حين تم تمشيط المنطقة للتأكد من عدم وجود متسللين جدد إليها، بينما واصل الطيران الحربي غاراته على نقاط انتشار التنظيم في المنطقة".

وكانت اشتباكات قد وقعت فجر أمس، على محاور في بادية السويداء الشرقية والشمالية الشرقية، بين قوات النظام ومقاتلين محليين من جانب، وعناصر من التنظيم من جانب آخر، حيث تركزت الاشتباكات على محاور الغيضة. كما ترافقت الاشتباكات مع قصف واستهدافات متبادلة، وسط معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف التنظيم.

كما أفادت معلومات متقاطعة بأن "القوات النظامية سيطرت على كامل الحدود مع الجولان المحتل من قبل إسرائيل، بدءاً من الحدود اللبنانية، وصولاً إلى قرية معرية الواقعة في الزاوية السورية مع الحدود الأردنية". وأشارت مصادر مطلعة إلى أن "التقدم الكبير الذي حقق في المنطقة الجنوبية وحوض اليرموك، كان رأس حربته هو الفيلق الخامس، المكون من مقاتلي المعارضة الذين أجروا تسويات مع الروس".

وكانت وسائل إعلام النظام الرسمية تحدثت عن سيطرة القوات النظامية على بلدة الشجرة، أكبر معاقل التنظيم في حوض اليرموك، من محورين الأول من جهة قرية عابدين شمال غربي البلدة والآخر من جهة تل غيتار وعين غزالة إلى الشرق والشمال الشرقي منها.

وذكرت وكالة "سانا"، التابعة للنظام أنه "وبعد تحرير بلدة الشجرة، تابعت عملياتها على محور قرى بيت آره وكويا ومعرية معاقل التنظيم في درعا". وبيّنت أن "وحدات الهندسة واصلت تمشيط القرى والبلدات التي حررتها من الإرهاب خلال اليومين الماضيين لرفع المفخخات ومخلفات الإرهابيين للحفاظ على حياة المدنيين الذين يعودون بالمئات يومياً إلى حقولهم ومزارعهم ومنازلهم للبدء بحياة آمنة ومنتجة".

في القنيطرة، استمرت عملية تهجير رافضي إجراء تسوية مع النظام، وذكرت "سانا"، أمس، أن "عدداً من الحافلات وصل إلى ممر قرية أوفانيا لإخراج الإرهابيين الرافضين التسويةَ مع عائلاتهم من بلدة جباثا الخشب والقرى التابعة لها إلى شمال سورية". وتم في 19 يوليو/تموز الماضي التوصل لاتفاق في القنيطرة، نصّ على خروج رافضي التسوية إلى إدلب وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء في مناطقهم وعودة القوات النظامية إلى النقاط التي كانت فيها قبل عام 2011.


المساهمون