أطلقت المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، أخيراً، مشروع "مدينة الإنتاج التلفزيوني في سورية"، الذي يهدف، بحسبها، إلى إنشاء مدينة مساحتها 25 ألف متر مربع، تحتوي على استديوهات مجهزة بالمعدات من كاميرات وعُدة إضاءة وصوت وشاشات عرض بالإضافة لصالات الديكورات، على أن يُبنى في مدخل المدينة فندق ليقيم فيه الفنانون أثناء فترة العمل. وقد تم اختيار قرية الهامة، الواقعة في ريف دمشق الغربي موقعاً لتنفيذ المشروع.
بدأ الترويج للمشروع في المهرجان الفني المحدث "درامانا بخير" عن طريق استطلاع آراء الفنانين السوريين بهذه الخطوة، التي قوبلت بالاستحسان والتهليل، كما جرت العادة. ويبدو أنه لا يمكن أن نفصل هذا المشروع عن الهواجس والمخاوف التي يعيشها الفنانون السوريون عقب الفشل التسويقي في رمضان الماضي، إذ يبدو أنّ النظام السوري بدأ يحاول تأمين استمرارية نشاطه الفني، ليحافظ على ما تبقى له من هيمنة في الوسط.
لكنّ مدينة الهامة التي تم اختيارها كموقع لمدينة الإنتاج، هي من أوائل المدن التي ثارت على النظام السوري في منطقة ريف دمشق الغربي. وسبق وأن قام النظام السوري بقصفها وتدمير أجزاء منها قبل أن يبسط سيطرته عليها بشكل نهائي العام الماضي، وهجّر نسبة كبيرة من أهلها بعد أن تحولت المنطقة في الأعوام السابقة إلى منطقة غير آمنة، بسبب قصف النظام المتقطع على المدينة.
وبهذا، يبدو أنّ أهالي المدن السورية التي وقفت مع الثورة، قد بدأوا يدفعون ضريبة موقفهم. فمدينة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، التي بدأ إعلام النظام بالتباهي بها، ستقام على أراضٍ زراعية يملكها مواطنون سوريون، اعتقلوا أو هجروا. وبذلك لا يختلف هذا المشروع عن معظم الاستثمارات التي أعطى النظام لنفسه الحق بتنفيذها على أراضي المدن المدمرة، كمشروع هنسة مدينة "داريا"، التي دخلت التنظيم أخيراً، ومهد النظام فيها الطرقات على حطام البيوت، بعد أن نَقل الناجين فيها إلى مدينة إدلب.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستثمر فيها النظام السوري المدن التي دمرها في إنتاج أعماله الفنية. فسبق وأن استخدم العديد من المواقع والمدن التي دمرها كمواقع للتصوير. وهو ما حدث في فيلم "مطر حمص"، حين استخدمت المؤسسة العامة للسينما والمخرج جود سعيد، أحياء حمص المدمرة للتصوير فيها. ولهذا السبب تلقى الفيلم كماً كبيراً من الانتقادات، كما تسببت مشاركته بمهرجان "قرطاج" بانسحاب المخرج السوري، سامر عجوري، بسبب منافاة الفيلم للأخلاق التي يتوجب أن تتمتع بها الفنون.
اقــرأ أيضاً
لكنّ مدينة الهامة التي تم اختيارها كموقع لمدينة الإنتاج، هي من أوائل المدن التي ثارت على النظام السوري في منطقة ريف دمشق الغربي. وسبق وأن قام النظام السوري بقصفها وتدمير أجزاء منها قبل أن يبسط سيطرته عليها بشكل نهائي العام الماضي، وهجّر نسبة كبيرة من أهلها بعد أن تحولت المنطقة في الأعوام السابقة إلى منطقة غير آمنة، بسبب قصف النظام المتقطع على المدينة.
وبهذا، يبدو أنّ أهالي المدن السورية التي وقفت مع الثورة، قد بدأوا يدفعون ضريبة موقفهم. فمدينة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، التي بدأ إعلام النظام بالتباهي بها، ستقام على أراضٍ زراعية يملكها مواطنون سوريون، اعتقلوا أو هجروا. وبذلك لا يختلف هذا المشروع عن معظم الاستثمارات التي أعطى النظام لنفسه الحق بتنفيذها على أراضي المدن المدمرة، كمشروع هنسة مدينة "داريا"، التي دخلت التنظيم أخيراً، ومهد النظام فيها الطرقات على حطام البيوت، بعد أن نَقل الناجين فيها إلى مدينة إدلب.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستثمر فيها النظام السوري المدن التي دمرها في إنتاج أعماله الفنية. فسبق وأن استخدم العديد من المواقع والمدن التي دمرها كمواقع للتصوير. وهو ما حدث في فيلم "مطر حمص"، حين استخدمت المؤسسة العامة للسينما والمخرج جود سعيد، أحياء حمص المدمرة للتصوير فيها. ولهذا السبب تلقى الفيلم كماً كبيراً من الانتقادات، كما تسببت مشاركته بمهرجان "قرطاج" بانسحاب المخرج السوري، سامر عجوري، بسبب منافاة الفيلم للأخلاق التي يتوجب أن تتمتع بها الفنون.