Skip to main content
النظام السوري يعيق وصول المساعدات لنازحي مخيم واشوكاني
عبد الله البشير
يعيش نازحو مخيم "واشوكاني" بالقرب من بلدة توينة عند مدخل مدينة الحسكة الغربي شمالي شرق سورية، ظروفا إنسانية صعبة بسبب نقص المساعدات الإنسانية، مع اتهامات لمنظمات أممية بتجاهل المخيم، وعدم إدراجه ضمن خطة المساعدات المقدمة منها بالتعاون مع النظام السوري.

وقالت ستريا رشك، من إدارة مخيم واشوكاني، لـ"العربي الجديد"، إنه يضم 1700 خيمة تؤوي 1832 عائلة، ويبلغ عدد الأفراد فيه 12 ألفا، وتطبق مدارس المخيم المناهج الخاصة بالإدارة الذاتية باللغتين العربية والكردية. "منظمة يونيسف لا تقدم أي شيء للمخيم، ونطالبها بالقيام بواجبها إزاء النازحين في بقية مخيمات المنطقة".
وأضافت أن ما يمنع "يونيسف" من إيصال المساعدات هي العلاقة التي تربطها بالنظام السوري، وهناك تدخل مباشر من قبل محافظ الحسكة لمنع وصول المساعدات إلى المخيم على اعتبار أنه غير شرعي.
وكشفت رشك أن "أحد قطاعات المخيم عشوائي، ولا يمكنه التصدي لأي انتشار محتمل لفيروس كورونا، كما أجرينا عمليتي رش لمبيدات خاصة بالعقارب لحماية النازحين. طبيعة الموقع صخرية، وفيها كثير من الأحجار، وبعد أسبوع سنبدأ بتسوية الأرض بهدف زيادة عدد الخيام".
وأوضحت أن "حياة المخيم صعبة في فصل الصيف، ويلزم النازحين كثير ممن الاحتياجات مثل المراوح، وعدد المنظمات العاملة في المخيم قليل مقارنة بعدد النازحين الذي يزداد بمرور الوقت، وتسبب فيروس كورونا بإيقاف مدارس المخيم الذي تم تأسيس مدرستين فيه لكل من المرحلتين الإبتدائية والإعدادية".




وقالت رشك: "كانت المنظمات تقيم بعض الفعاليات الترفيهية لأطفال المخيم، وعملت منظمات أخرى على تقديم المساعدات والسلال الغذائية بشكل شهري، وأغلب قاطني المخيم من منطقة رأس العين والمناطق المحيطة بها، ويواجهون في الوقت الحالي مشكلة انقطاع الكهرباء، والمعونات غير كافية، والمنظمات المرخصة من الإدارة الذاتية فقط هي التي تقدم المساعدات".
واشتكى النازح أحمد عربي (50 سنة) من نقص الأدوية في المخيم، وقال لـ"العربي الجديد"، إنه يحتاج إلى الأدوية بشكل دوري لأنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم، ويحاول توفير كميات منها خوفا من عدم القدرة على الحصول عليها، مطالبا بالعمل على توفير الأدوية.
ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد مشاكل النازحين، خاصة في فترات الظهيرة، إذ إن الخيام من البلاستيك، وبالتالي ترتفع درجة الحرارة داخلها، وفي حال فتحها لدخول الهواء تمتلئ بالأتربة.

نزح محمد من قرية أم الخير في منطقة رأس العين إلى مخيم واشوكاني قبل سبعة أشهر، وقال لـ"العربي الجديد"، إنه يعاني بسبب غلاء الأسعار، كما أنه لا يوجد لدى النازحين ما يخفف عنهم درجات الحرارة. "تركنا كل شيء خلفنا، وهنا لا نستطيع شراء أي شيء، ونحن سبعة أفراد، وبحاجة إلى مصاريف، وليس لدينا من يعيلنا".

وكشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، أمس الإثنين، أن نحو 11 مليون شخص في سورية بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تشعر بقلق متزايد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأنه وفقا لبرنامج الأغذية العالمي، يعاني نحو 9.3 ملايين شخص في سورية من انعدام الأمن الغذائي، وتعمل المنظمة على توزيع مساعدات غذائية منقذة للحياة على نحو 4.5 ملايين شخص شهريا، في 14 محافظة سورية.