النظام يتمدّد بريف إدلب... والمعارضة تحكم حصار إدارة المركبات

النظام يتمدّد بريف إدلب... والمعارضة تحكم حصار إدارة المركبات

06 يناير 2018
قصف مدفعي وجوي مستمر على الغوطة (عبدالمنعم عيسى/فرانس برس)
+ الخط -
واصلت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في محور ريفي حماه وإدلب بهدف التقدّم باتجاه مطار أبو الظهور الواقع على الحدود الإدارية بين إدلب وحلب، وسيطرت على قرابة عشر قرى خلال الساعات الأخيرة، وسط دعوات من ناشطين معارضين لفتح الجبهات، فيما واصلت قوات النظام أيضاً محاولات فكّ الحصار عن مجموعاتها المتحصنة في إدارة المركبات بمدينة حرستا.

وتبدو معركة ريف إدلب الجنوبي تسير باتجاه واضح الملامح، هدفه السيطرة على المنطقة الزرقاء ضمن الخرائط التي تم تسريبها عن اتفاقات خفض التصعيد التي أنتجتها اجتماعات أستانة، والتي تمتد حتى مطار أبو الظهور، وكانت سرّبت على أنها منطقة منزوعة السلاح تحت الرقابة الروسية. ولعل هذا الأمر يبرر مساندة روسيا، الضامن لعملية تخفيف التصعيد، لقوات النظام في هذه المعركة، وسكوت الضامنين الآخرين، تركيا وإيران. إذ يبدو أن الهدف الآخر من هذه المعركة هو استنزاف تنظيم "هيئة تحرير الشام" بما يمهد للقضاء عليه، بالإضافة إلى استنزاف فصائل المعارضة بما يسهّل عملية فرض الشروط الروسية عليها. كما أنّ مشاركة الطائرات الروسية في قصف مناطق الغوطة وريف إدلب الجنوبي، يبدو أنّ الهدف منها الضغط على المعارضة من أجل القبول بمؤتمر سوتشي الذي تدعو له روسيا نهاية الشهر الحالي، ما يرجح عودة تلك الغارات مع اقتراب موعد المؤتمر في حال بقيت المعارضة على موقفها منه بعدم المشاركة.

واعترفت مصادر مقربة من قوات النظام بمقتل عشرة من عناصر "الحرس الجمهوري" خلال المواجهات مع المعارضة السورية المسلحة في محور إدارة المركبات بمدينة حرستا في ريف دمشق الشرقي، مشيرةً إلى أنّ القتلى كلهم من مدينة جبلة الساحليّة، وسقطوا خلال محاولات فكّ الحصار الذي تفرضه المعارضة على قوات النظام المتحصنة في مباني ثكنة "إدارة المركبات".

وتحدّث "مركز الغوطة الإعلامي" عن قصف بأكثر من 200 قذيفة مدفعية، فضلاً عن القصف بالخراطيم المتفجرة وصواريخ أرض - أرض على مناطق في مدينة حرستا، كما طاول القصف مدينة عين ترما، في ظلّ محاولات فك الحصار عن "إدارة المركبات". نفى المركز في هذا الإطار، سيطرة النظام على مبان في حي العجمي المحاذي لإدارة المركبات.


ومن جانبه، استنكر "مجلس محافظة ريف دمشق" التابع للمعارضة، في بيان له، الصمت الدولي إزاء ما ترتكبه الطائرات الروسية وطائرات النظام بحق المدنيين في الغوطة، وطالب المجلس، في بيان اطلعت "العربي الجديد" على نسخة منه، المنظمات الدولية والحقوقية بـ"الضغط على نظام الأسد الإرهابي لتجنيب المدنيين ومناطقهم آلة الحرب الهمجية"، فيما نفى "المجلس المحلي لبلدة النشابية" في الغوطة الشرقية، في بيان له، ما تروجه قوات النظام عن سيطرتها على مساحات واسعة من البلدة ومحيطها في ريف دمشق.

وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، سيطرة قوات النظام السوري على قرى "فحيل، جلاس، رسم العبد، الشيخ بركة، القصر الأبيض، ربيعة موسى، الحقية، تل رجيم، أم رفول، أم الرجم، سويرات وشقفة"، في محاور ريف حماه الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وقالت المصادر إن قوات النظام سيطرت على تلك القرى بشكل سريع إثر انسحاب مقاتلي "هيئة تحرير الشام" إلى الخطوط الخلفية وتمركزها في سنجار، حيث شنّت الأخيرة هجوماً معاكساً استعادت على أثره السيطرة على قرية الشيخ بركة، في حين تدور المعارك في محاور قرية سنجار على بعد عشرين كيلومتراً من مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب الشرقي، حيث تسعى قوات النظام للوصول إليه بمساندة روسية.

إلى ذلك، استغل تنظيم "داعش" المعارك بين الهيئة وقوات النظام في شمال شرق حماة، ليحقق تقدماً على محور ناحية الحمراء ويسيطر على قريتي رسم الحمام والحوايس إثر هجوم على مواقع مقاتلي "تحرير الشام".

وفي سياق متصل، تظاهر مدنيون وناشطون في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، مطالبين فصائل المعارضة السورية المسلحة بفتح الجبهات مع النظام لتخفيف الضغط عن ريفي إدلب وحماه، في حين كتب الرائد جميل الصالح، قائد "جيش العزة" المعارض والرافض لمحادثات أستانة، في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "أقل ما يمكن أن أقوله، حان وقت الانشقاق عن كل فصيل ينفذ أجندة الخارج وينفذ تعليمات بائعي الدم…"، كما وجّه مدير العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشام"، عماد الدين مجاهد، في بيان له، رسالة إلى الناشطين الإعلاميين، طالبهم بـ"تركيز الأضواء على بطولات الاستبسال في التصدي لهجمات قوات النظام".

وفي الحسكة، أعلنت "المفوضية العليا للانتخابات" التابعة لـ"الإدارة الذاتية الكردية" التي تقودها مليشيا "وحدات حماية الشعب"، في بيان لها، عن تأجيل المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات الفيدرالية لشمال سورية إلى موعد قالت إنه سيتم تحديده لاحقاً، وذلك "بسبب ضيق الوقت وانشغال المفوضية بانتخابات الرئاسة المشتركة لمجالس المقاطعة والنواحي والبلديات". وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات في الأقاليم الثلاثة: الجزيرة، الفرات وعفرين، بداية العام 2018 بهدف انتخاب حكومات الأقاليم.

وشهدت المراحل السابقة من الانتخابات مقاطعة كل من أحزاب "المجلس الوطني الكردي" و"الحزب الديمقراطي التقدمي"، كما قاطعتها أحزاب أخرى في منطقة عفرين بريف حلب، ومنطقة عين العرب في ريف الرقة، ومناطق من ريفي الحسكة والرقة.

المساهمون